عبد اللطيف البوني

سياسى , حار جاف كل العام

[JUSTIFY]
سياسى , حار جاف كل العام

المشاركة السياسية امر مطلوب من كل مواطن في الدولة المدنية الحديثة فالمشاركة عملية متسعة تتراوح بين الانتخاب والترشيح والتظاهر احتجاجا او دعما والاحتجاج الرافض والتجمع الداعم ورفع العريضة والكتابة على الصحيفة او الجدار والاعتصام والاضراب عن الطعام وقد تصل حمل السلاح ضد او مع فكلما كانت الدولة مستقرة ويحكمها القانون تجد المشاركة السياسية تتجلى في العمليات الانتخابية لزوم تداول السلطة وكل ما كانت بعيدة عن الاستقرار تصل المشاركة فيها قعقعة السلاح بهذا المعنى المتسع تصبح المشاركة السياسية فرض عين على مواطن حتى اذا امتنع عن التصويت في الدولة المستقرة يعتبر هذا عملا سياسيا يؤخذ في الاعتبار عند التحليل النهائي باعتباره موقفا من العملية.
تلك المشاركة السياسية اما النشاط السياسي اي ان تكون ناشطا سياسيا اي متفرغا للعمل السياسي فهذا موضع جدال لان الانقطاع للعمل السياسي يعني ان اكل العيش اصبح منه اي اصبح احترافا فهناك راى يقول بضرورة الفصل بين العمل السياسي والعمل الذي يتكسب منه الشخص لان الشخص اذا احترف السياسة سوف تتحكم المصلحة الذاتية في كل تصرفاته كما هو الحال في الكوادر المتفرغة التي تصبح عبئا على المنتمين الاخرين على احسن الفروض او مداخل الكسب غير المشروع على اسوا الفروض. ان الحياه فيها متسع لان يكون الشخص ممتهنا لمهنة وناشطا سياسيا لابل حتى موظفا سياسيا اذا دعت الضرورة فمثلا الشخص قد يكون محاميا او طبيبا او مهندسا او مزارعا و ملتزما بحزب ويمكن ان يتوظف سياسيا كأن يكون عضو برلمان او حكومة او نقابة ولكن بمجرد انتهاء دورته يعود لوظيفته الاساسية بهذا يكون احترافه للسياسة احترافا مؤقتا اقتضته الضرورة.
مهما يكن من امر فان السياسة عمل متغلغل في حياة الناس لان الناس هي موضوع الفعل السياسي وبهذه المناسبة اذكر ان الفنان الموسيقار المبدع يوسف الموصلي قال ذات مرة في مقابلة صحفية انه كان يعتبر نفسه فنانا منقطعا للفن وابعد ما يكون عن السياسة ولكن بمجرد ان طبق النميري قوانين سبتمبر ادرك انه لامنجاة من السياسة مهما ابتعدت عنها.
يبدو ان المشكلة تظهر عندما ينغلق عقل الشخص على السياسة اي يتحول الى ماكينة سياسية مدخلاتها سياسية ومخرجاتها سياسية اذ نلاحظ بعض عندنا السياسيين وكأنهم لم يسمعوا اغنية حقيبة في يوم من الايام ولايعرفون اغنية لبادى محمد الطيب او زيدان ابراهيم ولم يسمعوا بنادر خضر الا يوم وفاته ولم يسمعوا بجكسا او ماجد او عمر التوم او كاريكا ولم يقرأوا سطرا واحدا للطيب صالح ولم يشاهدوا اية لوحة للصلحي او شبرين ولايحفظون بيتا للمتنبيء او درويش او مصطفى سند او عمر الطيب الدوش لايفرقون بين ايقاع الدليب (حتى الطيف رحل) وايقاع الدلوكة (العوبة يانديمة) فهؤلاء يمارسون السياسة بخشونة ونشاف وبالتالي تكون اجندتهم السياسية عجفاء وبالتالي مستخرجاتهم السياسية اكثر قسوة ليس فيها من الرحمة اي قدر فهؤلاء سياسيون خطيرون على الامة وعلى تنظيماتهم وعلى انفسهم نسبة للتصحر العام الذي يعانون منه.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]