عثمان ميرغني : أبوك .. وزير
هذا ليس مزاحاً حتى لو بدا من مظهره كذلك.. لكني أتحدث بمنتهى الجدية.. وأبسط أمامك حجتي القوية.. أنت تظن وبعض الظن إثم- أن (التعديل الوزاري) يعني بالضرورة (تعديل الحال).. لكني أشك في ذلك.. إذ ليس في يدي أية حادثة ولو إستثنائية مجيدة. ابتدر فيها وزير فكرة أو مشروعاً يخرج عن المعتاد.. ليس عن ضعف حيلة في التفكير أوالخبرة.. حاشا لله فلدينا علماء فطاحلة وخبراء أفذاذ..ولكن لأن الثابت الذي لا يتغير في حياتنا السياسية أن (التفكير ممنوع) خارج المسموح به.. ولهذا فأي تعديل لا يعدل في الحال طالما أن النشاط الذهني لأي جديد قادم إلى الوزارة محبوس في السياسات المرسومة سلفاً.. ومنهج التفكير المنصوص عليه في جدران عقلية الـ(لا) سيستم .. والتي أودت بنا إلى كل هذا الفشل الذريع..
التعديل المطلوب يجب أن يطال (منهج التفكير) الحكومي.. الطريقة التي ندير بها يوميات مشاغلنا السياسية والتنفيذية في الدولة.
مطلوب سياسيات (مفتوحة الذهن).. تخرج عن المألوف في حياتنا السياسية.. فبلادنا تغرق في شبر ماء.. في متناول أيدينا حل لكل المشاكل لكن أم المشاكل أننا نؤمن بحتمية استخراج (رخصة تفكير).. فالمسموح لهم بحرية التفكير العلني هم ليسوا مجرد (فئة) بل (بعض) الفئة..
ستذاع أسماء لأول مرة تطرق سمع المواطن العادي.. وستذهب أسماء ترفع حاجب الدهشة لدى المواطن العادي.. ويستعذب الوسط السياسي الحديث والتحليل في اتجاهات الريح.. وتنتشه جلسات السمر في (بيوت العزاء) وملمات المناسبات الاجتماعية السودانية بهمسات (القيل والقل) في تفسير بقاء هذا وذهاب ذاك.. ثم يمر يوم أو يومين و يقع على رأسنا أول تصريح لأول وزير جديد.. وتفتك بنا الدهشة حينما نكتشف أن القادم الجديد لسان حاله ( جيتنا.. وفيك ملامحنا).. نفس العملة بوجه آخر..
ننظر فنرى أبواب الحريات كما هي.. مطلية بلون الصدأ ومكتوب عليها.. (مغلقة للتحسينات)..
على الأقل أنا بالنسبة لي.. لا تغيير إذا لم يكن أول قرار تصدره الحكومة الجديدة .. إنهاء تعليق صحيفة ( التيار )
صحيفة اليوم التالي
ذكرت هذه الحكاية من قبل ولكنى اعيدها ﻻرتباطها بالموضوع. عقب احد انقﻻبات السودان العسكرية وما اكثرها جاء اﻻطفال في قريتنا وهم يتقافزون ليخبروا عمنا محمد والذي كان يعمل في ضرب الطوب ان الحكومة قد انقلبت فرد عليهم بكل برود( ما تنقلب عاوزين يمنعونا ضرب الطوب ) وكانت الحكومات وقتها ﻻ تمنع الناس ضرب الطوب
كلامك صح مية المية يا استاذ عثمان ميرغني وعفلا التغير في الفكر وبدون قيود لدف المركب لبر الامان وليس التغيير في الشخصيات وماذا يستفيد المواطن المسكين من تغيير الوجوه والحال نفس الحال وربما للاسوا . الله يكون في عون الجميع ويصلح الحال .