أندروميدا في الطريق
الفلك علم قائم على أسس علمية ونظرية متعارف عليها، ولا علاقة له بالتنجيم، أو بالمساخر التي تتم تحت مسمى قراءة الطوالع و«البخت»، في ضوء حركة ومواقع الكواكب والنجوم، ونحن نعرف من الأحاديث النبوية الشريفة بعض علامات الساعة، ورغم أن بعض تلك العلامات موجود في عالمنا المعاصر، مثلا، «تطاول الحفاة العراة في البنيان».. بالمصري: اللي ما كان له قرش بقى له كرش، وبالسوداني: قام من نومه ولقى كومه، أي جمع المال بالـ«كوم» من دون بذل جهد يذكر.. رغم تلك العلامات فإنه ما من أحد غير الله عنده علم الساعة وميقاتها، رغم أنه جلّ وعلا أبان لنا العلامات التي تدل على اقتراب قيام القيامة.
علماء وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية (ناسا) قالوا ان نهاية العالم باتت وشيكة، لأن المجرة المسماة أندروميدا تندفع نحو مجرة درب التبانة وبالتالي نحو كوكب الأرض بسرعة تبلغ نحو ٥٠٠ ألف كيلومتر في الساعة، ولا تستهن عزيزي القارئ بمجرة أندروميدا هذه وتحسب أنها في حال ارتطامها مع كوكب الأرض ستقضم جزءا منه وتترك لنا باقيه كي نعيش فيه، تلك المجرة تتألف من نحو تريليون أي الف بليون نجم، ومع قوة الاندفاع تلك سيجعل الارتطام كوكب الأرض يتبخر (وليس يتفتت)، وكما أوضحت في صدر المقال فإن علم الفلك قائم على معطيات وأسس معظمها دقيق جدا، واحتمال ارتطام مجرة أندروميدا بكوكب الأرض كبير جدا، مما سيؤدي إلى فناء البشر والشجر والبقر والحجر، وبما أن أكثر جهات ستنزعج من هذا الحدث هي شركات التأمين، لأنها عادة تفكر في «الحاضرة» وليس «الآخرة»، فإنني أطمئنها بأن لديها مهلة كافية لتستعد للحدث، برفض إصدار بوليصات تأمين جديدة أو التملص من تلك المبرمة مع زبائنها سلفا، فالارتطام المرتقب سيكون بعد أربعة بلايين (٤٠٠٠٠٠٠٠٠٠ سنة).
طبعا لا علماء ناسا ولا علماء كينشاسا يعرفون ما إذا كانت نهاية الكون الفعلية ستأتي بعد ٤٠ سنة أو ٤٠ دقيقة.. ولا أتحدث فقط عن التسونامي العابر للقارات أو زلازل وبراكين تقلب عاليها سافلها، بل عن احتمالات لا تخطر على بال بشر.. هب أن مسمارا في صومعة القنابل الذرية في صحراء أريزونا الأمريكية خرج عن موضعه، أو أن أحد الكمبيوترات التي تتحكم في حركة تلك القنابل أصيب بفيروس سوري صنعه شبيحة الأسد فانطلقت الصواريخ النووية شرقا وغربا فكان رد الفعل الطبيعي ان تنطلق صواريخ من نفس النوع من إسرائيل وروسيا والصين وغيرها.. حدث كهذا يمكن ان يقضي على ٧٥% من الجنس البشري في ساعات والـ٢٥% الباقية ستموت على «أقساط» خلال سنوات محدودة.
المهم أن القيامة ستقوم فجأة، وجاء في الكتاب الكريم أن من يكنزون الذهب والفضة من دون أن يعطوا أبا الجعافر وأمثاله منها ما يكفي حاجاتهم الأساسية سيتعرضون للشوشوة (الكيّ والشواء) بالذهب والفضة «الحامية».. وجينا راينهارت استرالية ثروتها الكاش ٢٨ مليار دولار ودخلها في الساعة الواحدة مليون و٩٠٠ ألف دولار.. يعني تكسب في اليوم الواحد (احسبها أنت)، واكتشف عيالها الثلاثة أنها تختلس من صندوق عائلي يخصهم ورفعوا عليها قضية… قرأت حكايتها وتمنيت لو أن مجرة أندروميدا توجهت فقط نحو استراليا وفجرتها وطفت إحدى خزائنها ورست على شاطئ النيل بالقرب من منزلنا.. ويا إخوة وأخوات راينهارت، ستموتون حتما تاركين وراءكم بلايينكم وملايينكم، فلماذا لا تفكرون في منحي جزءا منها وأعدكم بأن أنفقها في غضون أسبوع إذا مد الله في أيامي.. أمرّ على الأحياء الفقيرة وأرمي في كل بيت صندوقا به عشرات الآلاف من الدولارات والآيسكريم والآيفونات والكمبيوترات وعطور شانيل وأحذية نايكي وأديداس ليهنأوا بها ولو لسويعات، لأنني – وأقولها والله العظيم صادقا – أجد لذة في العطاء أكثر من تلك التي أجدها في «الأخذ».
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
العطاء يكون أجمل حينما تعطي المحتاجين و المعوزين من أموالك الخاصة ومن تعبك و ثمار جهدك !!؟؟ لا أن تستجدي الناس لكي يعطوك حتى تعطي غيرهم !!؟ فالذي يريد فعلاً أن يعطي و أن يتصدق من حر ماله لا ينتظر وسيط حتى يدفع بل كلما كانت الصدقة بالسر كان الأجر و الثواب أعظم .. وارن بافيت رجل الأعمال الأمريكي المعروف تصدق بنصف أمواله عن طريق مؤسسة صديقه يبل جيتس الخيرية , ولم يقل أنا ملياردير و يجب أن يعلم الناس أني تصدقت بنصف أموالي و ثروتي !!؟؟ خلاصة الكلام .. اللهم ارزقنا خيري الدنيا و الآخرة .. تحياتي لك أيها العبقري و شكراً .
كأنما جعفر يتمثل بقول الشاعر :
يجود علينا الخيرون بمالهم **** ونحن بمال الخيرين نجود
ولكنني يعجبني قول الآخر :
ليس العطاء من الفضول سماحة &&&& حتى تجود وما لديك قليل
سلاااام عبدالله ، وتعليقك جميل