رأي ومقالات

د. حسن التيجاني : بناتكم في حيرة ادركوهن !!

[JUSTIFY]أصعب أنواع التربية تلك التي تخص البنات في الأسرة.. وليس كل من حافظ على بناته وإن تعدين الثلاثة عدداً حتى تزوجن ينطبق عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ووعده له من الله بالجنة… لأن التربية غير المحافظة، فهي الأوسع والمحافظة جزء منها، وما أصعب تربية البنات ومسؤوليتهن.

وسهل جداً أن تحمل لوحاً من الخشب مسافة طويلة على ظهر «ترلة» مقطورة… ويمكن أن تصل لمكانها المقصود بسلام، لكن يستحيل أن تحمل «مرآة» على ذات الترلة ولذات المسافة دون أن تفشل في إيصالها سليمة… هكذا هي البنت يجد أبواها معاناة صعبة للغاية فيحاصرانها محاصرة فيها درجة عالية من الشفقة والخوف… عكس ما يمارسه الآباء مع الأولاد الذكور، فيتركونهم يفعلون ما يشاءون وتكون الرقابة خفيفة إذا ما قورنت بمراقبة البنت. ولا يدرون أن الأولاد الذكور هم الأخطر والأصعب تربيةً، ولكن يقولون عنهم إنهم أولاد لا يخاف عليهم.. مشكلة البنت أن أي انحراف منها يؤدي للفضيحة المباشرة للأسرة ويسبب لها وصمة عار اجتماعية لا يمكن أن تنتهي حتى بمرور الزمن، بل تصبح تاريخاً تتداوله الأجيال… إذن كيف نربي بناتنا؟… البنت حساسة أو يفترض فيها ذلك بحكم تكوينها وطبيعتها لذا تحتاج لمعاملة خاصة جداً… خاصة في مرحلة المراهقة التي تكون فيها على مفترق الطرق إما للوجهة الصحيحة وإما للهلاك والدمار.

وأكثر الناس في العائلة يجب أن تكون التصاقاً بالابنة هي «الأم» خاصة إذا كانت واعية ومدركة لخطورة مرحلة بنتها، واستخدمت من الآليات والسياسات لتتخطى هذه المرحلة والخروج منها بهدوء.. البنت في هذه المرحلة يدور في مخيلتها كثير من الأسئلة الشخصية التي تتحرَّج في أن تخرج بها لأي شخص حتى للأم إن لم تكن قريبة منها… وهنا يكون تدخل الأم مطلوباً وتفحص حالة ابنتها بين كل لحظة وأخرى والتعمق في دواخلها حتى تصل مرحلة من الفهم بعيدة… وبمجرد النظر تفهم ماذا تعني وماذا تقصد ابنتها وهكذا العكس… ومرحلة المراهقة للبنت مرحلة خطيرة تمر فيها بتغيرات «بيولوجية» كبيرة، ولأول مرة تعرف فيها الابنة «الحيض» ومآلاته من ألم وإفرازات يمكن أن تكون مزعجة لطفلة في سن مبكرة إن لم تجد هذه الحائرة من يخفف عنها هذه اللحظات… ووقفة الأم مع ابنتها في هذه المرحلة العمرية تجعلها قوية لا تسكنها «الحيرة» ولا «البلاهة»، فالأم هنا يكون دورها كبيراً في الإجابة عن كل صغيرة وكبيرة، وتهيئ لها كل الظروف، وتوضح لها كل علامات هذه الحالة التي تصبح فيها الطفلة فتاة ناضجة جاهزة للزواج، وبعض البنات يراهقن في سن صغيرة جداً نسبة لتحسن صحتهن البدنية… وإذا وجدت الفتاة في هذه المرحلة نفسها وحيدة ستقودها هذه الظروف إلى أخريات قد لا يحسنن الموقف لصالحها إنما لصالحهن خاصة إذا كنّ ساقطات «منحطات»!!

أيها الأمهات.. تنازلن عن «كبريائكن» وتقربن من بناتكن حتى لا يصبحن حائرات في طور المراهقة.. وإياكن والغفلة في مثل هذه المرحلة العمرية، فهي المرحلة التي يتجمد فيها السلوك أما على الصواب أو الخطأ الذي لا يصوب مرة أخرى.

واحذرن الابتعاد عن بناتكن ولا تقسون عليهن ولا تعاملنهن معاملة سيئة حتى لا ينفرن منكن وكن قريبات منهن.. اللهم إني قد بلغت «بحبر هذا القلم» فاشهد.

«إن قدر لنا نعود»

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]