رأي ومقالات

د. هاشم حسين بابكر : ما جديد العام الجديد ؟

[JUSTIFY]عام جديد حل على العالم، فعلى الصعيد الإقليمي يحل العام الجديد بأزمة في دولة جنوب السودان وحرب أهلية مؤهلة لتصبح حرباً إقليمية من أكثر المتضررين فيها السودان ودولة جنوب السودان والتي ينظر إليها جيرانها نظرة طمع في اقتسامها فيما بينها! وسبب ذلك الامتداد القبلي مع دول الجوار، حيث تنتشر قبائل الإستوائية ما بين زائير ويوغندا وكينيا وإفريقيا الوسطى وكذلك الأمر مع إثيوبيا حيث قبيلة النوير التي تقود الحرب، والشاهد أن عدد النوير في إثيوبيا يفوق عددهم في جنوب السودان.
> والتدخل العسكري الفرنسي والأمريكي في الأزمات التي تحيط بالسودان يمثل خطراً مباشراً على استقرار السودان المضطرب أصلاً.

> والسودان بموقعه الجيوبوليتكي المتفرد يجاور عشر دول قبل انفصال جنوب السودان وهذه ميزة سياسية واقتصادية لو تم استغلالها لكان السودان دولة رائدة في إفريقيا!
> كما هل العام الجديد على السودان بحكومة جديدة لا هدف ولا خطة لها مما يجعل العام الجديد أشد رهقاً من الذي مضى، فأي حكومة لا تضع نصب عينيها استغلال موارد البلاد الاقتصادية وإعادة إعمار البنيات التحتية سيكون عامها الجديد نقمة على البلاد!
> انعدم التأثير الإقليمي للسودان وحتى لمصر التي يهل عليها العام الجديد وهي تعاني من اضطرابات داخلية الأمر الذي يشكل خطراً على الدولتين، لأن النظامين لا أثر لهما في محيطهما المحلي ناهيك من الأثر الإقليمي!
> والسياسات التي تنتهجها الأنظمة الحاكمة تجعل من مصيرها في غير يدها وهذا يخدم كثيراً قوى الاستكبار العالمي في السيطرة على تلك البلدان سياسياً واقتصادياً، ونتيجة هذا اختفت ظاهرة الزعماء الإقليميين والذين نقلتهم سياساتهم الإقليمية إلى العالمية ومن هؤلاء عبد الناصر ونكروما وهيلا سلاسي وما نديلا على سبيل المثال لا الحصر!
> فالغالبية العظمى من الأنظمة الحاكمة في إفريقيا تقف على أرضية سياسية غاية في الهشاشة إما اعتماداً على القبيلة أو على نظام عسكري تعبث فيه مراكز القوى فساداً وإفساداً وهنا ينتفي التأثير الإقليمي الذي يجعل من التأثير على المستوى العالمي صفراً!
> ومستقبل إفريقيا يبدو ضبابياً وقضاياها المحلية والإقليمية تأتي حلولها من خارج إفريقيا لا لتلبي المصالح الإفريقية إنما لتلبي مصالح من وضع تلك الحلول!
> وأثر السودان الإقليمي كان واضحاً حيث كان تدخله في أزمة الكنغو وإنقاذ أسرة الزعيم لوممبا وإعادة الإمبراطور هيلا سلاسي للحكم في إثيوبيا هذا إلى جانب مساعدة ثوار جنوب إفريقيا واحتوائهم والصرف عليهم وإمدادهم بجوازات سفر سودانية، وكل حركات التحرر كان السودان عاملاً إقليمياً مؤثراً فيها، وهنا أتوجه لعاشق الحرية وود البلد الأصيل الأخ والأستاذ غازي سليمان لكتابة مذكراته حتى تعرف الأجيال الحاضرة والقادمة كيف كان السودان مؤثراً إقليمياً ونال احترام الجميع!
> أمن السودان هو أمن إقليمي وقد فرض موقع السودان الجيوبوليتكي أن يكون كذلك، فالتداخل القبلي مع دول غرب إفريقيا والقرن الإفريقي ومنطقة البحيرات جعل من أمن السودان أمراً معقداً، وهنا تنطبق النظرية الأمنية التي تقول إن الأمن القومي لأي دولة يُبحث عنه خارج الحدود!
> وقد ثبتت هذه النظرية عملياً في السودان الذي بحث عن أمنه القومي داخل الحدود فكانت النتيجة أن فقد تلك الحدود!! وما زال يفقدها يوماً بعد يوم!
> السودان يستقبل عاماً جديداً يحمل فيما يحمل متغيرات لا يملك مواجهتها لا سياسياً ولا اقتصادياً وبهذا يكون السودان رهيناً لهذه المتغيرات مستسلماً لها لا حول له فيها ولا قوة، وهذا يجعل الإنسان السوداني بلا إرادة ولا طموح لمستقبل أفضل ويجعل من ذلك المواطن رهين سياسة الأمر الواقع وهذا يمثل الاستسلام غير المشروط لما تفرضه هذه المتغيرات السالبة الأثر!
> لست متشائماً وأفهم جيداً حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام والذي يقول فيه إن التطيُّر شرك والتطيُّر هو التشاؤم، والأمر بسيط ويتمثل في مواجهة المواقع والمتغيرات لا الرضوخ لها بكسر الإرادة، والإرادة تقوى بالقيادة، ولكن القيادة عندنا تقوم على تحضير الأرواح وتجميل المومياءات السياسية التي لم تقدم للسودان شيئاً سوى أن أرضه أخذت تنقص من أطرافها!
> أقول رغم كل هذا كل عام وأنتم بخير!!!!

صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]