عروسان وشقتان ببلاش «تقريبا»
أعلن مرة أخرى أن قلبي على الشباب، وبالتالي لا أحس بالحرج عندما أقوم بدور الخاطبة، وأدلهم على شريك الحياة «اللقطة الفلتة»، ثم إنني خاطبة «على مستوى» وأرشح دائما عرسان وعرائس من ذوات المال والجمال والدلال، ذلك أنني أدرك ان العقبة الكأداء أمام جيل الشباب المتطلع إلى الزواج هي المال، أو بالأحرى عدم توافر المال، فهناك من يقرر وعمره ٢٢ سنة وهو في السنة النهائية في الجامعة أن يتزوج بعد التخرج بسنتين او ثلاث، يكون خلالها قد جمع مالا يغطي نفقات الزواج، ولكن وبعد ست سنوات من التخرج يكون حاله قد ساء أكثر إما لعدم حصوله على عمل، أو لتوقف الوالدين عن منحه حتى المصروفات البسيطة التي كان يتقاضاها كطالب، وحتى لو حصل بعد كل تلك المدة على وظيفة معقولة فإنه يصبح غير صالح للزواج لأن سنوات البطالة تصيبه بالقلق والاكتئاب والوسواس القهري، فلا تطيق فتاة تحمل مجرد وجوده قربها.
أمامي الآن قصاصة بلا تاريخ من صحيفة الدستور المصرية وهي عبارة عن نص إعلان يحمل البشائر للمتطلعين إلى الزواج، والجهة صاحبة الإعلان تقول إنها متخصصة في «اختيار شريك الحياة والتسويق العقاري».. ما الصلة بين الزواج وتأجير المساكن وبيعها؟ لا أملك صلاحية الإجابة عن هذا السؤال فأنا مجرد «سمسار خير»، وأقسم بالله أنه لا علاقة لي بالمكتب الذي يمارس السمسرة في الزواج والعقارات. الإعلان يقول: نحن نساعدك على اختيار شريك حياتك مهما كانت مواصفاتك وإمكاناتك، ونوفر لك المسكن والمأذون بأقل التكاليف!! فهمت يا «أبو مخ تخين»؟ يعني صاحب المكتب فاعل خير ويوفر لك الزوجة ومعها المسكن وبسعر الكلفة!! «عايز إيه تاني»؟ هذا أقصى ما يمكن ان يقدمه مكتب لتسهيل الزواج ولكن لو انتظرت كم سنة، فمن المرجح ان تظهر عندنا مكاتب تعلن استعدادها لتوفير الزوجة والمسكن بمبلغ رمزي وبيبي فوق البيعة!
خلونا في المهم: أهم جزء في الإعلان يقول إن المكتب لديه آنسات ومطلقات وأرامل «بالكوم».. وما الجديد في الأمر فكل حي وحارة وشارع به كتائب من الآنسات والمطلقات والأرامل؟ لا يا حبيبي، هناك فرق، فالآنسات والمطلقات والأرامل الوارد ذكرهن في الإعلان لديهن شقق سكنية ملك حر.. وما هو أجمل من كل ذلك أنهن – وعلى ذمة من نشروا الإعلان – لا يمانعن في الارتباط بشخص متزوج سلفا.. وكي لا تظنوا بي الظنون (طالما الرجال السكند هاند مرغوب فيهم أيضا) فإنني سأعطي المعلومات كاملة عن هذا المكتب الخيري حتى يتعامل معه من يرغب: القاهرة – ميدان الساعة – أمام مدرسة عمر مكرم وجوار مسجد المنان.. خلاص أرم الجريدة وتوجه إلى المطار.. هل تريد المزيد من الحوافز؟ إذا حصلت على عروس لديها شقة فستدخل في سحب قد تحصل فيه على عروس أخرى ذات شقة أكبر مساحة!! ياما انت كريم يا رب. صبرت ونلت أيها الشاب التعبان الغلبان، فبدلا من ان تشتري عبوة شامبو ومعها صابونة فوق البيعة، تتزوج بعروس وتكسب فوقها عروسا أخرى، وتصبح شهريار تتنقل من شقة إلى أخرى وتعيش «تنبل» متفرغا للحياة الزوجية.. استعجلوا قبل أن يغير الاسلاميون الذين يمثلون الأغلبية في البرلمان المصري القوانين ويغلقوا المكتب.
صحيفة الدستور أرسلت احد محرريها إلى المكتب لـ«يتزوج» فطلبوا منه ملء استمارة بعد دفع ١٠٠ جنيه، ودفع المبلغ المطلوب فطلبوا منه الف جنيه رسوم «استشارية»!! يا بلاش.. فإذا كنت تحلم بعروس توفر لك السكن والأثاث فـ ١١٠٠ ليس خسارة فيها بل خسارة فيك أنت لأن «الرجل الحقيقي» لا يقبل بمثل هذا الترتيب حتى وإن كان غير مريب!
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]