سياسية

اندلاع اشتباكات بين النوير والجيش ببور

وصلت قوات من مليشيات مرهوبة الجانب من قبيلة النوير معروفة باسم “الجيش الأبيض”، يوم الأحد، تخوم عاصمة ولاية جونقلي (بور)، وخاضت معارك ضد الجيش الحكومي، في حين يستعد مقاتلون موالون لنائب الرئيس المقال رئيس مشار للهجوم على ملكال وميوم.

ويتألف الجيش الأبيض – وهي تسميه لأن المقاتلين يغطون أجسادهم بالرماد من الحشرات من نحو 25 ألف من أبناء قبيلة النوير واحتشدت منذ يومين لاستعاده السيطرة على بور.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير، إن الجيش الأبيض اشتبك مع القوات الحكومية قرب بلدة بور، بعد خمسة أيام من طرد المتمردين منها.

وأضاف أن الجيش استخدم طائرات هليكوبتر لمنع تقدم الجيش الأبيض، ولكنهم “تفرقوا ثم عادوا.”

وقال أقوير إنه إذا تكرر ما حدث في عام 1991 فإن “شيئاً لن يحول دون الدمار” وناشد مشار التدخل لوقف هؤلاء الشبان.

سقوط مايوم

وذكر أن المتمردين تقدموا أيضاً يوم الأحد للاستيلاء على بلدة مايوم الاستراتيجية، التي تبعد نحو 90 كيلومتراً عن عاصمة ولاية الوحدة مدينة بانتيو المعقل الرئيسي للمتمردين.

وأضاف أقوير أن المتمردين يقومون أيضاً بتعبئة الشبان والمدنيين المسلحين، لهجوم ثان على عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط ملكال. وطرد المتمردون من البلدة يوم الجمعة.

وقال المتحدث باسم المتمردين موسى رواي، إن شباب النوير المسلحين “قوة نظمت بشكل مستقل” ولا تخضع لسيطرة مشار.

ومن جانبها قالت الأمم المتحدة إن تدخل الجيش الأبيض يزيد من حالة الاضطرابات في البلاد.

وأكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للمنظمة الدولية هيلدا جونسون في بيان أن “جنوب السودان لا يتحمل أي تصعيد آخر في الأزمة، بدخول شبان مسلحين مما يضع مجتمعات في مواجهة أخرى. يمكن أن يفضي هذا في نهاية الأمر إلى حلقة مفرغة من العنف.”

وتحدث شهود عن مدنيين مذعورين يفرون من بور هرباً من جولة جديدة من إراقة الدماء.

رويترز

تعليق واحد

  1. الجيش الأبيض يتكونون من شباب النوير سمو بالجيش الأبيض لاستخدامهم الرماد علي أجسامهم لحمايتهم من الحشرات.

    ولم تحظ مليشيات الجيش الأبيض بالكثير من الضوء، رغم دورها التاريخي فى حرب الجنوب، ووجودها ونشاطها الذى امتد لأكثر من (27) عاما.
    ولا يمكن الحديث عن الجيش الأبيض بمعزل عن قبيلة النوير (الجكنج) التى يتبع لها، وصراعها حول الماء والمرعى مع الفرع الآخر من القبيلة (لو) المتمركزين بشكل أساسي فى منطقة (ايوت) بولاية جونقلي.
    وتوجد بالقبيلتين قيادات سياسية وعسكرية معروفة على مستوى السودان كله، فمن (الجكنج) نجد اللواء قلواك دينق والي أعالي النيل، وبيتر شالو مستشار والي الخرطوم، وكويس كانك وزير الإعلام بأعالي النيل، واللواء بالقوات المسلحة غوردون كونك، وجيمس قرشي محافظ الناصر.
    أما أبرز أبناء ال(لونوير) د.رياك قاي مستشار رئيس الجمهورية، وجون لوك وزير طاقة وتعدين بحكومة الجنوب، وتعبان دونج وزير الإعلام بولاية جونقلي، وكوج مارتن وزير التجارة الخارجية.
    وقد كان للنزاع المتصل بين فرعي القبيلة، وبين النوير وبقية القبائل الأخرى كالمورلي، أثره فى إحداث توترات بمنطقة نهر السوباط، ليس الآن فحسب، بل إن الأمر يجد سنده التاريخي، فمدينة الناصر شهدت الميلاد الأول لتمرد (الانانيا-2)، بجانب كونها مركز الانشقاق الأشهر بصفوف الحركة عندما خرج د.رياك مشار ومن معه من القيادات الكبيرة، ووقعوا اتفاقية الخرطوم للسلام.
    وبالعودة بعجلة الزمن للوراء نجد أن الجيش الأبيض الذى أنشئ في نهاية العام 1982م، بغرض الدفاع عن ماشية قبيلة النوير (الجكنج)، بجانب مهاجمة القبائل الأخرى من حين لآخر ونهب ماشيتهم، وكان تسليحهم يعتمد على عدد قليل من البنادق، إضافة للأسلحة البيضاء (السكاكين، والرماح، الخ…). وبعدها بعام انضموا للجيش الشعبي بقيادة وليم نون، وأسقطوا طائرة مدنية على بعد عشرين ميلا من مدينة الناصر بواسطة بندقية (ابوعشرة)، وكان ذلك حدثا فى وقتها، أعقبها هجومهم على مدينة الناصر، الذي تزامن مع هجوم كاربينو كوانين على مدينة (اويجيول) الأمر الذي اعتبر البداية الحقيقية لنشاط الجيش الشعبي.
    ويرى جون يونج (المهتم بشئون الجماعات المسلحة فى الجنوب) أن اقتصاد وثقافة القبائل القاطنة حول نهر السوباط تقوم بصورة أساسية على الماشية، مثلها مثل معظم قبائل جنوب السودان. ويضيف يونج أن حماية هذا المورد النفيس هو الهم الرئيسي للسكان، لاسيما بين الفتيان في معسكرات الماشية، ويزيد أيضا أنه مع تصاعد حدة الحرب في جنوب السودان في مطلع التسعينيات، شرع شباب النوير في حيازة أعداد كبيرة من الأسلحة الصغيرة الحديثة والأسلحة الخفيفة، مما سمح لهم بحماية ممتلكات مجتمعهم المحلي والاستيلاء على الماشية وغيرها من السلع من القبائل المجاورة لهم.
    ويشير يونج الى أن إحدى النتائج الأخرى لحيازة الشباب للأسلحة هي انخراط هؤلاء الشباب بشكل متزايد فى الصراع الأوسع بين القبائل الجنوبية، وكذلك الصراع بين الشمال والجنوب. ونتيجة لذلك، تحولت معسكرات الماشية إلى (الجيش الأبيض).
    ومع تطور الأوضاع في صفوف الجيش الشعبي شعر أبناء النوير بصورة عامة وأبناء الناصر خاصة في منتصف التسعينات بأنهم مهمشون، فخرجوا من صفوف الجيش الشعبي مع د. رياك مشار في عام 1997م، وانضموا للقوات المسلحة، وظلوا بمنطقة الناصر بكامل أسلحتهم قوات صديقة، وقد دخلوا فى معارك شرسة مع الجيش الشعبي.
    وعندما رجع مشار لصفوف الجيش الشعبي، لم ترجع كل قوات الجيش الأبيض معه، وزاد الأمر سوءا اغتيال قائدهم وليم نون بمنطقة (ايوت) بواسطة ابن اخته. مما جعل مقاتلي الجيش الأبيض بلا قائد، أو ولاء لطرف بعينه.
    ورغم أن بعض أفراد المليشيا توزعوا فى الماضي القريب بين الجيش الشعبي، والقوات المسلحة السودانية إلا أن غالبيتهم ظلوا بالمنطقة بكامل أسلحتهم، التى لم تعد بدائية كالسابق بعد أن أصبحوا يمتلكون بنادق (الكلاشنكوف)، والرشاشات الخفيفة (دكتوريوف) و(القرنوف)، بجانب (RPG) و(الكلنكيت) 75/60.
    وقد دخل الجيش الأبيض فى مواجهات مع الجيش الشعبي قبل عامين، إلا أنه تم التوصل لتسوية لخلافاتهم.

    منقول