البجراوية.. أرض التاريخ تعيش الآن خارج التاريخ!
ورغم أنها كانت الزيارة الثانية لي خلال عامين.. إلا أن معظم تفاصيل الزيارة السابقة أعدت تكرارها بالكربون، فلم ينصلح حال القرية الأثرية التي تخلو من أية خدمات ولا تجد فيها سوى بعض الباعة الذين يفترشون الرمال الحارقة ويعرضون بضائعهم من الحلي القديمة والتذكارات من الصناعات المحلية اليدوية، من الخناجر والسيوف ونماذج صغيرة من الإهرامات المصنوعة من الطوب والآلات الموسيقية التقليدية، لبيعها للوفود السياحية والزوار وبعض الآبالة الذين ينقلون الزوار إلى الإهرامات ولا شيء سوى ذلك.
رسم الدخول إلى القرية التراثية يبلغ (50) جنيهاً للأجنبي و(5) جنيهات للسوداني، وعند خروجك من القرية تتلقفك الأسئلة الملحة حول جدوى تحصيل تلك الرسوم، لأن القرية تفتقد لكل مقومات الأماكن السياحية، تنعدم فيها المرافق الصحية ويجب على كل زائر أن يدخل إليها محملاً بقوارير المياه حتى لا ينهش العطش جوفه.. وحتى المرشد السياحي الذي يعد أبسط مقومات المناطق الأثرية لن تجد له أثراً.. وما على الزائرين سوى الاستعانة بمعلوماتهم الضئيلة حول المنطقة في حال كنت برفقة أجانب مثلما كان حال وفدنا السياحي الذي كان يضم الفنان الأسباني العالمي “خواكين سيلسيا” الذي قدم إلى البلاد بدعوة من مركز (راشد دياب) للفنون بقيادة الأستاذ “شهاب عمر عباس” مدير المركز وبعض المهتمين بالفنون وفلسطينيين وفنانة أسبانية.
تقول المراجع العلمية التاريخية والاركولوجية، إن مدينة (مروي) تُعدّ من أهم المدن التاريخية في أفريقية، فقد شُيِّدت على موقع سكني مقر الملوك المرويين منذ القرن السادس قبل الميلاد، وحسب ما يورد المؤرخون فقد انتقلت إليها العاصمة من (نبتة) عام (591) ق.م، وقد عاصرت دولة (مروي) البجراوية الفرس والبطالمة في مصر. ويوجد فيها نوعان من المعابد.. المعبد الآموني والمعبد المروي.
وتبلغ مساحة المدينة ما بين (30) و(50) هكتاراً، ويبلغ مجمل عدد الإهرامات (57) هرماً من جملة إهرامات أخرى، وقد تم اكتشاف خرائط الشكل الهندسي للهرم داخل الهرم الذي يُعرف (هرم ذو الطرف المسطح)، حيث وجدت داخل الغرفة رقم (8)، وتشتمل (مروي) على المدينة الملكية ومجموعة من الإهرامات التي تحتوي على المدافن تُعرف بالإهرامات الجنوبية والإهرامات الشمالية والإهرامات الغربية.
الإهرامات الجنوبية: تقع على بعد أربعة كيلو مترات إلى الشرق وعلى حافة سلسلة من تلال الحجر الرملي وهي الأقدم زمن سلالة الملوك المرويين في الفترة ما بين (270 ق. م 300 ق. م)، وهي تعد الإهرامات الأولى التي بُنيت في (مروي) متبعة بذلك تقاليد الدفن الملكي من (نوري) وجبل (البركل) وتشتمل على مقابر الملوك وملكات مملكة (مروي).
الإهرامات الشمالية: تقع إلى الشمال عبر الوادي، وقد بدأت هذه المجموعة كجبانة ملكية حوالي (270 ق. م) وتحتوي على مجموعة مدامن وإهرامات ملوك امتدت حتى (330 ق. م).
الإهرامات الغربية: تقع في المنطقة المنبسطة من مدينة (مروي) بين الجبانة الإهرامات الجنوبية والإهرامات الشمالية، وهي إهرامات صغيرة الحجم لرجال البلاط الملكي والوزراء، كما توجد بقايا معبد الشمس. وقد بدأ الدفن فيها بالتزامن مع الدفن في الإهرامات الجنوبية واستمر حتى نهاية مملكة العصر المروي.
عند خروجنا من القرية التراثية لم نجد سوى سيارة (الفود) السياحي وبعض الباعة الذين كانوا يفترشون الأرض ويعرضون في إلحاح بضاعتهم المصنوعة من مواد محلية من النحاس والحجر والطين.. سيدة في منتصف العمر من السكان المحليين، فاجأتنا داخل السيارة بطلب غريب أن نمنحها صحيفة لتعرف أخبار البلد، وعندما منحناها إحدى الصحف اليومية التي كانت بحوزتنا هرولت مبتعدة وعلى محياها ملامح السرور وهي تتمتم: (والله آخر جريدة قريناها كانت قبل شهر كامل)، وقتها لم أملك سوى أن أتمتم في سري أن (البجراوية.. أرض التاريخ… التي تعيش الآن خارج التاريخ).
صحيفة المجهر السياسي
محمد إبراهيم الحاج
ت.إ
[/JUSTIFY]
السودانيون جلهم ينتمون الى الجنس العربي ولم نسمه سودانيا واحدا من سلالة النوبة ..او اذا وجد مثل هؤلاء لا صوت لهم..الانتماء العربي جعل السودانيين الممسكين بذمام الاعلام لا يعكسون لا الثقافة العربية وهي ثقافة لاحقة للوجود النوبي للانسان السوداني التي تثبته الآثار التاريخية منذ270 سنة ق.م..اقدم حضارات الأرض قاطبة ..لم يستطع السودان توثيق آثار هذه الحضارة ولفنت أنظار العالم اليها فهي تكفينا شرفا أننا شعب ساهم في الحضارة الانسانية عبر القرون…المصريين يسوقون الحضارة آثار الحضارة الفرعونية رغم انها لا تشبههم ..الفراعنة السُمر …نحن نهرب منها للهرولة خلف العروبة المكتسبة …..اما الاصل الذي يمنحنا الوقار نلوذ عنه….كم سرقت هذه الاثار ودمرت لا احد يدري…رب سائل هذه حضارة لها اكثر من 700سنة …ما بالك المشروعات القائمة تتدهور ..الجزيرة ..سودانير..السكة حديد…التعليم…الصحة….السندوتشات………الخ الخ الخ