تحقيقات وتقارير

«سعادتو» النائب الأول .. «غزو» الصحافة ..

[JUSTIFY]الخطوة الذكية التي قام بترتيبها مدير المكتب الصحفي برئاسة الجمهورية ناجي علي بشير، والتي جعلت النائب الأول للرئيس الفريق أول ركن بكري حسن صالح يعقد أول لقاء له مع القيادات الصحفية والإعلامية، كشفت للرأي العام «بكري آخر»، والجنرال دمر نظارته السوداء التي تخفيه وراءها لسنوات طويلة، كما وأنه أفشل «كمين» الصمت الذي نصبته له المواقع التي شغلها، وزيراً للداخلية والدفاع وقبلها مديراً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.. خرج بكري للعلن وكان واحداً من كتيبة التغيير الجديدة وأطلق ذخيرة الإنطلاق والعمل الجاد.. بكري استحق أهليته بالمنصب وهو مستودع ثقة الرئيس، ولذلك ليس غريباً أن قال في لقائه بالإعلام أمس: إنهم مساعدين للبشير، وإن كل الأمور بيد الرئيس».. وبالقطع صدق بكري وهو العارف بكل صغيرة وكبيرة بشوون القصر والأقرب للرئيس، ولعله ولذلك قال الإعلامي الكبير الجميل حسين خوجلي مخاطباً النائب الأول: أنت تستحق هذا المنصب من زمان بعيد»، لكن حسين هنأ بكري وعزاه في ذات الوقت كونه تقلد مهمته أخطر المناصب في أكثر المنعطفات حدة في تاريخ السودان المعاصر.. ولأن النائب الأول معروف بهدوئه وبساطته خلق جواً من الأريحية وهو يعلق على حديث حسين بأن أول مهمة له كانت تأديته واجب عزاء، لكن مهاماً كثيرة تنتظر بكري وهو أهل لها لخبرته الطويلة، ولذلك خرج من صومعة الصمت، ويبدو أنه لن يعمل بوصية صاحب ألوان حسين الذي أوصاه أن يظل على صمته الذي وصفه بالمهيب واعتبره جزءاً من الحل الذي يرتضية الجميع، وذلك لأن بكري أكد أن الكلام يأتي في وقته، وقد عمل بالحديث الشريف الذي استدل به رئيس تحرير الزميلة التغيير إمام محمد إمام والذي يشير إلى أن المتعلق بالقول «الخير أو الصمت».. وبكري يعرف متى يصمت ومتي يتحدث حديث الخير الذي برز في ثنايا حديثه وهو يكشف عن دوافع التغيير التي أجرتها الحكومة مؤخراً، وقال إنها جاءت في إطار السياسة الكلية الهادفه لإفساح المجال للآخرين، مشيراً إلى أنها تمت بقناعات واتفاقات ورؤية مشتركة بين القيادة والأجهزة المختصة. وأكد أن القيادات التي تنحت تستحق الشكر مجدداً لأن مغادرتهم تمت طواعية.

وبكري من خلال حديثه أكد أن بقاءهم مرحلة بهدف تواصل الأجيال وأنهم جاءوا لأجل معاونه البشير، وبرر بكري صمته طيله السنوات الماضية كون المناصب التي شغلها كانت تفرض ذلك، وضرب مثالاً بوزارتي الدفاع والداخلية كون المؤسستين النظاميتين لديهما ناطقاً رسميا – طبقا له – فضلاً عن جهاز الأمن والمخابرات، وأضاف أن الكلام يأتي في وقته، ونوه إلى ضرورة الحديث فيما يفيد الناس دون إضاعة وقتهم وامتدح أداء سلفه علي عثمان بالقول «من سبقونا بذلوا جهدهم ونسأل الله أن يوفقهم ».

النائب الأول أجاب على حديث الصحفيين وحدد ملامح للمرحلة المقبلة ممثلة في اعتماد الحوار كإستراتيجية لجهة الوصول إلى لسلام ودعا الحركات المسلحة للجلوس للتفاوض، بإشارته إلى أن أبواب الدوحة مفتوحة، وثمن المجهودات الشعبية الهادفة لإحلال السلام في دارفور، وضرب مثالاً بمساعي ومجهودات لجنة الاتصال بالحركات التي يقودها صديق ودعه، وقال إنها ستقرب المسافات وتقود لحلول. وأقر بكري أن الحرب أخرت البلاد كثيرأً وما من سبيل إلا للحوار.

وتعهد صالح للصحافيين بتوسيع دائرة الحريات الصحفية ودعاهم للتعاون وشيل هم البلاد مع بعض، وأبدى عدم ممانعته أن تكون لقاءاته مع الإعلام بشكل راتب.. ولعل الطريقة الهادئه التي أدار بها وزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف، والذي بدأ أن بكري يعتمد عليه، كان لها أثر في خروج اللقاء بشكل ودي تطرق فيه بعض رؤساء التحرير لكثير من القضايا وأكد النائب الأول ضرورة أن «يشيل الجميع هم البلاد».

صحيفة آخر لحظة
تقرير : أسامة عبد الماجد
ت.إ[/JUSTIFY]