إدوارد لينو : أنا في بيتي بجوبا ولا أعرف مصيري
إدوارد لينو، رئيس مخابرات الحركة الشعبية السابق، والقيادي البارز بها، أصابع الاتهام موجهة إليه من هنا وهناك، فهو محسوب على طرف مشار وباقان.. الرجل ظل مختفيا صبيحة يوم الانقلاب، إلى أن استطعنا أن نصل إليه أمس، وكان لنا معه هذا الحوار، الذي أرسل خلاله عدة رسائل مهمة للشعب الجنوبي، ولسلفاكير، وأطراف الصراع في الدولة الوليدة، فإلى تفاصيل الحوار.
* سيد لينو أين أنت الآن؟
– أنا في بيتي بجوبا.
* هل أنت متهم في هذه الأحداث؟– ربّما أتّهم! لن أعرف مصيري إلا حينما يأتي البوليس ويقبض عليّ.. سأعرف وقتها، فأنا لا أعرف شيئاً الآن!
* إلى أيّ مدى وصلت الأوضاع الأمنيّة في جوبا اليوم؟– الآن الوضع يميل للسكون والانضباط، وخرجت وتفقّدت الناس في المكان الذي أوجد فيه.
* من تمّ اعتقالهم؟– باقان أموم تم اعتقاله صباح أمس، وكوستي مانيبا وزير الماليّة السابق، ومادوت ديار وزير الاتصالات، وديار دينق.
* وربيكا ودينق ألور وتعبان دينق؟– ربيكا لم تعتقل، وكذلك تعبان دينق، أما دينق ألور فتم اعتقاله.
* ورياك مشار هل استطاع الخروج من جوبا؟– لا توجد أي معلومات عنه، ولم يذهب إلى السفارة الأمريكية.
* هل تعتقد أن ما حدث له أبعاد قبلية؟
– ليست له أبعاد قبليّة، وأعتقد أنّه في اليومين القادمين سوف تظهر الحقيقة، فبكل أسف وخذلان وعار هناك قتلى وجرحى، وغير معروف عددهم، فالكلّ مشغول الآن، ولا أحد يستطيع حصر خسائره.
* هل كانت هناك محاولة انقلابية فعلا؟– لا لم تكن هناك أيّ محاولة انقلابية.
* ماذا حدث إذن؟
– الأوضاع توترت للغاية، والخدشة أتت من حيث لا ندري وأدت لإطلاق النار.. كل طرف كان يصر على رأيه؛ مشار يريد مناقشة الأوضاع، ولكن سلفاكير يصر على تنفيذ أوامره دون نقاش واحترام هذه الأوامر، وحدثت هذه اللحظة الصعبة، فكانا يتحدثان عن أوضاع غريبة بالحركة، وأصر كل منهما على رأيه، وكل كان يريد الإصلاح برؤيته هو، ومشار رفض الإصلاح بطريقة سلفا، والجيش المكون من كل القبائل وقف مع سلفاكير في هذه اللحظة، واتفقوا أنّه تمرّد وليس انقلابا.
* هل تتوقع أن تتم محاكمة المعتقلين بأحكام رادعة؟
– المحاكم هي التي ستأتي بهذه الأحكام، ولا ندري ماذا سيفعل القضاء.
* هل تثقون في أن قضاء جنوب السودان سيكون عادلا؟
– أعرف خبرة القضاة العملية، ولكن يمكن أن يقفوا مع الدولة وهي جديدة، ولكني لم أستطع أن أحكم على القضاء الآن، فما يحدث يمثل أول اختبار له، لم تمر بهم تجربة مثل هذه من قبل حتى نحكم عليهم.
* رسالتك إلى شعب الجنوب في هذا التوقيت؟
– فقدنا أرواحا وهذا هو المؤسف، فكنا أشقاء بالغابة، ومررنا بتجارب قاسية، علينا أن نجمع صفوفنا ونذهب إلى طريق الإصلاح، ولا يمكن أن ننقسّم الآن، فقد تضرّر الإنسان في الجنوب، وسمعته في العالم أصبحت أشبه بسمعة الصومال، ولا نريد أن نكرر ما حدث بالصومال، نريد أن نرفع الروح المعنوية للشعب، على هذا الأساس أريد من شعب جنوب السودان أن يلتزم الهدوء والوحدة والسلام، ولا غير السلام، فبعد أكثر من 20 عاما من الحرب، اقتنعنا أن السلام هو الذي يرفع إلى أعلى وليس الحرب.
رسالتك إلى سلفاكير؟– أتمنى أن يلتزم الحياد في ما يحدث، وأرجو أن يكون ذا عقلية حكيمة، ويحاول أن يصبر على هذه الأشياء، خاصة وهو عائد من جنوب أفريقيا، وكنت تقدم العزاء في نلسون مانديلا، ويجب أن نأخذ دروسا من ذلك ونصبر، وعندما نكون في القيادة، لا ننسى مثل هذه المعاني، وأن نعمل على رأب الصدع، فسلفا رئيس لجنوب السودان كله وليس لقبيلة الدينكا وحدها، أقول له إن جنوب السودان بدأ يخلق مشكلة، وأصبح عائلا ثقيلا على أعناق كل الدول المجاورة، ففي الحرب كنا حالة، والآن يجب أن نستفيد من تلك الأيام، ولا يمكن أن نعود مرة أخرى إلى بؤرة الصراع واللجوء للدول المجاورة.
* رسالة لكل الأطراف؟– أرجوهم أن يلجأوا للسلام أولا وثانيا وثالثا وأخيراً.
* وماذا تقول للجامعة العربية التي سارعت بإخراج بيان يدين المحاولة ويدعم الرئيس سلفاكير وحكومته ضد المحاولة الانقلابية؟– الجامعة العربية تسرعت بالإدانة قبل أن تعرف الحقيقة.
صحيفة اليوم التالي
صباح موسى
ع.ش