تحقيقات وتقارير

المطاعم الآسيوية في الخرطوم من هم زبائنها وما المميز فيها ؟

[JUSTIFY]الخرطوم هي بؤرة البلاد ومركزها السياسي والاقتصادي ويوجد على أرضها الكثير من الجاليات والمؤسسات الأجنبية التي جلبت معها عاداتها وتقاليدها وأصبح الكثير منا يشاركهم في ما يجلبونه من ثقافات سواء كانت في الفن أو غيره، ولكن للطعام سحر خاص وقاسم مشترك اجمع كل البشرية على تذوقة والتلذذ به، فالطعام اصبح اليوم علمًا يدرس بالجامعات والكليات التي انشئت له خصيصًا كما لم يعد لملء البطن والشعور بالشبع بل اشكال والوان ونكهات وطريقة تقديم تحفز على الإقبال على تناول الاطعمة بكل حماسة وشهية، ويختلف نوع الاطعمة الى الآلاف من الأنواع والنكهات والمكونات التي تدخل في صنعة كما تدخل فيه ايضًا العادات والتقاليد والأديان مثل حرمة أكل لحم الخنزير عندنا كمسلمين وعدم اكل اللحوم في فترة صيام اتباع المسيحية وغيرها، ولكل شعب من شعوب العالم اكلة تُعرف باسمه او تعتبر وجبته الشعبية، وهكذا، ولكن مع تداخل البشر مع بعضهم البعض انتقلت وتطورت واضيف اليها واصبحت عالمية لذلك نستطيع ان نقول ليس للطعام حدود بل هوية واضافات، فأصبحنا نشاهد اسماء المطاعم او الاكلات الاجنبية وهو امر طبيعي نسبة لأن هنالك جاليات وكذلك مواطنين يرتادون هذه المطاعم في جولة للتعرف اليها.. دعونا نصحبكم الى بعض الموجود منها بالعاصمة الخرطوم ما نتعرف على اشهرما تقدم من اكلات واسمائها وجمهورها من الرواد والفئات العمرية التي تأتي للاستمتاع بتذوقها.
الاطعمة الآسيوية بسيطة ومغذية وتعتمد على الطبيعة بما ان موضوعنا هو المطاعم والاكلات الآسيوية دعونا قبل ان نبحر في اجوائها ان نتعرف على قيمتها الغذائية ومدى انتشارها، من المعروف ان الشعوب الآسيوية هي معلمة الدنيا فنون وانواع الاكل حيث يعتبر علم التغذية ان من اصح انواع الاكل والعادات الصحية هي شعوب جنوب شرق آسيا تحديدًا نسبة لاستخدامهم للخضروات والبقوليات واللحوم البيضاء في نظامهم الغذائي، ووجدوا ان اكبر نسبة للمسنين او المعمرين في العالم هناك بسبب هذا الغذاء الصحي الذي يعتمد على المواد النباتية كما تتسم بأنها شهية وبسيطة، واضافت اليها التوابل التي اشتهرت بها آسيا طعمًا مختلفًا جعلها ألذ.

المطعم الهندي هرايزون بقلب الخرطوم دلفنا الى باحة المطعم الهندي هرايزون الذي يقع غرب فندق رجنسي فاستقبلتني رائحة التوابل والبهارات المدهشة قبل المدير مستر اكي والذي كان عليه دخول اجتماع ولكن عرفنا على مدير العلاقات العامة السيد محمد عبد الحي الذي رافقنا وقام بالترجمة مع كبير الشيفات او الطهاة حيث ابتدر حديثه عن نشأة المشروع بقوله: إن هرايزون هو فندق ومطعم هندي وصاحبه مستثمر هندي مسلم اسمه محمد احمد شرف مقيم بدولة قطر اصر على قيام هذا المطعم والفندق وكان الافتتاح في العام 2006.

مَن رواد المطعم وأشهر الأكلات التي تقدم للزبون؟ يقول مدير العلاقات العامة بالمطعم: كما ترى ان المطعم يقدم الاكلات الهندية الشعبية من كل مناطق الهند المختلفة، ولكن عندما قام المشروع كان هنالك انفتاح اقتصادي كبير كما كانت ايضًا توجد اجناس كثيرة من شعوب جنوب شرق آسيا مثل الماليزيين والفلبينيين والهنود والصينيين وغيرهم جاءوا كعمال مع شركات البترول التي كانت تعمل على الانشاءات التي تقوم ببنائها شركات من بلدانهم ولكن الآن المطعم يستقبل كل المواطنين بشكل عام، ولكن من اهم رواده افراد السفارة الهندية وابناء الجالية الهندية كذلك، ومن السودانيين دائمًا ما يأتي الطلاب الذين درسوا بالهند ويطلبون بعض الاصناف التي احبوها هناك ويأتون لتناولها هنا في مطعم هرايزون، والأسعار هنا عادية وفي متناول الجميع تبدأ من ثلاثين جنيهًا الى خمسين جنيهًا، اما انواع الاطعمة المقدمة كما هو معروف ان الهند بلاد التوابل بلا منازع، كما ان الارز يعتبر المكون الرئيسي يدخل في معظم اكلاتهم ومن اشهرها البرياني، كما يوجد التنور وهي اكلات مشهورة في جنوب الهند، وتتكون من الفراخ واللحم الضاني واللحم العجل، ومن التنور هنالك ايضًا مخبوزات، كما ان للزنجبيل الاخضر مكانة مميزة مع باقي التوابل في الاكل الهندي، وايضًا الكركم، ويقدم المطعم الفراخ المشوي والفراخ بالثوم على الطريقة الهندية المميزة والشكن تكا وبترشكن بالزبدة والقشطة، ومن الشوربات المطلوبة شوربة مرق الدجاج والبازيلا بالكاري وسلطة الزبادي الهندية والخضار المقلية والكباب الرشمي، كما نقدم الأسماك بصلصة الحلو والحار وكاري الربيان وكاري الدجاج بالنعناع والهبهان، ايضًا هنالك حلوى الكاجو الهندية الشهيرة بالتمر واللوز والشاهي نوكرا وخبز البارتا وانواع كثيرة.

مطعم القصر الآسيوي «سكشن آسيان» وسلوكس من المطاعم الصينية بالخرطوم المطبخ الصيني منتشر اليوم في جميع أنحاء العالم ومشهور بتنوع اطباقه ونكهاته الفريدة كما هو عريق وضارب في التاريخ، فوجد له في الخرطوم مكانة، فلنتعرف عليه ايضًا، ويهتم المطعمان بالشكل المميز من حيث شكل تقديم الوجبات وزخرفة المكان التي تتخيل نفسك انك بمطعم صيني اصيل وفي بلدة، وكما كانت فكرة المطعم الهندي ايضًا اقيم المطعمان لاستهدافهم العمالة الصينية الكبيرة التي جاءت مع شركات البترول والانشاءات، وايضًا يقبل عليه بعض السودانيين والأجانب مثل البنقلاديش والهنود والماليزيين والفلبينيين وجنسيات جنوب شرق آسيا على وجه الخصوص، وللاكل الصيني الأصيل تعاليم وطقوس مميزة من اهمها استخدام الأعواد بدلاً من الملاعق عندنا، كما تعتمد الأطباق على المكرونة والندولز بلحم البقر او البيض او الخضار كما يعتمدون على اللحوم البيضاء مثل الأسماك والبط والدجاج، كما يستخدمون منتجات فول الصويا بدلاً من اللحوم الحمراء ويقدمون الشوربات الشهية مثل شوربة الخضار بالفطر ومرق الدجاج بالكاري.

تشكنج والمطعم الباكستاني يقول مازن محمد عبد الرحمن صاحب مطعم تشكنج بمول الواحة ان هذا المطعم عالمي له اكثر من 35 فرعًا في الهند واكثر من 80 فرعًا حول العالم، ونحن في مول الواحة حصلنا على ترخيص من المالك وهو رجل اعمال هندي ومسلم ونقدم وجبات خفيفة سندوتشات وفراخ مقرمش كرسبو بالإضافة للمشروبات الساخنة والباردة، والزبائن من الطلاب السودانيين والاسر والاجانب ياتون على مدار اليوم، ايضًا المطعم الباكستاني يقدم اكلات مميزة ومتأثرة بالمطبخ الهندي والافغاني، وتقدم البرياني بلم الغنم او الفراخ بالإضافة لأنواع كثيرة من الشوربات التي تشابه الهندية في كل تفاصيلها، وايضًا يقدمون الوجبات السودانية بما فيها القراصة والتقلية ويرتاده السودانيون بكثرة نسبة إلى طعمه الطيب والموثوق فيه. هذه المطاعم وجدت رواجًا كما تجد المطاعم السودانية في العالم العربي والغربي رواجها الخاص في اطار البحث عن الجديد دومًا والغريب في عالم الطعام.

صحيفة الإنتباهة
نهى حسن رحمة الله
[/JUSTIFY]