اليوم موعد إستراحة الجمعة … ولكنها لن تكون ساخرة كما تعودنا كل مرة ، لأنني أصارحكم لا أحب كثيرا جملة ( الناس في شنو والحسانية في شنو ؟ ) لن نتكلم اليوم عن أحمد وسوسن …. مع ما أراه في الشارع وفي القنوات الفضائية فلا أظننا سنظفر قريبا بجمعة للإستراحة ، لأن الفتيل قد إشتعل وستمضي الشعلة حتى النهاية ، لأن هذا الطريق له إتجاه واحد لا عودة منه ، إما النصر .. وإما النصر لأنه ومنذ فجر التاريخ وأي شعب قال ( لا ) إنتصر … من مكاني في المعمل ومن خلال واجهته الزجاجية الكبيرة أرى صالة إستقبال المرضى الكبيرة التي علقوا فيها شاشة تلفزيونية تعرض ثلاثة قنوات لا رابع لها .. السودان وناشيونال جيوقرافكس والجزيرة .. المرضى متسمرون في مقاعدهم وهم يرمقون الأسود القليلة تحوم حول قطيع ضخم من الثيران .. وأنا أصارحكم منذ زمن بعيد ، ولأسباب عديدة قد كففت عن إحترام الأسود … لم تعد في نظري هي تلك الوحوش ذات الهيبة والشجاعة التي يرج زئيرها الغابات رجا .. الثيران كانت كثيرة العدد وقوية القرون ، ولكنها جبانة … والأسود تمتلك الأنياب والمخالب .. وبعض الذكاء .. لذلك تحاصر الثيران وتنفرد بواحد منها وتتكالب عليه .. يفر قطيع الثيران وقد حمد كل واحد منهم الله لأنه لم يكن الضحية ويقفوا ليتفرجوا من بعيد على السادة الأسود وهم يلتهمون وجبتهم ويفرغون منها ويغادرون .. تتقترب الثيران من بقايا زميلها ولكن هيهات .. بعد الأسود دائما تأتي الضباع لتكمل ما بدأه أسيادها ، وبعدهم تأتي الثعالب والنسور الجارحة والقطيع يراقب ، وغدا تعود نفس الدائرة للدوران من جديد … كنت أريد أن أتابع وأري أكثر من التماسيح التي تهاجم الغزلان الغافلة .. والحيتان الضخمة التي تنمو في ظلام المحيط ، ولكن أحدهم غير القناة لنشاهد في الجزيرة والعربية جلسة في البرلمان يعقدها لمناقشة وتقرير رفع الدعم عن الهواء والماء والتفكير .. ثم الشباب وهم يخرجون للشارع ، ثم الشرطة ومن بعدها الأمن … يا أهل ناشيونال جيوقرافكس ، لا تتعبوا أنفسكم وتصوروا تلك الوحوش في الأدغال .. لا تعرضوا حياة مصوريكم للخطر .. تعالوا إلينا لنريكم إن الثيران قد إكتشفت إن قرونها قوية وأنها أضخم من الأسود وأقوى من الضباع … تعالوا إلينا لتروا تماسيح لم تخطر لكم على بال ، و حيتان أضخم مما تصورون