مشار.. الصهر البريطاني وابن الأسطورة هل يحكم جوبا ؟!
لم تكن البريطانية أعلاه إلا إيما مشار زوجه رياك مشار التي بزواجه منها وضع لنفسه طريقًا معبدًا مع بريطانيا خصوصًا أنها نفذت سياسات من خلال زواجها به يرى كثيرون أن به طابعًا مدبرًا فإيما بحسب الروايات هي ناشطة اجتماعية وأخرى تقول إعلامية عندما خرجت من المتمرد الشاب بعد حوار إعلامي عادت لتصبح زوجته الثانية! لأن رياك متزوج من امرأة من قبيلة النوير، مقيمة مع أطفالها، في لندن، ولكن قبل أن تنجب له وريثًا بريطانيًا قُتلت في نيروبي بحادث اعتبرته بريطانيا مدبرًا عندما دهست سيارتها حافلة ركاب خصوصًا أن د. جون قرنق كان حانقًا عليه، ويقال إن خلافًا نشب بين القائدين أسفر عن مقتل الآلاف من الجنوبيين وجرح آلاف آخرين، ثم شكل مشار قوة دفاع جنوب السودان، وقد ألقى قرنق باللائمة في هذه الحرب على إيما فعُرفت بحرب إيما، واتهم قرنق زوجة مشار بأنها جاسوسة بريطانية تستهدف إشاعة الفوضى في صفوف الجيش الشعبي!
وبالرغم من وفاة زوجته بهذه الصورة إلا أن مشارظل رجل بريطانيا الأثير الذي تتدخل السياسات الخارجية لتضغط على حكومة الجنوب كلما تزعزع أمنه، ليظل منصب نائب رئيس حكومة الجنوب منصبًا بمثابة فتيل نزعه يسبب اشتعالاً تامًا داخل الحركة فهو الرجل الذي خرج وعاد وظلت علاقته بسلفا كير علاقة كراهية تغلفها علاقات دبلوماسية أكبر منها، ولكنه ظل بمثابة المرفق الذي يضغط على خاصرة سلفا كير بقوة جعله يزيحه بالعنف الذي سبق اندلاع أزمة الجنوب الأخيره.
وخلافًا لإرث الكراهيه بينهما الممتد والدعم البريطاني المعروف إلا أن المعتقدات الإفريقية ونبوءات «مندينق»، الأب الروحي لقبيلة النوير، تلعب دورًا كبيرًا في توتر سلفا حيث تحكي أساطير النوير أنّه يأتي رجل بعد حرب طويلة في الجنوب «ذو فلجة» وليس «مشلخاً»، يتولى قيادة الشعب والعبور به، وتعتقد كثيرٌ من القبائل في الجنوب أن هذه الصفات متطابقة ومتوفّرة في د. رياك مشار، لذا ظل الرجل مكان حضور لإلهام شعب جنوب السودان، خاصة أن هناك بعض النبوءات تشير إلى عودة «رمح مندينق» إلى الجنوب بمعنى أن السلطة ستنتقل إلى ذاك الرجل «مشار»، وقد نُقل هذا الرمح «دنقا» إلى بريطانيا إبّان فترة الاستعمار التي توجّه خلالها النوير ــ تحت قيادة نقوندينق ــ لقتال الإنجليز، ولم يتمكن الحاكم الإنجليزي من بسط سيطرته حينها إلا بعد نزع الـ «دنقا»، وهو رمح يمثل السلطة الروحية للنوير، وفي «2009م» أعادت بريطانيا الرمح إلى مشار في رسالة واضحة لسلفا كير بطائرة خاصة وسط طقوس قبلية أشعلت النيران من جديد ليتداخل الطوطم مع السياسة فيعطي مشار قوة إضافية تجعله مصدر تهديد.
ويتساءل محللون إن كان الوقت المناسب قد حان في نظر المجتمع الدولي بأحداث الجنوب الأخيرة من حيث الدفع بمشار الذي ظل طموحه يتجه نحو كرسى الحكم المنفرد منذ سنوات طويلة معتمدًا على تهيئة الجو القبلي ليصبح وجوده أمرًا من المسلمات فلا يتعرض لضغط من القبائل القوية مثل الدينكا والشلك التي ستقف حتمًا مع أبنائه ولكن بوجود أسطورة تحكي نبوءة عن ابن النوير فستجد قبولاً ولن تجد معارضة ومن ناحية المجتمع الدولي يظل له قبول كبير وحتى مع حكومة شمال السودان هو صاحب الملف والوجه المألوف الذي كان يومًا شريكًا في الحكومة ويعرف مداخل الحوار معها، ولكن عرض العضلات الذي يحدث في مسرح الجنوب يتكرر من حين لآخر، فهل تنتهي مرحلة الإحماء بتنفيذ حقيقي لمخطط مشار أم يهبط في كرسي نائب الرئيس من جديد؟!
صحيفة الإنتباهة
سارة شرف الدين
ع.ش
(قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون ) صدق الله العظيم.