[JUSTIFY]لفرط تكرار الثورية بصفة عامة وحركة العدل والمساواة الدارفورية المتمردة بصفة خاصة لأخطاء الهجوم المغامر علي مناطق حيوية فإن الأمر أصبح فيما يبدو ديدناً لها، تهاجم هنا، فتتلقي ضربة موجعة ، فتهاجم هناك وهي بذات جراحها فتتلقي ضربة اشد، فتنكفئ علي ذاتها وهي تترنح وجراحها نازفه. أخر أخطاء الثورية التي تورطت فيها حركة جبريل إبراهيم كانت في منطقة أبو زبد الي الجنوب الغربي بحوالي 150 كلم من مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان فقد هاجمت حركة جبريل منطقة أبو زبد الأسبوع الماضي وكالعادة عبر سيارات الدفع الرباعي وكانت فيما يبدو تمارس نزهة بغرض الترويح والتشوين واخذ المؤن غير أن سؤ حظها ألقاها في طريق الجيش الحكومي السوداني لتدور معركة أطارت صواب الحركة وكبدتها خسائراً مادية وبشرية هي دون شك فوق احتمالها وتقديراتها إذ يكفي أنها فقدت في المعركة النائب الثاني للقائد العام لجيش الحركة (فضيل محمد رحومة) علاوة علي عدد من السيارات فاق عددها الـ(20) ما بين التدمير والاستيلاء. المؤسف في هذا المشهد الذي ظل يتكرر تباعاً منذ ميلاد الحركة انها وبعد ان تكبدت كل هذه الخسائر القادمة بكل المقاييس بالنسبة لما آل إليه حالها عقب انسلاخ مجموعة(بخيت دبجو) التي ألحقت بالعملية السلمية في الدوحة هربت باتجاهات مختلفة والجيش الحكومي يطاردها في مشهد يعكس بحق ضعف الوازع القتالي لدي قوات الحركة وضعف العقيدة نفسها كأمر حتمي لقوات أم تعد تعرف لماذا تقاتل طالما إن بالإمكان ان تتفاوض وتسالم؟ وبالطبع مكمن الأسف هنا ان قادة الحركة يعبثون أيما عبثت جنودهم المغرر بهم كما يعبثون بأرواح وممتلكات الأبرياء في المناطق التي تهاجمها الحركة ، والأكثر مدعاه للاستغراب ان الحركة التي أعدت نفسها للتمرد والعمل المسلح تفترض دائماً انها يجب ان تعمل (بعيداً عن يد الجيش السوداني الباطشة)!! حركة تحمل السلاح فقط ضد الأبرياء والمدنيين العُزل وليست مستعدة بحال من الأحوال لمقاتلة أي قوة من الجيش السوداني!! وربما ان مفهوماً ان الثورية ألقت بها في أتون هذه النيران لصالح أهداف عقار والحلو وعرمان ، ولكن بالمقابل فإن الحركة لم تسأل نفسها سؤال عما إذا كان هؤلاء الثلاثي الذي يتجول في أوروبا حالياً يسأل الحكومات والمنظمات الغربية الدعم أعطوهم او منعوهم، يهمهم في شئ ان يسقط مئات القتلي في أنحاء كردفان ودارفور لصالح مشروعهم الفاشل، أم لا؟! ولربما أيضاً أرادت حركة جبريل التعبير عن نفسها والتنفيس عن غضبها و( حُرقتها ) جراء وصول قيادة الحركة المنشقة عنهم الي الخرطوم بقيادة القائد دبجو، ففيما يبدو ان مقدار الألم من هذا التطور الكبير ما يزال يحتمل في نفوس قيادة الحركة ولن ينقضي بسهولة!!