رأي ومقالات

رحل مبكراً وترك خلفه الكثير !!

[JUSTIFY]رحل إلى رحاب ربه الأسبوع الماضي (الخميس العاشر من محرم 1435هـ – الرابع عشر من نوفمبر 2013)، المهندس “عبد الوهاب محمد عثمان” – رحمه الله – عن عمر يناهز الستين عاماً، ترك فيها خلفه – إلى جانب حسن الخلق والأداء والمعشر – الكثير الذي يذكر ويظل خالداً في السجل العام والذاكرة الوطنية، مما جعل استقبال جثمانه عصر ذلك اليوم في مطار الخرطوم والصلاة عليه رسمياً ومهنياً وسط حضور كبير من غير المعهود، وقد كان الجثمان في طريقه إلى مسقط رأسه (ألتي) بولاية الجزيرة ليشيع ويقبر هناك، حيث الأسرة والأهل، وليس عارفي فضله وحسن أدائه وحدهم.

الراحل “عبد الوهاب محمد عثمان” ارتبطت سيرته العملية – وهو الذي تخرج في كلية الهندسة جامعة الخرطوم في 1978 – بمؤسسة دانفوديو (الربحية) التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية (الخيرية) والدعوية، ثم اضطر بعد ذلك للانخراط في العمل التنفيذي بولاية الخرطوم ووزارة الطرق والجسور، والصناعة أخيراً.

ونحن نقول إنه اضطر لمغادرة موقعه الذي ما يزال يذكر في مؤسسة دانفوديو الهندسية المعمارية، لا بد أن نذكر هنا أن الدكتور “عبد الحليم المتعافي” وقد عين رئيساً لولاية الخرطوم في عام 2001 تقريباً، كان على رأس أجندته وشروطه وهو يقبل ذلك المنصب أن يأخذ معه المهندس “عبد الوهاب محمد عثمان” وزيراً للتخطيط العمراني والبنى التحتية بولاية الخرطوم، فقد كانت لـ”المتعافي” رؤيته في ما يجب عمله، وعلى رأسه بطبيعة الحال ما ذكرنا.

ولا بد أن من يعد بالذاكرة إلى الوراء أو إلى حقبة الدكتور “المتعافي” في الولاية، سيجد أن رؤيته لاستصحاب الراحل “عبد الوهاب محمد عثمان” كانت في محلها.. ذلك أنها ظلت من أبرز ما يشار إليه من إنجاز في تلك الحقبة التي واصل المهندس “عبد الوهاب” مشواره فيها بعد ذهاب “المتعافي” إلى موقع تنفيذي آخر. فهناك الكثير مما يذكر في مجال التخطيط العمراني والبنى التحتية مما تركه الرجل وهو يلقى به في موقع آخر هو وزارة الطرق والجسور ثم وزارة الصناعة.. وما أدراك ما وزارة الصناعة.

في التخطيط العمراني كما قال لي بعض أهل الاختصاص، فإن الراحل “عبد الوهاب” قد أسس صندوق الإسكان والتعمير الذي بدأ انطلاقته خارج حزام القطاع العام المألوف والمعروف، فكانت النهضة في مشاريع الإسكان والخدمات المصاحبة التي حلّت الكثير من المشكلات في ذلك المجال، ومنها الإسكان الشعبي والاقتصادي، وتلك حسنة تذكر بالمزيد من الشكر والعرفان.
وما يتعين ذكره هنا أيضاً – وقد ترك الراحل “عبد الوهاب محمد عثمان” خلفه ما يذكر – هو برنامج الطرق والكباري الذي تُرجم في حملة منجزات ترى بالعين وتلمس باليد، وأشهرها كوبري الإنقاذ وكوبري المنشية والدباسين الذي لم يكتمل بعد، وكوبري الحلفاية والمك نمر.. وهناك إلى جانب ذلك الكباري الطائرة والأنفاق، وغيرها من خطط ومشروعات وبرامج سبقه إليها البعض ومشى عليها البعض الآخر.

أما الطرق، وهي كثيرة، فقد كان قبل رحيله إلى وزارة الصناعة الاتحادية وقبلها، وزيراً قومياً للطرق والكباري، وهنا أيضاً له إنجازه المشهور والمعروف، حيث عمل على ربط الولايات بحزمة من الطرق القومية والجسور، فالرجل رجل عمل وتخطيط وتنفيذ.
وقد شهد له بذلك أيضاً عمله وزيراً للصناعة، حيث احتفى أكثر بصناعة السكر وغيرها من الصناعات، ليتحقق حلم الاكتفاء الذاتي والتصدير ما أمكن وتيسر، إذ إلى جانب الإنتاج الكبير في مجال السكر دخل منتج الايثانول في ذلك المجال ليصبح جاذباً للعالم الخارجي، شأنه شأن إنتاج الصمغ العربي.

إن ما يذكر في غياب الأخ الراحل “عبد الوهاب محمد عثمان” – رحمه الله – كثير، ولكن من أشهر ما يجدر بالذكر وقد رحل هو استقالته المشهورة التي تقدم بها بعد حادث سكر النيل الأبيض الذي لم يعمل لأسباب فنية يوم حدد له أن يفتتح. غير أن الاستقالة لم تقبل، ولكنها ظلت بادرة فريدة.

ألا رحم الله المهندس “عبد الوهاب محمد عثمان” وأحسن إليه وأحسن عزاء أسرتيه الكبيرة والصغيرة فيه، فقد كان نعم المواطن والمهني المنجز.. تقبل الله منه.

صحيفة المجهر السياسي
موسى يعقوب
ع.ش[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. رحمة الله عليه و على جميع أموات المسلمين .
    لكن نسأل سؤال برى, – ماهى المؤهلات التى كان يحملها هذا الراحل والتى جعلت منه وزيرا للتعمير و وزير للصناعة ?? – خريج هندسة جامعة الخرطوم مثل الاف الخريجين و لم يتلقى اى دراسات هندسية عليا و لم يغادر السودان للتدريب او دراسات فى الخارج و خبرته العملية لم تتعدى شركة دان فوديو – لكن البركة فى الانقاذ التى تعز من تشاء و تزل من تشاء .

  2. [SIZE=6]ناس الانقاذ يتكلمون عن موتاهم كأنما هم من الصحابة.
    ليت الكاتب تطرق لملكية الراحل لمشــروع قرطبة للدواجن(المشــروع الذى كلف مليارات الجنيهات), هذا المشروع يقع مباشــرة بعد قرية التى(قرية المرحوم) فى اتجاه مدنى, أقول ليته تطرق لذلك المشـــروع و كيفية حصوله عليه و من هم ملاك الأرض الحقيقيون من الذين وقع عليهم الظلم وهم من “الغبش” الذين لا يملكون قوت يومهم و كل ما يملكونه من حطام هذه الدنيا هى فقط أراضيهم.

    ان اغفل أهل الدنيا هذه الظلامات فإن الله موجود وهو كفيل بمحاسبة الظالمين و انصاف المظلومين ,هذه الحياة و ان طالت فهى الى زواليجب أن “لا يغتر بطيب العيش انســان” .[/SIZE]