رأي ومقالات

جمال علي حسن : سؤال لقطاع الشمال

[JUSTIFY]الحكومة السودانية جددت الأسبوع الماضي علي لسان بروف غندور جاهزيتها واستعدادها لخوض جولة مفاوضات جديدة بشأن قضايا المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق والمفاوضات المعنية طرفها الثاني هو قطاع الشمال الذي ترتدي قياداته كاب الجبهة الثورية أيضاً هذا التصريح يأتي برغم كل تراكمات الأحداث والمواجهات والنشاطات العسكرية للجبهة الثورية باعتبار ان الحكومة لو اعترفت بالقطاع فإنها لا تعترف بالجبهة لكنها استطاعت التمييز وتحييد مشاعرها نوعا ما بإعلانها لهذا التصريح..

الحكومة حسب تصريحاتها متمسكة بأن يكون التفاوض محدداً حول قضايا المنطقتين وقادة قطاع الشمال علي موقفهم القديم بأن يشمل التفاوض كل قضايا السودان.. هذه هي عقبة حمار الشيخ نطاق التفاوض ولا شيء سواه.. بمعني ان الحكومة لو وافقت علي شرط شمول نطاق التفاوض قضايا دارفور والشرق وبقية قضايا السودان فإن السادة قطاع الشمال سيكونون متحدثين باسم كل السودان ومفاوضين باسمنا جميعاً بلا استثناء وبتفويض يمنحه هذا القطاع لنفسه دون إذن ولا تخويل شعبي أو جماهيري من احد في بلد به مليون قضية ومليار مشكلة وعدد غير محدود من الأحزاب التي تنتجها الساحة كل صباح جديد..

ولنسأل عقار والحلو وعرمان سؤالاٍ موضوعياً هل من العدالة أو الديمقراطية التحدث باسم كل أهل السودان بدون تفويض وبتجاوز لكل مكونات الساحة السياسية المعارضة نفسها حين ينحصر الحل باعتقادكم في إطار أطروحاتكم وما ترونه انتم فقط كقطاع شمال أو جبهة ثورية بحيث يكون ما يتم الاتفاق عليه هو الروشتة الدوائية التي سيتبنى عرمان وعقار والحلو مع الحكومة فرضاً ان نتجرعها نحن وتتجرعها كل مكونات الساحة السياسية وجماهيرها مثل الأطفال..!

ليس عدلا ان يكون شرطكم إما التفاوض علي هذا النطاق نطاق السودان أو إبقاء الأمر علي حاله.. ليس عدلا حتي ولو قررت قيادات القطاع تضمين وفدها بممثلين لبعض قوي التحالف فليس هذا المنطق والعدل يا عقار ويا عرمان ويا حلو..

وماذا كان يضير لو اغتنموا فرصة الحلو الذي يتم برعاية الآلية الرفيعة وثامبو امبيكي ليتم التوصل لحلول في قضايا المنطقتين ثم يتركون بقية القضايا لطاولة أخري فيكون موقفهم أكثر نبلا واحتراما بالنسبة لمواطن جبال النوبة والنيل الأزرق الذي يعاني أكثر من غيره بسبب تعليق مصير قضيته بقضايا السودان كله وقضايا مناطق أخري لا تزال مجموعات أخري تتبناها بشكل محدد علي مستوي نطاقها ومستوي الأجندة المطروحة..

لا يضير في شئ لو تم التفاوض حول المنطقتين وبعده واصل المناضلونً الكرام نضالهم للبحث عن طاولات أخري لبقية القضايا مع الآخرين في الساحة والذين ليس بمقدوركم إلغاؤهم..

ثم ان فكرة الإلغاء؛ إلغاء الأخر نفسها فكرة لا تنسجم مع لسان الديمقراطية والإصلاح والتصحيح والثورة والمصطلحات الليبرالية المتداولة..

لماذا قبلتم من قبل بنيفاشا التي كانت محددة بالأساس لحل مشكلة الجنوب وتداعيات جغرافيتها القريبة.. لماذا انخرطتم فيها وتجاوبتم معها وقبلتم مناصبكم ومواقعكم علي أساسها وهي لم تقدم معالجة حاسمة لقضايا التحول الديمقراطي في السودان ولم تضعها شرطاً من الشروط ولم تكن تتضمن معانيها فقد تم إقحامها كتحلية لحل مشكلة الجنوب وحتي قضايا المنطقتين سبب تعقيدها هو البنود الهلامية في اتفاقية الانفصال..( ما حك جلدك مثل ظفرك) .. قضايا السودان اكبر منك وحواء السودان والدة وحواء المعارضة أيضا والدة آخرين غيركم اتركوا لهم معكم مجالا يا عباقرة ويا أبطال ويا مناضلين..! مفاوضات المنطقتين لا منطق في تعطيلها الا النزعة الشمولية المتأصلة في نفوس من يدعون أنهم ديمقراطيون وإنهم ضد شمولية نظام الإنقاذ..!!

صحيفة اليوم التالي
ع.ش[/JUSTIFY]