صندوق الزمالة!
الكثير من الحديث يدور حول موضوع التمويل الأصغر والذي هو بالنسبة للمعنيين أمراً مستعصياً لاعتبارات تتعلق بصعوبة الوصول إليه.. والكثيرون يشتكون مُر الشكوى من عدم قدرتهم على إدراك هذه الفرصة الهامة لتغيير أوضاعهم الحقيقية لغطاً همساً وجهراً حول ذهاب بعضه لجهات أو افراد لا يستحقونه، وكثرة الاشتراطات والضمانات التي يعجز «المرتب» عن توافرها للبعض من فئة الدخل المحدود لادراك الاستفادة منه.. ليظل أمر التمويل على مرمى منهم لكنه يستعصى بالبعد عنهم.. والفكرة الغالبة ان التعويل عليه كمخرج لمشكلة التوظيف والعمالة للبعض يحتاج لكثير من الجهود التي ترمي لرفع الوعي بدرجات مختلفة من استحداث الاهتمام والمحاولة والتجريب، ثم تبني فكرة المشروع الصغير كخيار مطروق يحتمل ان يوظف صاحبه آخر أو آخرين وتتوسع الدائرة إلى أن ينجح برنامج التمويل الأصغر في لملمة شراكات ايجابية بين المستهدفين لتكبير الدوائر والتروس.. ومن جملة الدفق في هذا الموضوع انه حتى المحظوظين لا يعرفون ادارة ما تحصلوا عليه من مال! فيذهب الأمر إلى الخسارة والتعرض لضوابط البنوك الصارمة.. وتبقى هناك مساحة شاغرة للنشاطات ما بين البنوك والباحثين عن هذا التمويل الاسعافي تتطلب الجهد والعمل.
ولنا في القروض الميسرة كحال التجربة «البنغلاديشية» مرجعاً ككل تمويلاً، ادارة، نجاحاً تحقيقاً للتسهيلات وإغلاقاً للاستغلال وتوفيراً للفرص.. يعوزنا في السودان في ظل صعوبة الضمانات، وقلتها توفير المؤسسات الائتمانية التي تدخل في اطار المعالجة الكلية للكثير من الصعوبات ومن ثم لنا في «بنك الفقراء» ملاذاً آمناً يمكن من اندياح المشروعات الصغيرة للتراكب مع بعضها البعض في دوائر أكبر تكون هي في ذاتها عنواناً لدولة ناجحة اقتصادية خاصة اذا ما كانت هذه المشروعات الصغيرة ذات صيغة انتاجية اكثر من كونها خدمات استهلاكية.. ولأن البنوك السودانية تتخوف من فشل الاسترداد فأن النسبة المخصصة للتمويل في الولوج لسلسلة التعاطي والتعامل مع الاجراءات المصرفية، والتي هي محل احتياج للمعرفة والتدريب.. ويعول على نشاطات التدريب النوعي والمتخصص والتوصل للتسهيل، والتبسيط فيها إلى أن يستوعب الحرفي، والذي لا يمتلك مهنةً محددةً ،وكل آماله تتعلق بهذا التمويل أو ذاك المشروع الصغير.
ويكثر الكلام عن انه الأفضل والأجدى تجمع المحظوظون في مشروعاتٍ أكبر، لأن ذلك يوفر لهم الحرص والمؤسسية في ادارة المشروع، ومن ثم تتعاظم درجات الاستفادة وتكبر آفاق المشروع أكبر وأكبر.
والانسان السوداني قابل لتطوير الفكرة ان توسعت لديه مساحات الثقة في الآخر.. فنحن عند ذلك موعودون بمشروعات عالية الانتاجية تطور البلاد في ظل بحثها عن البدائل في ندرة الموارد الاقتصادية المسعفة.
٭ آخر الكلام:
صديقتي تعتقد ان فكرة الختة «أفضل فكرة لتمويل كل مره لمشروع فردي» أو كما قال البعض «صندوق الزمالة» ولكن بتحديد هدف كمشروع لهذا الصندوق عند صرفه من قِبَّل كل مشارك.. «ما زال أمر التمويل الأصغر يحتاج ويحتاج للانطلاقة بحق وحقيقة في تحقيق مقاصده».
(مع محبتي للجميع)
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]