الانتخابات وتحفظات المعارضة

ومن حق المعارضة أن تطمئن، ابتداء، علي سلامة المسار الانتخابي وان تبدي شكوكها، ولكن من واجبها أيضاً أن تتخذ من الخطوات العملية ما من شأنه إزالة كل ما ينتقض من نزاهة الانتخابات، ولا تكتفي بالموقف السلبي الرافض لأية مشاركة عملية.
في عالمنا الثالث يكون إجراء الانتخابات مصحوباً باتهامات التزوير، وهي اتهامات تطلقها الأحزاب التي تخسر النتيجة حتي قبل أن يبدأ الاقتراع.. وبعض هذه الاتهامات له سنده من واقع الممارسة ولكن الكثير منه متوهم ولا يعدو أن يكون جزءاً من تكتيكات الصراع السياسي.

المعارضة السودانية، أمامها فرصة مواتية لإثبات جديتها في الاحتكام السلمي للشعب من خلال خوض معركة انتخابات 2015م بعد التأكيد من سلامة إجراءاتها.

التأكد يبدأ بالنظر في تكوين مفوضية الانتخابات ومدي استجابة التكوين للشروط الموضوعية التي تتبناها النظم الديمقراطية.. ويشمل التأكد كفاءة القائمين علي أمر المفوضية وهم كما عبر نائب رئيس المفوضية بحق- من الزاهدين المشهود لهم بالاعتدال والجدارة، ومع ذلك فليس ثمة ما يحول بين المعارضة وإبداء ملاحظاتها وتقديم بدائلها أو إضافاتها.
في عالم اليوم، لا سبيل الي إخفاء حقائق ما يجري في مراحل الانتخابات، فهناك من منظمات الرقابة العالمية والإقليمية والمحلية ما يكفي لكشف كل خافية.

لن تتحقق الديمقراطية إلا بخوض الانتخابات، ولن يفيد أحزابنا الدعوة المتكررة لتأجيلها، إلا إذا تم التأجيل لأسباب موضوعية وباتفاق وطني بين الحكم والمعارضة.

نحن ندعو أحزابنا كافة الي شحذ الهمم وإطلاق حملات الإعداد للمراحل الانتخابية الأولي لا سيما مرحلة التعبئة الجماهيرية وتسجيل الناخبين والتدقيق في قانون ولوائح الانتخابات ونظم عمل المفوضية.

ومن حق المعارضة أن توالي مطالبتها بتهيئة المناخ وبسط الحريات وإتاحة الفرص المتكافئة للأحزاب جميعاً.
انتخاباتنا شأن سوداني، لا ينبغي أن نترك تناوله لأية جهة خارجية، ولشعبنا من الوعي والتجارب ما يعين في تأمين انتخابات حرة نزيهة.

صحيفة الخرطوم
فضل الله محمد
ع.ش[/JUSTIFY]