تحقيقات وتقارير

قرية (حطَّاب) .. ظلم وظلمات

[JUSTIFY]علي الرغم من وجودها منذ اكثر من «300» عام ولا تبعد عن العاصمة الخرطوم كثيراً، حيث تفصلها مسافة«35» كلم فقط عن مطار الخرطوم، وتبعد عن رئاسة محلية شرق النيل 18 كلم، الا ان منطقة حطَّاب التي تقع في محلية شرق النيل وحدة وادي سوبا لا توجد بها ابسط مقومات التنمية وتفتقر الى الخدمات الاساسية مثل «الماء، الكهرباء، المركز الصحي، المدارس المواصلات»، وغيرها من الاشياء المهمة ولسان حال المواطن بها يقول لماذا حطاب؟ رغم ان الكثير من المناطق الاخرى والبعيدة بها كل الخدمات، فهل منطقة حطاب منسية، والي متى ينتظر المواطن في حطاب حصوله على ابسط حقوقه التي تقوم عليها الحياة؟..!
الداخل الي منطقة حطاب لا يشعر بأنه بعيد عن العاصمة، على الاقل من حيث ملامح المنطقة. فهنالك شارع مسفلت يمر بها الى مصفاة الجيلي، ولكن عند تجوالنا في المنطقة اصبنا بالدهشة اذ وجدنا المواطنين يشترون الماء، واعمدة الكهرباء فارغة دون اسلاك وحتي العلاج لا يجد المواطن مكاناً يذهب اليه عند المرض، بالاضافة الي قلة المواصلات. اما التعليم فهو الاسوأ فحتى الآن ما زال طلاب حطاب يدرسون في مدرسة مختلطة واحدة، تضم فصولها البنين والبنات. فالمواطن يحتاج الى دعم من الجهات المسؤولة والقرية شبه منسية تماماً.

عبء زائد:
محمد احمد يوسف، بائع مياه قال انه يعمل بتوزيع المياه في منطقة حطاب والسيالة والشلعاب والسرحات منذ «14» سنة ويبلغ سعر البرميل 6 جنيهات، كما ينقل المياه من بيارة«عد بابكر». واكد بان المواطن يحتاج بشدة للمياه ولكن السعر مرتفع ولا يمكنه شراء كميات كبيرة «نحن نقدر ظروف الناس لذلك نبيع الماء حسب حاجة المواطن سواء بالباقة ام الجردل. فماذا يفعل المواطن وسط كل هذه الظروف الصعبة وقد اصبحت المياه عبئاً زائداً على اعباء المعيشة»؟.

خدمات أساسية:
اما المواطن احمد حسن- بائع مياه- فقد ذكر بأنه يبيع الموية العادية الصالحة للشرب وايضاً مياه حطاب غير الصالحة تباع لاغراض البناء. وقال انه يبيع برميل الماء بـ«15 » الف جنيه وان المواطن يشكي من ارتفاع سعر الموية ولكنه محتاج ولا خيار آخر لديه« فاذا لم يشترِ كيف يعيش والدخل كويس من بيع المياه والمنطقة ما زالت تنتظر الخدمات الاساسية التي تحتاجها والمهمة مثل الماء والكهرباء.

شوية اهتمام:
واوضحت الحاجة بياكي، مواطنة بحطاب بأنها تشتري يومياً مياه بـ«6» آلاف جنيه ورغم ذلك فهي باحتياجات المنزل لان عمل المنزل يعتمد كلياً علي المياه وتضطر احياناً لشراء برميل اضافي. وتابعت قائلة.. «البلد دي قديمة وبرضو لسه لا فيها كهرباء لا موية ونحنا نناشد المسؤولين عشان يهتموا بينا شوية حتي المواصلات بعيدة بالشارع الدائري، والمواطن في حطاب بيصرف نصف قروشو في شراء الموية ونحنا لسه عايشين على الفوانيس. معقولة دا حال ونحن في العاصمة؟! ونتمنى الاهتمام شوية من الحكومة»

فك الاكتظاظ:
الاستاذ فضل المولى عبدالله، مدير مدرسة حطاب المختلطة اساس قال : ان عدد الطلاب كبير لذلك قاموا بتقسيم الفصول الدراسية من اولى الى الصف الرابع حيث يتم فصل البنين عن البنات وبقية الفصول ما زالت مختلطة. واكد ان الاشكالية ان العدد الطالبي كبير بمعنى ان طلاب مدرستين يدرسون في مدرسة بواقع 633 طالب، وندعو الجهات بالاسراع في انشاء المدرسة الجديدة لفك الاختلاط حتي تسيطر اكثر على الطلاب ويحدث تنافساً وتنفيساً للاكتظاظ. وهدفنا ان يستفيد الطالب. اما مشكلة (الموية) فقد تبرع لنا احد اعيان المنطقة بتوصيلها رغم انها مالحة، ولكن لا حلول اخري ولا نستطيع شراء مياه صالحة للشرب لكل هؤلاء الطلاب، ولكن مشكلة الكهرباء تؤرقنا. فالطلاب يذاكرون بالرتينة رغم تطور الحياة وقرب حطاب من العاصمة، ولكن نعيش حياة بدائية.

مشكلة كبيرة:
استنكر الحاج ابو زيد محمد ابو شيبة توصيل خدمة المياه لبعض المناطق التي اكد بانها لاتبعد سوي بضع كيلومترات عن قرية حطاب وقال ان عربة المياه اذا ماحدث لها اي عل فان ذلك يؤثر سلبا علي عمليات امداد القرية بالمياه، واختتم ابوزيد حديثه متسائلاً عن الاسباب التي دفعت المسؤولين لاهمال القرية؟

قضايا اخرى:
اما محمد الحسن علي، لجنة التسيير لخدمات حطاب شرق، فقد ذكر بأنهم في حطاب شرق الزلط لديهم نقص في الخدمات اذ يفتقرون للمدارس ورياض الاطفال. وقال بان هناك نقص في الصحة وناشد محمد الحسن معتمد شرق النيل للاهتمام بقرية حطاب والالتفات لمشاكل المنطقة.

نحو إيجاد للحلول:
بالنسبة لبعض الحلول لمشاكل منطقة حطاب، فقد قال الاستاذ محمد حسن رئيس اللجنة الشعبية بالمنطقة انهم وضعوا حجر اساس مدرسة الناظر خالد محمد صديق طلحة للبنات، كخطوة مهمة لفك الاختلاط، واكد بأنهم التزموا عبر الجهد الشعبي، ببناء فصلين بالاضافة الى دورات المياه، وأنهم بدأوا في تنفيذ بناء المدرسة.
في ما يتعلق بالمياه، اشار الى انهم يملكون ثلاث آبار، لكنها غير صالحة للشرب«مالحة». واكد بأنهم يعانون من شُح في مياه الشرب اذ يضطر المواطنون لنقل المياه من منطقة عِد بابكر او شراءها بعد نقلها عبر عربة كارو مياه.
وعن حلولهم لحسم قضية المياه فقد اوضح بان وزير المالية المهندس صديق محمد، صدَّق لهم بحفر بئر مياه ذات انتاجية عالية وتبقى فقط عقد الضمان من وزارة المالية للشركة المنفذة حتي يكتمل تنفيذ المشروع.
كما قال رئيس اللجنة الشعبية ان بالمنطقة مركزاً صحياً غير مكتمل، وانه تم توصيل خط الكهرباء«الضغط العالي» وتبقى اتمام توصيل«الضغط المنخفض» وان كل ذلك يتم شراكة ما بين المواطنين والحكومة.
وعن المواصلات قال بأنهم يسعون للحصول على تصديق خط مواصلات من حطاب الى الخرطوم.

تحقيق/ عائشة: صحيفة الوطن [/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. هنالك طائفة فى امريكا تسمى الاميش منذ قدومها الى امريكا فى سنة 1699 من الحدود الالمانية السويسرية الفرنسيةالى الان كما كانو كانما الزمن لم يتحرك عندهم لاكهرباء ولا مواسير للمياه ولا تلفزيونات ولاتلفونات او اى من وسائيل الترفيه الحديثة او القديمة حتى انهم لايستعملون السيارة انما الحصان بالعربة يعنى الكارو وليس بينهم مجرم واحد او كذاب وكلهم مزارعين كما انهم لايستعملون عملة بينهم من يحتاج شئ عليه ان يذهب الى المخزن ويشيل كفايته وكلهم منتجين اما حطاب فحلمها كالسراب