الصادق الرزيقي : في ذكرى الاستقلال كلمة وحزن
لو قُدِّر لهذا الوطن أن يصرخ مناديًا من جوفه العميق ومن باطن ثرواته وعميق موارده وقريب كنوزه الظاهرة والمستترة وأشجاره وطيوره وأنعامه وجباله، لصرخ صرخة مدوِّية، أنه بعد ثمانية خمسين عاماً، لا نزال نبحث عن ذاتنا ووحدتنا وانسجامنا وآمالنا التي لم نشيِّدها على أنقاض آلامنا..
كيف ننظر عبر نافذة لا يطل منها شعاع، لآفاق تبدو بعيدة بعد أن كانت في متناول اليد، غداة رفع العلم وترديد الأناشيد وتسجيل اسم بلادنا في لوحة شرف الشعوب الحُرة التي أفاقت من كراها. هناك طلسم غريب لا بد من كشفه وحل شفرته، لماذا كنا من السابقين عندما هبَّت رياح الحرية على شعوب العالم الثالث.. ثم أصبحنا من المخلَّفين بين الأمم وقد نلنا استقلالنا قبل دول عديدة في شرق العالم وجنوبه؟!؟
لماذا ظل هذا الشعب يتوه في متاهة الشقاء والحرب والموت والتخلف وثالوث الفقر والجهل والمرض، ويمشي كالمخبول مترنحاً في سيره طوال هذه العقود من السنوات، ولا تطلع ببزغ إلا لماماً؟!؟
ولماذا بعد هذه الحقب تدور بنا وفي رؤوسنا الأسئلة الكبرى.. حول هُويتنا وتماسكنا الوطني وانطلاقتنا نحو عتبات البناء الأولى ودرجات السلم الدنيا في التقدم والتطور وبناء دولتنا الحديثة؟!!!
هذا اليوم الذي تشرق علينا شمسُه، بالطبع ليس تاريخ ميلاد لأمتنا، لكنه نقطة انطلاق قبل «58» عاماً كانت تُؤذِن ببداية الصعود إلى القمة وقد عجزنا بفعل حصاد الخيبات السياسية وقصر التفكير والنظر عن التماسك، فتدحرجنا نحو الهاوية، وها نحن ننكفئ كل يوم حول ذواتنا الخاسرة ومطامعنا الذاتية، ولا نعلو فوق هامات الزمن ولا نتكئ على أكتاف المجد، فكل حصادنا هو هذا الوضع المزري، لبلد يتشظَّى كجذع شجرة جاف، ويتناثر كذرّات الرماد مع هُوج الرياح.. وقد كانت الآمال كلها أن نصل الثريا بوحدتنا ونبلغ المرتقى الصعب ببذلنا والعطاء، فإذا بالبلاد التي ورثناها موحدة وآمنة، تتحول بفعل جرثومة التمرد والعمالة للاستعمار الذي نُكِّست راياتُه، إلى بلد على حافة التلاشي وأمَّة على شفير التمزق ووطن لن يُرى بالعين المجردة، إن سرى سرطان الدعوات الضالة في جسده..
الدول التي نالت استقلالها معنا، ووُلدت حريتها توأماً لحريتنا، أين هي الآن في مضمار النهضة والتقدم والبناء؟
أين ماليزيا الآن التي نالت استقلالها معنا في ذات العام «1956»؟ أين دول القارة الإفريقية التي استلهمت طريقها نحو الانعتاق من ملامح تاريخنا وتجربتنا النضالية، أين تقف هي الآن وأين نقف نحن؟
هذا الوطن الجميل، الذي تفرّق أهلُه أيدي سبأ في الأحزاب والتكوينات السياسيَّة، تبدّدت كل الطموحات في قلبه كأنها فقاعة صابون تلاشت في الهواء، ولمع كشهاب لم يلبث طويلاً في عرض الفضاء ثم غاب وراء الظلمة الكالحة لتنازعاته وحروبه وتشققاته…
هذا الوطن الجميل الذي داسته أقدام مطامعنا الثقيلة، بعد أن كان مرقَّشاً ومرصَّعاً بالأحلام الكبيرة، هو ذاته الوطن الذي كانت تتطلع إليه الشعوب المقهورة وتسمو إليه الأبصار، بأنه سيكون منارة يهتدي بها الحائرون وشمعة تهِب الضياء في حلكة الضياع والجنون التي كانت رياحُها تعصف بقارات الدنيا كلها..
هذا الوطن الذي ورثناه مثقلاً بالنجوم الزواهر، وواثق الخطوة يمشي ملكاً، ما باله الآن مهيض الجناح، في كل ركن وجانب فيه طعنة نجلاء لا يتوقف نزيفها، وعند كل منحنى قريب منه يكمن مرتبص لا يريد لنا إلا الموت الزؤام..
ألا يستحق وطن كهذا أن نفكِّر فيه من جديد، أن نعيد قراءته وتلوينه والوفاء له ورسمه في قلوبنا؟!
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]
منقول …..
طواااااااااااالي نحن بنحتفل …
كل عام وانتم بخير ..
عامكم سعيد …..
والعام بكون زي اللفات ..نفس
الشمس …
نفس التفاصيل والحلم ..
نفس اﻻماني الطيبات ..
البنايات..
النفايات ..
اﻻشارات ..
الغنيوات
الكتابات ..
الشعارات ..
العبارات ..
الحكومات ..
القيادات ..
الحروبات..
اجتماعات ..
اتفاقات ..
اختﻼفات.
انتخابات ..
برلمانات ..
واغتياﻻت ..
الهنايات ..
وبلدنا اكعب من امس ..
السيد الصادق يبيع ..
والميرغني المأمور يطيع..
ويااا شعبنا المسكين تضيع..
والرادي لﻼخبار يذيع..
نفس المﻼمح والصور ..
نفس التمارين والكور ..
نفس اللعب نفس الكفر ..
ونسجل الﻼعبين كتاااار ..
وتجيب جرايدنا الشمار ..
تعلن وصول ﻻعب خطير ..
يلعب سنة ..شن اللعب ..
وفريقنا قبل يرك يطير ….
ولسه الصراع مازال طويل …
جرح الوطن ما زال كبير ..
ونحن بنراقص في البشير ..
وكل عام والناس بخير ..
مات جون قرنق يظهر خليل ..
يرحل خليل ..حيبين بديل …
ونبيع ضمايرنا في مزاد
ونكوس عن الوطنية زاد ..
وطريقنا أطول من طويل ..
جامعات تخرج بأﻻلوف ..
وشبابنا في الطرقات يطوف ..
تعبان يفتش عن عمل ..
بحلم يغير للظروف ..
والماسمع باكر بيشوف ..
والعمرو ماضاق اللحم ..
كيفن يفكر في الخروف .. ؟
و
غنانا راجع لي وراء ..
حفﻼتنا كلها وراء وراء ..
وقيمنا راجعات لوراء.
جاري الشحن ..
وبناتنا جاريات وراء وراء ..
وطاعني دايما بي وراء …
وقاصد محبتي تخسرها .
وإنشاء الله ياخ راجل مرة..
وبناتنا كايسات العرس ..
كان بالكريمات والحبوب ..
وحرامي سراق القلوب ..
وروني كيفن بس يتوب ..
اذا حال البلد مايل..
وكان كل البلد منهوب ..
بنغش في نفسنا نفتخر ..ونكاوي في
باقي الشعوب ..
ولسه بنكتر في الكﻼم ..
كلم قرايبك بقرش ..
واصل حبايبك وانتعش ..
عالم جميل ..
كل عام وانتم بخير ..
ريح بالك ..
وارحم حالك ..
وبلدنا كان سوداني ون) 1( ..
والليلة اصبح تو) 2( وطن …
وممكن يكون اكتر مما تتوقع..
فقط اضغط نجمة .. حرب .. مربع ..
…
معك في كل مكان …
آﻵم …على مر الزمان ..
وين اﻻهل ..؟
ناسنا الحنان !..
اصبحت كيف ؟ ياجاري كيف ..؟
واﻻم تنادي على الولد فوق للصريف !…
هاك ياولد..ودي الدقيق جيب لي من
امك رغيف ..
بﻼدي انا بﻼد ناسا مواريثهم كتاب الله ..
بنغش في نفسنا نفتخر ..ونكاوي في
باقي الشعوب ..
كل عام وانت بخير