رأي ومقالات

إسحق أحمد فضل الله : نزاع قاسٍ محتدم بين العامة والقادة الإسلاميين

[JUSTIFY].. أستاذة
> والإسلاميون .. من بين كل الأحزاب.. كانوا مع قادتهم مواطنين لا رعايا.
> «كانوا» حتى جاء حديث الأستاذ علي عثمان أمس
> والشورى بين الإسلاميين تبلغ أن يجلس القادة مع الناس في القطاطي والبيوت والشواطئ يستشيرونهم في كل شيء.. انتخاب القيادة والمصالحة.. والحرب.. والمال و..
> والأستاذ علي عثمان حين يهبط العيلفون يستشير الناس حول المصالحة مع النميري نقول له
: قلتم النميري سيئ.. سيئ.. والآن تقولون: قف.. خلف دور.
وعلي عثمان يقول في غضب
: ليس عندنا مزرعة حيوانات .. قالها بالإنجليزي.
> ومزرعة الحيوانات هي رواية أرويل الشهيرة التي تقاد فيها الحيوانات دون رأي.
> وهذا كله يغوص ويغوص ونحن نستمع أمس الأول للأستاذ علي عثمان يقول إنه
: لا نزاع بين اثنين قط.
> ونشعر بالسخط على عقولنا وعيوننا وآذاننا التي تشهد ألف نزاع قاسٍ محتدم بين العامة والقادة الإسلاميين.
> ونشعر باليأس من صلاح الحال فالحال لا يصلح إلا بالمواطنين .. وليس بالرعايا.
> بنتنا..
قبل سنوات تحدثنا فتاة جامعية عن أنها في أركان النقاش تقعد كيشة ساكت لأنها لا تعرف السياسة.. وتطلب أن نمد لها خيط «اللابرنث»
> وخطابك مثلها
> والسياسة تعرفين بعضها حين تعرفين حكاية السودان.

«2»

> وعبود الشيوعيون في عدائهم له يطلقون أن وزير خارجيته أحمد خير قام بتسليم لوممبا لأعدائه.. وذبحوه.
> وصلاح أحمد إبراهيم يكتب عن الحادثة.
> الصوت الصارخ في البرية
انجد.. انجد
أبنا يا هذا تستنجد؟؟ أبعد.. أبعد
مت مبتعداً»
ننعاك بإذن الله غداً»
> وصلاح ممتع في كلماته القليلة لكن الحقيقة هي أن لوممبا لم يصل إلى السودان.
> مثلها الإخوان والشيوعيون والأحزاب كلهم يطلق عداءً حارقاً ضد النميري.
> ويجعلونه شيطاناً.
> لكن الأيام تكشف أن الرجل الملطخ كان مزارعاً مخلصاً يحاول زراعة السودان
> وأكتوبر وعبود والنميري والانتفاضة والإنقاذ كلهم مخلص كامل الإخلاص.
> وكلهم يعرف «ماذا يريد» .. وكلهم يجهل كيف يصنع هذا.
> والناس يندفعون خلفهم يظنون أن الأمنيات قريبة.
> ووردي يصبح الشاهد الأعظم على «وليمة الأوهام» التي يشبع منها الناس.
> وردي غنى لعبود ولأكتوبر.. ولنميري وللانتفاضة و…
> «غنى لأنه كان يظن» أن من ينقذون السودان «يا هم ديل».
> وردي كان ينظر إلى «الإخلاص» الذي هو في النفوس ويعجز عن النظر في خيوط العوامل من حولنا.

«3»

> حتى ما نصيب في التعامل معه تجعلنا جهات أخرى نفسده.
> النميري عام 1972م يقول لوفد التفاوض مع الجنوب
> إن طلب الجنوب الانفصال .. أعطوه.
> والجنوبيون.. كالعادة.. يطلقون طلب الانفصال.. الكرباج الذي يسوقون به الشمال.. ويفاجأون بالوفد يقبل.
> وجروا في ذعر.
> وعادوا.. أعادهم من يديرهم يطلبون البقاء في السودان.

«4»

> والسودانيون عندهم من العظمة ما يكفي لعشرين دولة.
> وفي الجيش.. في لحظة إعدام أحد الضباط الانقلابيين يطلق عليه الجندي النار.
> ويخطئ.
> والضابط.. في غيرة مدهشة على الجيش ينهر العسكري بعنف
: نشن كويس يا عسكري
> الضابط يغيظه أن يفشل «عسكري سوداني» في التصويب حتى لو كانت الرصاصة متجهة إلى قلبه هو.
> مخلصون.. وأنقياء..
> لكن هذا لا يعني أن الشيطان لم يركب سفينة نوح.
> والوطني يعلن أن حكومته الجديدة تطلق إحدى عشرة قضية للمعالجة الحاسمة.
«السلام ومحاربة الجهوية وإصلاح الاقتصاد ومحاربة الفساد و…»
> والدولة تحمل سيف العشر ذاته لتقاتل به وتصل إلى النتيجة ذاتها.
«دربنا يوم اللقا كيف سعى
كيف بالسيف تحدى المدفعا»
> والنتيجة هي .. ركام من المخلصين قتلى على جبل كرري.

«5»

> أمريكا في العالم تنجح لأنها تدق جرس الدلالة على كل مشروع.
> كل المشروعات المالية حكومية وأهلية تقوم بها الشركات.. لأن الشركات تجعل بيوت الخبرة تفتح عيون وفم وأسنان وأصابع كل مشروع وتعرف علاقة طير البجع بقاذفات القنابل وحجم السندوتش.. وهناك صلة بين هذه وهذه.
> ومركز دراسات صغير يقول لماذا اتجه نائب في الشرق إلى أفورقي.. ولماذا اجتمع خمسة أمس في سنكات .. ثم أربعون في درديب.. و كيف اختفى مدفع رشاش.. وكيف بدأ بعدها قطع الطريق على العربات.
> دراسة تقطع الطريق على عشرين ألف مدفع.
> ودراسة صغيرة عن البجا والبني عامر و.. وعناق الود القديم الذي يسعى البعض الآن لتحويله إلى تحطيم للأضلاع.
> ودراسة عن شخصية تمتد من بورتسودان إلى أسمرا إلى دبي إلى ألمانيا إلى..
> وشخصية من قادة الأمن يتناول القهوة معها ويعرفها.. لعله يحدث عنها حديثاً يصبح خريطة للإصلاح.
> ويحدث عن غرام السفير المصري هذه الأيام بقهوة بورتسودان.
> وعن صلة كل شيء بكل شيء.. في الثلاثينيات برتقال فلسطين يعجز عن التسويق.
> وتجار البرتقال.. الإنجليز.. يشعلون الحرب الأهلية في أسبانيا البعيدة.. وبرتقال اسبانيا الذي يغطي أوربا يفسد وبرتقال فلسطين يربح.
> ابنتنا.. معذرة.. نكتب من فراش المرض وصلة كل شيء بكل شيء يرسمها جسر صغير يقام في الخلاء تماماً.
> والمواطنون يبتهجون
> لكن من يبتهج حقاً هو إثيوبيا
> وإثيوبيا يقوم بينها وبين إريتريا جدار صخري يستحيل عبوره.
> وإثيوبيا إن التفت داخل الأرض السودانية وعبرت الجسر هذا أصبح الأمر «أحاديث القنوات» في يومين.
> القنوات لا تحدث عن طحن إريتريا يومئذٍ.
> الحديث يومها يصبح حديثاً عن كيف أن «إثيوبيا تصبح هي الدولة الأولى في المنطقة»
> والسودان الذي صنع الجسر هذا يفرفص
> مركز دراسات صغير كان يستطيع إيقاف إقامة الجسر هذا.
> و…

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

‫4 تعليقات

  1. عمنا اسحاق والله كلامك دا خارم بارم لملمو شويه عشات الغلابه زينا يفهمو اخاف المازينا ذاتهم ما يكونو فاهمين بتقول ايه اهو كلام بالمز والغمز ما تتكلم بالواضح خايف من شنو انت راجل صحفي وليك حقوق ما في واحد يقاضيك حتي الحكومه لو قالت شئ اخوانك الحفين علي طول نرفض تكميم الافواه نرجو اطلاق الصحفي فورا” وبعدين الرئيس قال ليكم بالواضح العندو دليل يقدمه للعدل واذكر مداخلة اخونا عثمان ميرغني في موضوع التقاوي قال في شركه وسيط في الموضوع ناس الوزاره المهندسين القاعدين مع المزيع والمزيع قالو ليه اذكرها وقال لبهم هسع ما بقدر الا بكره في المقال وتحدوه ناس الزراعه وقالو الوزاره استوردت مباشره من الوزاره التركيه فبهت اخونا عثمان لان الموضوع من تسج خياله واخيرا” ظهرت نتائج اللجنه وكل واحد دخل جحره .

  2. اقرار بفشل الجبهة الاسلامية القومية و أفكارها!!!
    قبيل الاخوان المسلمين كان فكرهم يستولوا على السلطة ثم نشر القيم الاسلامية..
    و انصار السنة و السلفيين كان فكرهم ينشروا القيم و المبادئ الاسلامية أولا على القاعدة ثم يستولى القوى الامين…

    الإخوان فشلوا بفتنة السلطة و الجاه!!!

  3. الاسلاميون هربوا
    الهروب الكبير يا شيخ اسحاق
    يدعون انهم يريدون ان يفسحوا المجال للشباب
    ماهو الارث والنجاح الذى تركوه لشبابهم
    المسئولية كبيرة والتداعيات خطيرة
    لماذا لايعاد طلاء اللعبة
    يسلتم الجيش المسئولية وتتوارى الجبهة وشيوخهالاعادة تسويق نفسها فى مرحلة لاحقة
    بالامس جاء فى الصحف تصريحا لبكرى حسن صالح قال فيه ان كل شئ بيد الرئيس اى ان كل شئ بيد الجيش
    اين المؤتمر الوطنى؟
    لو كان هناك ارث نجاح لقلنا ترجلوالافساح المجال لشبابهم
    لقلنا ان على عثمان ترجل كما ترجل مهاتير فى ماليزيا
    وكما يترجل المنتخبون فى الانظمة الديمقراطيه
    ساعتها كنا نتفهم السبب
    ولكنه الهروب الكبير والهروب الكبير وحده