منوعات

نفاق الدبلوماسية الأمريكية..

[JUSTIFY] اتسم تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع حكومة السودان طوال العقدين الفائتين بالعنجهية والتعالي، والاستخفاف، والتحقير، والرجم بأبشع الصفات السياسية، وكل أنواع التعامل العدائي، حتى وصل الأمر ذروته وقامت بضرب السودان بالصواريخ وتدمير مصنع الشفاء في نهاية القرن المنصرم» 1998م» بشبهةٍ كاذبةٍ، ولم تعتذر ولم تعوض الدولة التي جُرِحت في كبريائها السياسي، وعزتها وسيادتها، ولم يُعوض صاحب المصنع الذي تضرر جراء فقده لمصنعه الذي أنفق فيه المليارات من الجنيهات السودانية ، والملايين من الدولارات الأمريكية ورغم كل هذه الأمور تُرسل لنا «ما تُسميه القائم بالأعمال «ويتصرف كأنه المندوب السامي في اللغة السياسية في القرن التاسع عشر …
الحراك الثقافي الذي يقوم به القائم بالأعمال الأمريكي هذه الأيام مُلفِت للنظر ، ومُثير للاتباه ، تجده في خلاوي ومسيد الشيخ الكباشي تارة، وفي ديار القادرية العركيين تارة أخرى، ويذهب شمالاً إلى خلاوي الغبش ببربر، والشيخ الجعلي بكدباس .. والقائمة تطول، وتراه في العديد من الفعاليات الثقافية، في المسرح القومي، وهو يشاهد المسرحيات السودانية «النظام يريد وغيرها»، ويشارك في البرامج التلفزيونية وتتم استضافته في قناة النيل الأزرق، وهو يتحدث اللغة العربية بقدرٍ مُعتبر، لأنه يُدرك تماماً… أنّ المفتاح الأساس للدخول إلى ثقافة وأعماق الناس هو معرفة لغتهم والتحدث معهم بها..
وهذا الدبلوماسي يجد كل الاحترام والتقدير من السلطات السودانية والمنظمات المجتمعية، ووسائل الإعلام المختلفة، ويتم فتح كل القنوات الثقافية في وجهه دون أي تحفظ …. فهل يجد دبلوماسيونا ولو جزءا يسيرا من هذه المعاملة من السلطات الأمريكية في بلاد «العم سام»، أو المنظمات المجتمع المدني هناك، أو القنوات الإعلامية؟؟!! – ومن أقوى الأعراف الدبلوماسية – المعاملة بالمثل-…لا أظن ذلك؛ لأن أمريكا رغم كل ما يقوم به «القائم بأعمالها «تعدّ السودان من أخطر الدول الراعية للإرهاب، ومن الدول التي يجب أن يحاصرها الكل اقتصادياً، ويعاديها سياسياً، وهي على استعداد لدعم كل فصيل من الفصائل التي تقوم بالتمرد على الحكومة المركزية… وهي الداعم الأساس لما جرى للسودان الكبير، الذي أصبح دولتين كأول سابقة دستورية وسياسية في القرن الحادي والعشرين، وهي المتهم الثاني، والنخبة السودانية المتهم الأول …» … قل هو من عند أنفسكم.. «و نعيب زمانُنا والعيبُ فينا******* وما لزمانِناِ عيبٌ سوانا … ونهجو ذا الزمان بغير ذنبٍ ****** إذا نطق الزمان لنا هجانا …
ما يقوم به هذا الدبلوماسي عكس ما تقوم به دولته تماماً؛ هو يُظهِرُ لنا أن الشعب الأمريكي يُحب الشعب السوداني، ويتفاعل مع الثقافة السودانية… ومن المعروف سياسياً ودبلوماسياً أن السفير في أي بلد يعكس المنهجية السياسية التي تتبعها دولته مع الدولة التي هو موجودٌ فيها، أو هو يمثل دولته سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً… لكن الغريب في هذه أمريكا ضربتنا في عُقر دارنا، وضربت عزتنا وشموخنا، وسيادتنا، ولم نستطع أن نطرد سفيرها!!! تحاصرنا اقتصادياً منذ حوالي ربع قرن من الزمان، وهي تدعي التواصل معنا وتُرسل المندوب تلو المندوب، والقائم بالأعمال تلو القائم بالأعمال … ومن المُستغرَب له هنالك العديد من الدول لها علاقات شاملة معنا، لم نرَ سفيرهم، وليس القائم بالأعمال!!! يتحرك مثل تحرك هذا الدبلوماسي الأمريكي؟؟ الصين لها علاقات معنا منذ فجر الاستقلال، وعبر كل الحقب السياسية ..» عسكرية كانت أو مدنية» ولديها استثمارات تُعدّ هي الأكبر.. ما رأينا سفيرها يفعل ما يفعله الدبلوماسي الأميركي هذا!!! هذا السفير في واد وبلاده في وادٍ آخر… أم هي لُعبةٌ سياسية أكبر من أنّ نفهمها؟ ليتنا نجد الجواب الشافي من أجهزة مخابراتنا، ووزارة خارجيتنا.
أمريكا رفضت إعطاء رئيس دولتنا تأشيرة دخول لحضور فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عُقِدت مؤخراً، وهي دولة المقر، والقانون الدولي يفرض عليها ذلك، وميثاق الأمم المتحدة يفرض عليها ذلك، ولكنها مع السودان، والذي هو عضو أصيل بالأمم المتحدة لا تعمل بالقانون «كَجِمّ بّس» كما يقولون! والكل يذكر العداء السافر الذي وجدناه من قبل هذه الدولة المُتجبِرة، المُتَكبرة» فرعون هذا العصر» في معركة ما يُعرَف بالمحكمة الجنائية الدولية… هي ليست عضو فيها، وذهبت أبعد من ذلك.. حيث أمر برلمانها الرئيس بأن يحتل لاهاي إذا تم اعتقال أي جندي أمريكي بموجب قرارات المحكمة الجنائية الدولية، ولكنها وقفت بكل ظلم في قضية توقيف الرئيس الشرعي للبلاد، الذي انتخبه شعبه في انتخابات شهد بنزاهتها من حضر، وهو يمارس حقه الطبيعي في إخماد تمرد في أحد الأقاليم… يتبجح مسؤولوها بأن هذه هي «العدالة الدولية» أي عدالة تتحدثون عن وجيوشكم تقتل وتُشرد الملايين في العراق وأفغانستان، وإسرائيل ربيبتكم – الكريهة – تفعل في فلسطين الكرامة- أكثر ما فعله بهم هتلر في النصف الأول من القرن المنصرم.
ما يقوم به هذا الدبلوماسي الأمريكي من علاقات ثقافية مع المؤسسات الدينية «الطرق الصوفية وغيرها « يحتاج إلى تفسير سياسي عميق… فليتنا نجد ما يزيل الغبش من عيوننا، والشك من قلوبنا….

فيصل علي موسي: صحيفة الوطن [/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. اللوم يقع علي الدولة التي تسمح لكل صعلوق امريكي او اوروبي بان يصول ويجول في البلاد دون حسيب او رقيب عندما ذهب البشير لاجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة تم تقييد تحركاتة بي 25 كيلو ولم نرد عليهم بالمثل واجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة هذا العام لم يمنح تاشيرة ولم نرد علي ذلك اللوم يقع علي الحكومة

  2. بالبلدي الفصيح امريكا تريد ان تعرف سر بقاء الانقاذ في السلطه بالرغم من محاربتها ومقاطعتها له خلال عقدين كاملين من الزمان!! تريد ان تعرف اين تكمن سر قوه النظام واين سنده الشعبي؟ ومؤشرتها قادتها الي السند الصوفي القبلي !!فعلت هذه الفعله عندما واجهه الشعب العراقي قوات الاحتلال ببساله نادره اذهلت قوات الغزو وافقدتها اتزانها وعقلها الي ان دلها بعض الخونه الي قوات رجال القبائل (الصحوه السنيه ) فتحالفت مع رؤساء القبائل ووعدتهم بوراثه السلطه, واشترت البعض الاخر نقدا وتسللت عبر اخرين في النسيخ القبلي المحلي الي ان تم اغتيال قاده (رجال للصحوه ) بمنتهي القسوه والشده واحدا تلو الاخر وعن بكره ابيهم في اباده جماعيه كما حدث في الفلوجه. سلكت هذا الطريق مع رجال قبائل افغانستان ولم تنجح ؟ ومع رؤساء قبيله المسيريه الشجعان في ابيي ولم تنجح ايضا؟ وهاهي تجرب حظها مع زعماء الطرق الصوفيه ؟ فهل ينجح القائم بالاعمال فيما فشل فيه المناديب السبعه ام تراه سيرفع الاذان ويواصل رفعه من مالطا كما يفعل الان السيد ليمان في ياس مرير يشابه انين المقطوع من شجره. والله من وراء القصد….. ودنبق

  3. [SIZE=4]فهل يجد دبلوماسيونا ولو جزءا يسيرا من هذه المعاملة من السلطات الأمريكية في بلاد «العم سام»؟

    دبلوماسيوك !!!

    وهل يجد رئيسك ذلك ؟ هل نسيت قصة التأشيرة ؟….دعك من الدبلوماسيين .[/SIZE]