فدوى موسى

معارك صغيرة

معارك صغيرة
[JUSTIFY] عندما يضيق الأفق وتحتدم زوايا الرؤية على بؤرة صغيرة بعيدًا عن محور الأصل تكون كمن يهدر سلاحه في غير المعترك أو دون الهدف ،، وهي متلازمة (عينك في الفيل وتطعن في ضله) التي يبدو أنها أصبحت منهجية حياتية سائدة نقابل بها تسيير المواقف اليومية المحرمة فان كانت معركتنا مع إرتفاع الأسعار ،، وجشع التجار ،، وقسوة قلوب القائمين على الأمر بحثنا عن أمر إنصرافي وافتعلنا منه «سبوبة» للت والعجن وجعلنا لهذه السبوبة سناماً نؤكسد من شحومه كلما وصلنا إلى جوف صحراء بإعتبار أننا أصبحنا كالإبل الصحراوية لجفاف حياتنا وبؤسها القاتل ،، والإنصرافيات كثيرة بحيث تمكنا من التفنن في بلوغ بعض مراميها لسهولة الوصول إليها وتوافرها في توافه كثيرة خاصةً وان لنا قدرة على الاهتمام بأشياء الآخرين وتفاصيلهم ،، التي قد لا تعني حياتنا من قريب أو بعيد،، عجبي للذي يترك مهمته الحياتية الأساسية ،، وينصرف عنها إلى مهام أخرى لاتمت إلى (شغلانيته المركزية) لاحظ ذلك ،، ومثل هذه السلوكيات تفصل حياتنا إلى معارك صغيرة نخوضها بلا جدوى ،، ولا فائدة ولا طائل.

إحداهن ظلت تتابع الأخرى في كل صغيرة وكبيرة ،، معتبرةً أنها بذلك تؤدي دورها في الحياة تترصد تحركاتها تصرفاتها ،، وتدخل يدها وخبثها ومكرها،، لعلها بذلك توقف دائرة نشاطها عند نقطةٍ محددة،، جاعلة منها «ايشو» محوري افتقدت هذه الانثى الحقود هدفها !!عندما حسمت الأخرى أمرها ،، وغادرت البلاد في رحلة هجرة دائمة بلا عودة مترقبة فجأة اكتشفت تلك المترصدة أن حياتها خلت من «الموضوع» ولم تدرك أنها كانت ضحية معركة صغيرة جدًا لا تُثري حياتها في شئ إلا التنفيس عن حقد دفين تجاه النجاح والناجحين ،، ولم يجدي الندم مقابل الزمن الذي وظفته لتتبع جارتها التي أرغمتها مثل هذه السلوكيات للظن في علة الحياة ككل في البلد ،، وحدت بها إلى أن تطفش ،، وما درت أن المرصد الذي نصبته لها الأخرى نابعاً من سوء الظن وجد طريقه في التسمع والتنصت والنظر والتجسس والبحث عن العورات والاسقاطات في لذةٍ مرضية بنفسية غير سوية ،،

وليست هذه المرأة وحيدة في مسلكها إنما هي نموذج لأخريات وآخرين يدمنون المعارك الصغيرة ويجيدون فنونها ولا يعرفون أنها معارك خاسرة وإن أدت إلى صرع المستهدف وشل قدرته على النجاح.

آخر الكلام: بالله عليكم أكبروا قليلاً وتساموا فوق هذه ( التوافه) التي إن دلت على شئ إنما تدل على أنكم صغارًا.. صغارًا.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]