مقالات متنوعة

شمارات «منظراتي من المؤتمر الوطني»

شمارات «منظراتي من المؤتمر الوطني»
تحالف تمزيق البلاد وشعار الدولة «المدنية» اسم الدلع «للعلمانية»
الأخ والصديق عبد الظاهر المقداد أبو بكر من كبار «المنظراتية» بالمؤتمر ولديه حصيلة من «الشمارات» التي تكفي الذين يحبون «الشمار» في شهر رمضان العظيم «في الفول والشوربه وسلطة الروب»، أخونا عبد الظاهر برسالته هذه «عملها ظاهرة» وصوب أسهمه ضد ما يسمى التحالف باعثا بهذه الرسالة:
الأخ الصديق يوسف سيد أحمد خليفة؛
صاحب عمود ضل النيمة، رمضان كريم..
التحية لك ولقلمك ولعمودك «ضل النيمة» والذي أطمع اليوم في المقيل تحت ظله البارد، شاكراً ومقدراً لك.
كنت أنا وصديقي اليساري المطبوع وأحد ظرفاء الدائرة التاريخية لحزب العمال نجلس في ليلة من ليالي الأنس وبجانبنا أصوات هامسة عن جدوى الربيع السوداني بعد انقضاء الربيع العربي، ونحن في مطلع فواصل الخريف، قال صديقي اليساري الذي لم أجد له تفسيراً حتى الآن هو هذا الحضور المبكر والمداوم للترابي في اجتماع الرؤساء، والذي ليس فيه رئيس غيره دون أن يسأل عن سر الغياب أو يطالب بالأنداد، أو يرسل صوت عتاب لعدم الحضور. قال ذلك ونحن نرقب ما يسفر عنه اجتماع التوقيع على الوثيقة الدستورية، فقال ظريف الدائرة: الترابي يذكرني بأحد الوزراء في حكومة الديمقراطية
الثالثة والذي ما كان يحلم أن يجد وظيفة في الديوان المجاور للقصر دعك من أن يصعد السلالم وتسير أمامه التشريفة، وبعد أن تلبسته روح الوزارة واستظل بظلها فتحت له رياح التغيير فتم إبلاغه من قبل شاغلي الوظائف الحزبية أن ظروف الدمج والتسريح حملتك خارج الوزارة، فقال صاحبنا وهل ينقص ذلك من مخصصاتي شيء قالوا: لا. فقال صاحبنا أنا معكم حتى وظيفة (غفير).
وبهذه الفعلة يرضى الترابي من التحالف بالحضور كيفما كان، غير أن قادة الأحزاب يدركون ذلك وهم لا يثقون بالترابي ولا يسعون معه إلى عمل جاد، وإنما يرسلون له الأشبال الذين يحملون عنهم كلفة الحضور ويسهلون لهم مهمة التنصل من كل ما يتفق عليه، وذلك عبر لحس التوقيع أو التصريحات و التي تزيد الشقة، والأشبال يؤدون أدوارهم ببراعة إذ أنهم برعوا في إثارة الترابي والذي يصل معهم إلى درجة الملاسنة، أو أن يخرج غاضباً كما فعل في الاجتماع السابق، وقيادات الأحزاب تدرك أن الترابي يمكن أن يغدر بهم، ولذلك منذ الدعوة لتكوين هذا التحالف فقد رفع الحزب الاتحادي راية
مكتوب عليها (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)، ورفع حزب الأمة رأية مكتوب
عليها( تلقاها عند الغافل)، أما الحزب الشيوعي والذي أراد الترابي
ممارسة أساليبه في جعل الآخرين (مغفل نافع) فقد رفع رأية مكتوب عليها (على هامان يا فرعون).
ومنذ التكوين و حتى اليوم لا يعلم الشعب السوداني ما هي القضايا
والأهداف التي توافق عليها هذا التحالف، والذي حتى الآن لم يظهر قضية واحدة متفق عليها، ولا يراه الشعب إلا عبر الإعلام العالمي في ظل الأوضاع التي أراد التحالف استغلالها معلناً إسقاط النظام، ومع كثرة الاجتماعات واللقاءات ينتظر الشعب السوداني أن يقدم تحالف الأحزاب برنامجاً واضحاً وبديلاً مقنعناً، لكنه لم يحسن ظن الشعب فيه حتى خرجت وثيقة الدستور، والذي قالوا أنها تعقب الثورة، تحمل بوادر الانتقام والترضية والحرب الأهلية حيال قيام الثورة بدعوى من الأحزاب ودستورها والذي كنا نرجو منه أن يتحدث عن وطن واحد هو السودان، وتوازن في مجتمعه وبنيته، لكن بدأ الحديث بالجهات، وغلبت جهات على أخرى وتغافل عن أخرى متناسياً إياها وأخرى متحاملاً عليها وكأنه يحملها وزر تاريخ السودان منذ الاستقلال.
والثاني أنه تحدث عن خيارات التراضي بين الدولة المدنية والتي هي
العلمانية بكل تفاصيلها وزينتها بكلمة ديمقراطية ليستروا عورتهم وليسترهبوا أعين الشعب السوداني الذي عاش بالإسلام دون أن يخدعه الخيار و الاختيار في بلد غالب سكانه من المسلمين.
والثالث حتى الهدف الذي أدعوه باسم الشعب والشعب أثبت في الأيام الماضية
براءته منه وهو إسقاط النظام . لم يتفقوا عليه وقاموا بوضع صيغة أمنية بالترضية وجمعوا بين الإسقاط والذي يعني إزالة الآخرين من دون نية في الخير والشر أو الصالح والطالح وبين التغيير الذي تختلف آلياته ووسائله وطرائقه والتي تبدأ من تغير الإنسان من نفسه وتراعي فيه نية الخير والشر والصالح والطالح.
كل أحزاب الترضية الوطنية أرادت ألا تخرج في يوم العرس باختلاف يلغي
الزواج من أصله ويصيب الشارع بالإحباط وخيبه الأمل، لكن الشارع يدرك ماذا يعني غياب الصادق والميرغني عن التحالف، وماذا يعني حضور الترابي والخطيب الجديد.
والأخطر من ذلك أن الأحزاب بعد أن توزعت على المقاعد وحددت شكل الحكومة، وأجلها وقبل أن يكون لها آلية لطرح ذلك حتى على قواعدها ثم من بعد على الشعب، هرعت إلى دار حزب الأمة لإقامة ندوة سياسية احتفالية بما توصلت إليه، والأحزاب السودانية بهذا لا تظن بالشعب السوداني خيراً كما يصفه
الترابي دائماً بالمتخلف، ويعتبره الشيوعيون مغفل نافع، ويظن الميرغني أن التكايا ما زالت تؤثر فيه، ويقوده الإمام بالتاريخ، إذ أنها تظن أنه ومجرد إعلان التوقيع فإن الشعب سوف يخرج للشوارع ويقدم التضحيات تلو التضحيات، حتى إذا ما بدأ القتل وسالت الدماء قامت الثورة السياسية بدعوة حلف الناتو للتدخل بالطيران وحسم المعركة لصالح الثورة السياسية، ويرجع
لها الحكم في البلاد.
إن الشعب السوداني اليوم بات أكثر وعياً بالواجب فعله، ولقد كان رده على
دعوة الأحزاب بالخروج بأن يكفي ما أحدثتموه في تاريخ السودان من اضطرابات، وأن حاجة الوطن اليوم ليس في الذين يرمون اللوم على غيرهم ويدعون أنهم أهدأ منهم وهم لا يجيدون غير التخفي وراء التاريخ، ويعزفون عن الفعل الإيجابي من أجل الوطن دون احتكار الحلول أو افتعال الأزمات؛ حتى تؤول لهم السلطة بسقوط الآخرين ولو سقط الوطن.
الدعوة لكم اليوم إلى أن تدركوا أن للمعارضة دور إيجابي أكبر من تلقف
السقطات واستغلال حالة الضعف، فلسنا في حالة صراع والوطن أحوج إلى من يقدر جهد الآخرين ويعمل على تطويره.
لكن دعوات الشعب هذه لا تجد صدى عند هذه الأحزاب الغارقة في بحر الأماني، والأماني ليست كالأهداف، فإذا أردتم أن تتبنوا خيارات الشعب فهي مكفولة بالدستور عبر الوسائل الديمقراطية وعبرها اختار حكومته وممثليه، فهل لكم الشجاعة قبل القدرة أن تعرضوا حالة الاضطراب التي تعيشونها على أحزابكم وتكونوا صادقين مع الشعب حتى يختار.
عبد الظاهر المقداد أبو بكر

ضل النيمة – صحيفة الوطن
يوسف سيد أحمد خليفة
[EMAIL]yusifkhlifa@hotmail.com[/EMAIL]