[JUSTIFY]
هدد المؤتمر الوطني المعارضة بتجاوزها حال تمسكها بعدم المشاركة في كتابة الدستور ووضع قانون الانتخابات المقبلة، وقطع بإمكانية قيام الانتخابات بالدستور الانتقالي إذا أصرت القوى السياسية على موقفها وأرجع رئيس الاتصال التنظيمي بالمؤتمر الوطني حامد صديق الخطوة لجهة مشاركة جميع القوى السياسية في كتابته، وقال صديق لا ضير من قيام الانتخابات بالقانون والدستور الحالي، وقلل من دعوة المعارضة لعدم تنظيم انتخابات في العام القادم بسبب ظروف البلاد الاقتصادية، وقال إن الجهة الوحيدة المخول لها تحديد مواعيد الانتخابات هي مفوضية الانتخابات، وأضاف قائلاً “المفوضية هي التي تحدد مقدرة البلاد وليس الأحزاب السياسية ” وقلل صديق في تصريحات صحفية بالمركز العام للمؤتمر الوطني أمس (الثلاثاء) من مسالة اتصال حزب الإصلاح الآن بعضوية المؤتمر الوطني، وقال إن عضوية المؤتمر الوطني منضبطة وولاؤها الكامل للحزب، واستبعد أن يحدث خروج الإصلاحيين تأثيراً كبيراً على الحزب وعضويته.صحيفة الجريدة
سعاد الخضر
ع.ش
[/JUSTIFY]
يا للعجب .. حزب الحكومة المصنوع يصنع دستورا صناعيا للبلاد بعد اقصاء كل القوى السياسية الوطنية والتاريخية؟!! المؤتمر الوطني ما هو الا حزب حكومي كواجهة ديمقراطية زائفة لحكم شمولي قابض، بدليل انه عندما انقسم انحازت غالبيته العظمى لحزب الحكومة حيث المال والدينار، وبقى الترابي منبوذا شأنه شأن البعث والشيوعي وبقية الاحزاب الصغيرة. حزب الحكومة لا يهمه من أمر البلاد الا البقاء في السلطة والكراسي وبأي ثمن كان، دون ان يدرك ما هو معروف بالضرورة بأن الوفاق الوطني هو الضمانة الوحيدة لبقاء السودان ونماءه. ما الضير في اتاحة الحريات للأحزاب والتكوينات المجتمعية والصحافة الوطنية من الالتقاء بجماهيرها واكتساب التأييد من خلال طرح رؤاها وبرامجها؟ ما الضير في الاستماع الى وجهات النظر المغايرة وتبنيها أو دحضها؟ لماذا تنعت الانقاذ معارضيها بالخونة والعملاء ثم لا تستحى أن تتبنى طروحاتهم لاحقا دونما حياء او اعتراف بالسبق؟ ألم تقل الانقاذ في بواكيرها ألا عودة للتعددية البغيضة ثم عادت؟ لماذا تقبل الانقاذ بانتقادات جلاوزتها لنظامها بينما تزج بالمخالفين في غياهب السجون لمجرد التساؤل عن تاريخ امتلاك الرئيس لثروته؟ ألم يقل غازي صلاح الدين بان المؤتمر ما هو الا كيان فاشي تديره حفنة من المتنفذين؟ ألم يقل الكوز الكندي الجنسية قطبي المهدي بأن الانقاذ وصفة منتهية الصلاحية؟ ألم يقل صلاح دولار للإنفاذ شكر الله سعيكم؟ واذا كان المؤتمر واثقا من انه ورئيسه وبرلمانه هم خيار الشعب، فلماذا التردد ولا يمضي بذلك التفويض ويضع الدستور طالما كانت تلك هي ارادة الشعب؟ ولماذا يتودد الاحزاب الاخرى بالمشاركة الشكلية؟ ولماذا يتزين بالمخرجات التناسلية للطائفية بتعيين نجلي المرغني والمهدي مساعدين للرئيس، دونما انتاج؟ حقا يكاد المريب ان يقول خذوني، فالمؤتمر يعرف (زي جوع بطنه) بانه ليس سوى كيان حكومي مصنوع، لا جماهيرية له الا بصولجان الحكومة وامكانياتها للبقاء في السلطة، وها هو حرامي الاقطان محي الدين يعترف امام المحكمة بتبرعه بما سرقة من الاقطان للمؤتمر الوطني وما خفي أعظم؟ لربع قرن آخر وربما يبقى، ولكن سيذهب السودان. لا يمكن لحزب ذي جماهيرية وشعبية كاسحة ان يخشى من استماع شعبه لإذاعة لندن او قراءة البطل فيصل محمد صالح او لقاء جماهيري لحزب مغمور. والشمولية الى زوال وان طال الزمن او تسربلت بدثار الدين وها هي المعارضة تخرج من داخل المؤتمر وجلاوزته يتفلتون مثل الاصلاحيون والسائحون والتغييريون والودابراهيميون وغيرهم. منهج الاقصاء والشمولية لا يولد الا الغبن والظلم بين بني الوطن الواحد وهو ما يشحذ نوازع الشر في النفس البشرية لتدخل البلاد في مسالك الانقلابات والتمرد والثورات، بلا محصلة سوى هذا الركام الذي يعيشه السودان على ربع قرن من حكم الانقاذ الشمولي ولو بواجهة ديمقراطية زائفة.