المعونة الأمريكية .. دعم السودان رغم غرانفيل والعقوبات
إن المساعدات الإنسانية والانمائية التي تقدمها المعونة الأمريكية للسودان بدأت تقدم للسودان منذ عام 1958م وحتى الآن، حيث بلغ حجم المساعدات الإنسانية والانمائية أكثر من «270» مليون دولار في الفترة من أكتوبر 2012م حتى 30 سبتمبر 2013م، حيث شملت المساعدات الإنسانية من ذلك المبلغ «259.7» مليون دولار، فيما كان نصيب المساعدات الانمائية «10.7» مليون دولار، كما أن المعونة قدمت للسودان منذ عام 2003م حتى 2013م ما يقرب من «1.3» مليار دولار في شكل مساعدات إنسانية غير غذائية تشمل دعم قطاعات «الزراعة والأمن الغذائي والانتعاش الاقتصادي ونظم السوق والصحة والمياه بجانب الصرف الصحي.
وفي شهر ديسمبر الجاري قدمت المعونة الأمريكية للسودان مبلغ «9» ملايين دولار لتغطية شراء محاصيل زراعية سودانية من أسواق القضارف بواسطة برنامج الغذاء العالمي، حيث سيشتري البرنامج المحاصيل من تجار السوق ثم يقدمها للولايات التي ستقدم إليها المعونة، وبهذه الطريقة تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد دعمت السودان مرتين، في الأولى قدمت أموالاً بالعملة الصعبة «الدولار» لتجار السوق السوداني واشترت منهم المحاصيل وهم في أسواقهم بالدولار، والدعم الثاني عندما تقدم معونة تلك المحاصيل للسودانيين في الولايات المختلفة، ويقول مستشار الأمن الغذائي بالمعونة الأمريكية عبد الرحمن حامد لـ «الإنتباهة»: «بالطبع فإن مخاوف شراء تلك المحاصيل من كبار المنتجين والتجار سيؤثر بالطبع في صغار المنتجين في السوق».
وفي جانب آخر لعمل المعونة الأمريكية نجدها تستعد خلال شهر يناير القادم لإطلاق مشروع إعادة تأهيل «سد طويلة» في ولاية شمال دارفور الذي تبلغ سعته الحالية «250» ألف متر مكعب من المياه، وبعد التأهيل ستبلغ سعته أكثر من «320» ألف متر مكعب، حيث يقطن بمدينة طويلة حوالى «100» ألف مواطن، وتكمن أهمية المشروع كما يقول رئيس البعثة الأمريكية لاري ميزيرف في أن السعة التخزينية الجديدة سوف تمكن مواطني المنطقة من صناعة الطوب وتربية الثروة الحيوانية وزراعة الخضروات مما يخلق استقراراً لهم، بينما يقول أحد موظفي المعونة أمير الطيب إنه يمكن لمواطني طويلة استخدام مياه السد كذلك للكهرباء، بجانب أن مياه السد ستكون موجودة لأكثر من «250» يوماً في السنة.
وبالتالي فإن هناك مشروعات أخرى قامت وتقوم بها المعونة الأمريكية في السودان من خلال بعثتها الحالية، الأمر الذي يعزز علاقة الشعبين مع بعضهما البعض دون رهن ارتباطهما بمواقف حكومتي البلدين، ولعل التطبيع الذي تقوم به المعونة الأمريكية أكثر فائدة من الذي تسعى إليه حكومة الخرطوم دون طائلة، خاصة أن المعونة مستمرة في عملها رغم العقوبات وحادثة مقتل موظفها جون غرانفيل.
صحيفة الإنتباهة
المثنى عبد القادر
ع.ش