[ALIGN=JUSTIFY]
[ALIGN=CENTER]حجاج المدارس[/ALIGN]
تلفحنا (بالطرح) في تلك اللحظات وظللنا نسعى من والى النقطتين اللتين حددتهما لنا الأستاذة (آسيا) في فناء المدرسة، فقد كانت الحصة في ذلك اليوم مميزة من حصص التربية الإسلامية وعنوان درسها (الحج)، حيث كانت تقوم بتخصيص كل جزء منها لكل ركن من أركان الحج من إحرام بنية ووقوف بعرفة وطواف بالبيت وسعي بين الصفا والمروة ومبيت بمنى.. وتذكري للنقطتين من أعلى مسرح المدرسة والى آخر (حوشها) لكأنهما المروة والصفا، فقد كنا مستمتعين بهذا السعي الذي يبدأ من الصفا وينتهي عند المروة في موالاة لا تنقطع أشواطه السبعة وكنت أحس بأن صوتي كاد يذهب بلا رجعة عندما أذكر إلتفافنا في وحول مسرح المدرسة عندما بدأنا في ركن الوقوف بعرفة، فقد كان المسرح أعلى مكان بالمدرسة وأصواتنا تتقاطر تلبية ودعوات، فقد أفلحت الأستاذة (آسيا) في جعلنا نتلبس حالة الحج تماماً.. وتعاودني مرة أخرى ذكرى الطواف حول البيت والذي كان (الفصل) وتحديدها لنا لمكان كأنه الحجر الأسود وكيف كنا نحازيه ونلقي عليه التحية حتى ماء زمزم تمثلناه لكأن البئر موجوداً بالمدرسة حقاً وإجتاحتنا حالة السيدة (هاجر) وعطش ابنها وريه بعد أشواطها الجارية وتناديها (زم..زم) .. لله درك يا أستاذة، فقد أذقتنا طعم الحج حقاً حتى توهمنا أنه عند عودتنا في ذلك اليوم أن نجد مداخل بيوتنا قد (جيرت) وتم طلاؤها باللون الأبيض وأرتسمت عليها رسومات الأهلة والأنجم (ويا داخلين هذه الدار صلوا على النبي المختار هذا منزل الحاجة التلميذة «…» حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً بإذن الله). والأيام أيام حج وتعبد ندعو الله أن يحفظ بلادنا من كل المحن ونحمل الحجاج أمانة يدعون بها الله عند المشاعر والأماكن والأراضي المقدسة أن يجنب السودان كل الشرور الظاهرة والباطنة. آخر الكلام: أود أن اسأل معلمي التربية الإسلامية اذا ما كانوا يواصلون درس الحج بذات طريقة الأستاذة (آسيا) أم أنهم يكتفون بتدريسه داخل الفصل.. ومازلنا حجاج المدارس.
سياج – آخر لحظة -العدد 835 [/ALIGN]