الراية اليتيمة .. عام على رحيل ” الطقطاقة “
قبل عام وفي صباح مثل صباح الناس هذا، (طقطق) في البلاد الحزن من جديد؛ غادرت الطقطاقة برايتها وانطوت ورقة أخرى من أوراق الاستقلال.. (العلم) يرافق من توشحته قبل أن يرفع على سارية القصر الجمهوري، لتواري المدينة جثمان (حواء جاه الرسول).
عام يمر على رحيل حواء التي شهدت الميلاد عام (1926) وأمدرمان تبحث عن رايتها الملفوفة على جسد السيدة التي كان لها صوتها ضد الاستعمار مما دفعها لأن تفقد شعر رأسها ذات مظاهرة.. وبنات حواء في التلفزيون ينادين أمهن فيرتد إليهن الصدى بصوته والصوت هو نفسه صوت (صه يا كنار وضع يمينك في يدي).
العاشر من ديسمبر في العام السابق حمل السودانيون (الطقطاقة) إلى مقابر حمد النيل بناء على وصيتها قبل أن يمر الجثمان على بيت الزعيم الازهري.
ذكرى حواء الطقطاقة تبدو وكأنها ذكرى للراية التي تتزامن وأسبوع مقاومة العنف ضد المرأة لتصل لنتيجة خواتيمها أن راية هذه البلاد هي مصنوع امرأة..
ربما لا يتوقعون أن أنامل امرأة كانت وراء رسم رمز البلاد إلا بعد أن يعلموا أن فرحة عارمة انتابت المعلمة السريرة مكي الصوفي عند إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في 19 12/ /1955م، دفعتها للتفكير في تصميم العلم بعد أن نظمت قصيدة بعنوان (يا بلدي العزيز اليوم تم الجلاء) والعلم الذي صممته امرأة ارتدته في يوم عيد البلاد امرأة هي حواء التي لم تكن هناك مظاهرة إلا وكانت تقود رسنها هاتفة فليحيا الوطن، ما يجعل من موتها لحظة للوقوف ولو لوهلة في حضرة الراية التي تم تغيير ألوانها ولكن وفقاً لنص محمد أحمد المحجوب (ليس المهم أن تكون الألوان زاهية لتروق في نظر رجال الفن وأصحاب الذوق المرهف إنما المهم هو أن نقدس هذا العلم وأن نرعاه وندافع عنه مادمنا قد اخترناه شعاراً لأنفسنا وعزتنا وكرامتنا).
في ذكرى الطقطاقة لا عبارة يمكن أن تقال سوى مرور عام على يتم راية الوطن القديم حين غابت ست التوب.
صحيفة اليوم التالي
الزين عثمان
ع.ش