سياسية

حركات دارفور المسلحة .. الدوحة أو الطوفان !

[JUSTIFY]يبذل رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي (اليوناميد) السيد محمد بن شمباس جهوداً حثيثة تقابلها جهود مماثلة من الرئيس التشادي إدريس ديبي لإلحاق (ما تبقى) من الحركات الدارفورية المسلحة بالعملية السلمية فى دارفور عبر منبر الدوحة.

وقد حفل الأسبوع الماضي بقدر واضح من الحراك المكوكي فى هذا الصدد بغية تعبيد الطريق لهذه الحركات للحاق بالعملية السلمية. الحركات الدارفورية المسلحة من جانبها تبدو مترددة بعض الشيء وهذه على الرغم من كونها محمدة فى حد ذاتها بالنظر الى رفضها السابق لأي تفاوض مع الخرطوم إلا أنها لا تتناسب البتة لا مع المعطيات القائمة والمتمثلة فى احتمال فقدان هذه الحركات للحسنيين معاً، النصر العسكري، أو التفاوض السلمي إذا ما ظلت هذه الحركات تلعب داخل فريق الثورية ولا مع المؤشرات على النطاق الإقليمي والدولي والتي تشير الى ضيق المجتمع الدولي والإقليمي بهذه الحركات؛ فالرئيس التشادي إدريس ديبي قال أكثر من مرة إن وجود هذه الحركات فى ظل عدم جلوسها للتفاوض لإنهاء النزاع يمثل تهديداً للأمن القومي للمنطقة بأسرها!

الرئيس دبي لديه تجربة أمنية جيدة خاضها مع الخرطوم منذ أكثر من 4 أعوام وذلك بإنشاء آلية أمنية مشتركة تجوب حدود البلدين وتتعامل مع أية مظاهر مسلحة فى الحدود؛ وهو بهذه التصريحات إنما يشير الى أن ما تبقى فقط هو إلحاق هذه الحركات بالعملية السلمية حتى تنعم المنطقة بالاستقرار.

اليوناميد هي الأخرى تبذل هذه الجهود الحثيثة إيماناً منها بأن وجودها كبعثة حفظ سلام لن يكون الى الأبد إذ لا بد أن يحل يوماً تخرج فيه من الإقليم وتنهي مهمتها، خاصة وأن تجربتها فى الإقليم لم تكن طوال الـ6 سنوات الماضية بحجم ما كان مرجواً منها حين تم الدفع بها الى هناك.
ومن الملاحظ أن الحركات المسلحة فى دارفور تتردد ما بين القبول والتمنع لأنها لا تستطيع عملياً رفض التفاوض مطلقاً لأنها لو فعلت فسوف يؤلب عليها هذا الموقف المجتمع الدولي والذي من المؤكد أن صبره آخذ فى النفاذ، ولهذا فهي تقدم شروطاً وتؤخر أخرى كما حدث في ورشة أروشا بتنزانيا قبل أسابيع والخلاف الذي نشب بين اثنين من قادة حركة عبد الواحد بشأن عملية التفاوض.

ولعل من الأفضل للحركات الدارفورية المسلحة أن تتدبر أمرها منذ الآن بعيداً جداً عن ما يسمى بالجبهة الثورية لأن الثورية فى خاتمة المطاف ليس سوى صناعة جنوبية جارٍ العمل على إيقافها وتصفيتها آجلاً أم عاجلاً تحت ضغوط العلاقات المتنامية بين جوبا والخرطوم والقائمة على دعامة التعاون المشترك لخير البلدين.

الجبهة الثورية (لا جذور لها) فهي ليست سوى قطاع الشمال (بزيّ عسكري مختلف) والقطاع قضيته -على فرض أن لديه قضية- لا تعدو كونها قضية سودانية جنوبية عالقة من بقايا اتفاقية نيفاشا 2005 وبالطبع لن تفعل الثورية شيئاً لصالح حركات دارفور ما لم تفعل لنفسها شيئاً هذا إن استطاعت أن تفعل!

يضاف الى ذلك أن الثورية تمضي الآن فى خط مستقيم ومتواصل من الهزائم العسكرية المتلاحقة وقد كشف الجيش السوداني كل تحركاتها وخططها العسكرية بحيث بات من المستحيل أن تفلت من بين أظافره. من الأفضل للحركات الدارفورية أن تمعن النظر فى مصيرها ومستقبلها عبر التفاوض قبل أن يشملها طوفان الجيش السوداني فى الصيف الوشيك.

سودان سفاري
[/JUSTIFY]