تحقيقات وتقارير

المسيرية .. ورشة أهل المصلحة كلمة حق أريد بها باطل

[JUSTIFY]مولانا أحمد هارون الوالي السابق لجنوب كردفان كون مجلساً أسماه مجلس الحكماء جمع فيه أعيان الولاية كان هدفه الاستفادة من خبرات هؤلاء الأعيان وإكرامهم خصوصاً مع ظروف الولاية المضطربة لكن الجماعة زادوا الشغلانية موية وركبوا ليهم مكنة أكبر من مكنة المجلس التشريعي وصاروا حكومة داخل الحكومة فقام مولانا بحل الحكماء وفض السامر وانتهى الأمر.

في الأسبوع الماضي عقدت بالخرطوم ورشة لبعض المسيرية تحت شعار «أهل المصلحة» وأهل المصلحة ديل فوق رأسنا لو عرفناهم وعرفنا من يقف وراءهم لكن أخشى ما أخشاه في ظل الاستقطاب الحاد لقضية أبيي أن تكون عبارة أهل المصلحة كلمة حق أريد بها باطل.. وأن يكون الذين رعوها قصدوا ادخارها كرت لي قدام يقاتلوا به في حال بدء محادثات جديدة حول مصير المنطقة، ومن ثم يطير هؤلاء ويقولوا نحن أهل المصلحة ما سقتونا ما شاورتونا وتكثر العوة.. وما.. وما..

وثم من متين الحكومة بتتخطى أهل المصلحة ما أي طيارة غادرت مطار الخرطوم في مسألة متعلقة بأبيي أهل المصلحة المزعومين فيها ولا الحكاية شنو.

أخشى أن يكون أهل المصلحة جسم ضرار يريد أن يسلب الجهة الرسمية «أجوك» المنوط بها الحديث باسم القضية حقها.
والسؤال هل نسق أصحاب الورشة مع «الأجوك» أو المؤتمر الوطني وأخذوا الأذن أم أن قضية أبيي «مطلوقة» ساكت في الخرطوم من حق أي جهة تعمل ليها لافتة وتقرر ما تشاء.

إن مثل هذه الأنشطة تحرج الحكومة الداعم الرئيسي للمسيرية في قضيتهم وإلا لماذا يغيب التمثيل الرسمي عن هذه الورش والملتقيات وبماذا يبرر هؤلاء عدم استجابة نائب الرئيس لدعوتهم بتشريف الورشة.

نخلص لنقول إن من مصلحة المسيرية أن يكونوا على كلمة سواء ومن مصلحة القضية كذلك أن تتوحد حولها الرؤى وتحديداً رؤية أهل المنطقة بحيث تنسجم مع الجهات الرسمية التي تمثلهم كاللجنة الإشرافية المشتركة التي يترأسها السيد الخير الفهيم.

فهناك غياب تنسيق واضح وتباين في الطرح وتباعد في الخطى ما بين الحديث الذي نسمعه من دائرة أبيي بالمؤتمر الوطني التي تغرد في اتجاه وما بين الجهد الذي تبذله أجوك بصفتها الحكومية. ويبدو أن أهل المصلحة ما مستوعبين منو السايق الاتجاه، لأن في هذه القضية هناك عناصر في البعث وفي الشعبي وفي الحركات المسلحة وهؤلاء على خلاف في الرؤى مع الحكومة الممثل الرسمي للقضية فكيف يمكن احتضان هؤلاء تحت لافتة أهل المصلحة أن نصل لقرار في مصلحة القضية.

إن مثل هذه الأنشطة تفرز احتقاناً مجتمعياً ولها إفرازات سياسية تعرقل أي مخرجات تفاوض قادم ما لم يتحقق الانسجام والتنسيق المطلوب ما بين الجهات الرسمية أجوك من جهة ودائرة المؤتمر المعنية بأبيي من جهة أخرى ومن ثم الجهات والأهلية الأخرى التي يفترض أن تمارس نشاطها تحت هذه الواجهات أو بالتنسيق معها، فاليعلم المسيرية أنهم يحفرون في حفرة سيغرقوا فيها إذا لم يصححوا المسار وعلى رأي المثل «حفر ايدكم وغرق ليكم».

صحيفة الإنتباهة
هدية علي
ع.ش[/JUSTIFY]