جعفر عباس

بلا رياضة بلا دوشة (١)

[JUSTIFY]
بلا رياضة بلا دوشة (١)

أعرف أن الرياضة ممتعة لمن يمارسونها ولمن يشاهدون ويتابعون من يمارسها، وأعرف أن الولع بالرياضة لا يعرف الطبقية، فهناك استاذ الجامعة المخضرم المنضبط في كل شيء ولكن إذا كانت هناك منافسة رياضية تهمه، يلغي المحاضرات ويؤجل الامتحانات ليشهد وقائعها، وهناك عامل البناء البسيط الذي يعمل باليومية ولكنه مستعد للتضحية بأجر يوم كامل (يعني الكثير بالنسبة إليه)، ليحضر مباراة في كرة القدم تكلفه أجر أسبوع كامل.. كرة القدم بالتحديد حي حبيبة البلايين من مختلف القارات، ولهذا صارت الصحف تخصص ملحقا كاملا في أعدادها اليومية للأنشطة الرياضية، وكشخص يقرأ ما بين خمس إلى سبع صحف يوميا فإن أول شيء أفعله فور الإمساك بها هو «التخلص» من الملاحق الرياضية.. أعرف أن هناك نقادا وكتابا متخصصين في الرياضة يجد القراء في كتاباتهم متعة إضافية رغم أنها عن أحداث رياضية شهدوا وقائعها، وأعرف بحكم العمل في مجال الصحافة بكل أنواعها أن هناك نقادا رياضيين ذوي ثقافة موسوعية في الرياضة ويكلمونك فتدرك ان الرياضة ليس مجرد حركات بل نشاط إنساني محكوم بقواعد وضوابط.. بس ربنا خلقني هكذا: لم أمارس نشاطا رياضيا في حياتي ولست معجبا بأي ناد لكرة القدم أو كرة الأنف وبالتالي لا معنى لأن أقرأ الملاحق الرياضية

وأكثر ما يضايقني في الكلام حول الرياضة شفاهة او كتابة، الموال السخيف عن الأخلاق الرياضية وكيف ان الرياضة هي سفير سلام بين الشعوب.. اسألوا المصريين والجزائريين!! عن الحرب الكلامية والتشابك بالأيدي والأسلحة البيضاء والحجارة قبل وبعد كل مباراة، وسياسيون وإعلاميون غوغائيون يريدون تحويل التنافس الكروي إلى حرب سياسية ودبلوماسية شاملة، ولو كان البلدان متجاورين لما كان مستبعدا أن يتقاتل جيشاهما! واسألوا أهل هندوراس والسلفادور البلدين اللذين دخلا في حرب بالطائرات والدبابات بسبب «هدف» مختلف على صحته.. في الدول المتقدمة صارت الرياضة تجارة وأندية كرة قدم مثل مانشستر يونايتد وبرشلونة وإيه سي ميلان، مدرجة في البورصات.. مانشستر يونايتد كسب ٤٥٠ مليون دولار خلال عام ٢٠٠٩ ولكنه يعاني من الديون، ولا ينجح فريق او ناد تجاريا ما لم يكسب الكثير من المباريات.. يكسبها بأي طريقة: عرقلوا جناحهم الأيمن بطريقة تجعله يصاب ولا يكمل المباراة، وهذه مهمتك يا كوتوموتو يا روح أمك «ولو طردك الحكم خير وبركة».. ويكون اللاعب كوتوموتو هذا عديم الفائدة ولم يجد النادي من يشتريه و«صابر عليه» إلى ان تنتهي مدة التعاقد معه

وعندنا صارت مباريات كرة القدم «برستيج»، وخاصة في المباريات الخارجية.. دول مسكينة وغلبانة وتعرف أنها عاجزة عن تحقيق أي نجاح في ميدان العلوم والاختراعات والمعرفة بصفة عامة، وتجد العزاء والفرحة في فوز الفرق التي تمثلها في مباريات مع فرق من دول غير مذكورة في الأطلس.. المهم هو الفوز.. تذكروا فضيحة اتحاد كرة قدم في دولة عربية صناعة حكامها الكلام.. استعدادا لمنافسات خارجية، استقدموا فريقا إفريقيا وفاز منتخبهم عليه عن جدارة واتضح ان الفريق الأفريقي مكون من عيال يعملون في مسح الأحذية وغسل السيارات.

غدا بإذن الله أحكي لكم أشياء ستجعل معظمكم يطلق كرة القدم بالثلاثة.

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email][/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. أنا أحب الرياضة و أعني بالرياضة كل ما هو يتعلق بالصحة و النشاط مثل: السباحة و المشي اليومي و ممارسة لعبة التنس وكرة السلة و غيرها من الرياضات المختلفة .. لكن أين الرياضة ؟ في شخص وزنه يتجاوز ال 100 كيلو ويضع التسالي والمعجنات والغازيات والشاي إلخ … أمامه و يتابع مباراة لأحد الأندية التي يشجعها ؟؟ أنا لست ضد التشجيع و الميول لأي فريق !! لكن لنجعل من يومنا وقت مستقطع لممارسة أي رياضة نميل إليها .. تحياتي لك أيها المبدع و شكراً .