تحقيقات وتقارير

البرلمان .. مسرح تبادل الاتهامات

[JUSTIFY] حظي البرلمان في الأسبوع الماضي بمتابعة إعلامية كثيفة بدت غير مسبوقة، وبات المجلس الوطني مادة طازجة للصحافة وبالقطع الأمر بائن للعيان من خلال أن قبة البرلمان باتت منصة لإطلاق صواريخ الاتهامات، بعض منها غاية في الخطورة، وقد يكون له تداعيات تؤثر على مجريات الأمور منها اتهام رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان محمد الحسن الأمين لعضو المجلس محمد صديق دروسة بوجود صلة بينه والسفارة الأمريكية بالخرطوم، سيما وأن دروسة من المطالبين وبشدة للتطبيع مع الولايات المتحدة، ومع أان محمد الحسن قانوني إلا أنه قال نما إلى علمي من بعض الأعضاء بأن دروسة على صلة بالسفارة، ومعلوم أن دروسة كان قد اتهم محمد الحسن مؤخراً بأن مكتبه المخصص للمحاماة والاستشارات القانونية ذو صلة بشركة اتصالات، وكان ذلك عقب مناقشة البرلمان لملف ضرائب الاتصالات، مما فتح الباب واسعاً على تساؤلات تستفسر حول ما يجري خلف الكواليس عن علاقات النواب بدوائر حكومية وسفارات.. بل أن دروسة نفسه أثار حفيظة وزير الخارجية علي كرتي في شأن العلاقة مع أمريكا، حتى أن كرتي اضطر للتعامل معه بلغة قاسية وقال: «عليك توجيه نصائحك لرئيس الجمهورية حتى لا يوظفني مرة أخري».. وكان دروسة قد حمل كرتي مسؤولية فشل التطبيع مع أمريكا.. وللمفارقة أن دروسة مضى قريباً مما قاله في البرلمان، وقال لي عندما هاتفته أمس- وهو يضحك:- «كرتي دا أخونا وحبيبنا وينفع يكون في الدفاع أو الداخلية وليس الخارجية».. وجدد حديثه الذي قاله في البرلمان إن واشنطن لن تنسى لكرتي منصبه السابق- ويقصد عندما كان منسقاً للدفاع الشعبي قيادة البرلمان ممثلة في رئيسه أحمد إبراهيم الطاهر لم يسلم هو الآخر من الاتهامات، التي صوبتها نحوه العضو سعاد الفاتح كونه يمنح الفرص بغير عدالة.

البعض اعتبر أن البرلمان انصرف عن دوره الرقابي ومتابعة شؤون المواطن، وإخراج قوانين مثلى وملائمة تقود سفينة الحكومة إلى بر الأمان من خلال ضيق صدور نوابه ودخولهم في معارك جانبية بعيدة عن القضايا الرئيسة.

كثيرون ينظرون للبرلمان بعين (عدم) الرضا ويتهمونه بانحيازه للجهاز التنفيذي على حساب قضايا المواطن ويضربون مثالاً- بات متكرراً- في فشله في الزج بوزارة- وإن شئنا الدقة وزير- في سجن الإدانة وبالمقابل عرف وزراء بمواجهتهم لنواب البرلمان بكل شراسة مثل وزير الزراعة والري د. عبد الحليم المتعافي الذي مثل أمام البرلمان في قضية لم يكن هو طرفاً فيها وهي قضية تقاوي زهرة الشمس التي وقعت تفاصيلها قبل قدومه للوزارة، حتي أنه اضطر مرة للتندر من نواب البرلمان بالقول «فيما يبدو أن ذاكرة الأخوان النواب ضعيفة» ولعلها بالفعل من خلال الزج بالوزير في قضية سابقة لتقلده مهامه.. ومن الوزراء أيضاً علي كرتي ودونكم رده العنيف على النائب دروسة ودعوته للتفريق بين رأي القيادة ووجهات نظر الأشخاص.

لكن العضو البرلماني حسب الله صالح دافع عن آداء نواب البرلمان، ودعا في ذات الوقت لتجاوز التصريحات غير المفيدة مقراً في حديثه لـ (آخر لحظة) في وقت سابق بأن عدم إلمام بعض النواب بتفاصيل بعض القضايا بشكل كامل، وقال هذا ليس عيباً، لأن بعض الأمور تحتاج لتوضيح من بعض الوزراء.. ودعا في ذات الوقت إلى تغليب المصلحة العليا وعدم شخصنه المسائل.

آخرون اعتبروا تصريحات النواب وإطلاقهم للاتهامات دون أدلة سواء فيما بينهم أو للحكومة تقلل من هيبة المجلس، وتفقده وقاره وتجعل المسافة شاسعة بينه والجهاز التنفيذي، وأكثر اتساعاً بينه والمواطن وتطابقت رؤية الصحفي المتخصص في شؤون البرلمان ومدير تحرير الزميلة المجهر نجل الدين آدم مع تلك الآراء عندما شدد على ضرورة تعامل النواب بجدية مع القضايا التي توضع منضدة البرلمان.. وأشار إلى ضعف الإلمام ببعض المسائل من جانب النواب، مما يضعف استفساراتهم التي تقابل بسخرية من المسؤولين وبتندر من الصحفيين.

صحيفة آخر لحظة
تقرير : أسامة عبد الماجد
ت.إ[/JUSTIFY]