سياسية

إستفتاء أبيي الأحادي ورقة ضغط ضد من ولماذا ؟

[JUSTIFY]حتي الآن فإن أقصي ما أمكن لدينكا نوك تحقيقه من وراء عقدهم لاستفتاء أحادي في أكتوبر الماضي هو أنهم فقط أحصوا عددهم!!. ذلك أن الاتحاد الإفريقي لم يعترف بالاستفتاء.

مجلس الأمن الدولي لم يعد حماساً وترحيباً به وبنتيجته!.
دولة جنوب السودان قابلته بفتور واضح رغم ما قد تختفي وراء العملية وحدها الأيام سوف تكشف عنه في حينه!.
السودان من جانبه بطبيعة الحال لم يعترف به، بل أن قبائل المسيرية وبقية القبائل الأخرى في المنطقة أحجموا عن أجراء إستفتاء مضاد لتحاشي نشوب نزاع يجعل القضية برمتها ذات طابع دولي معقد.

ومع أن دينكا نوك وفي مظهر تظاهري حاولوا عبره الاعتداء علي وفد الاتحاد الأفريقي الذي زار المنطقة مؤخراً، في موقف وجد استهجاناً إضافياً من كافة الأطراف الإقليمية والدولية، إلاّ أن الأمر لم يتجاوز رغم مرور أكثر من أسبوعين علي الاستفتاء مجرد نتيجة إحصائية، حصر دينكا نوك بموجبها عددهم وأصبح من المستحيل عليهم لاحقاً وحين أجراء الاستفتاء الحقيقي زيادة العدد فقد أصبح الأمر مكشوفاً ولا مجال للمغالطة اللاحقة بشأنه.

غير أن ذلك لا ينفي من وجهة نظر سياسية أن تكون قيادات دينكا نوك في الحركة الشعبية الحاكمة في دولة الجنوب قد قصدت الضغط علي حكومة دولة الجنوب ضغطاً لا فكاك منه، وهو ضغط في نظرنا لن يقد م ولن يؤخر أذا علمنا أن ملف النزاع سيتم وضعه أمام رئيسي الدولتين في أقرب قمة يتقرر عقدها بين الرئيسين كير والبشير.

ولا شك أن الملف حين يوضع أمام طاولة الرئيسين لن يكون ملفاً مجرداً، لا تحيط به قضايا وملفات أخري تجبر جوبا جبراً علي البحث عن حل وسط.

بمعني أدق فإن دولة الجنوب أظهرت في الفترة الماضية اعتمادها الشديد علي عنصر النفط وصعوبة المساس به أو إيقاف ضخة ومن الصعب أن تتم مناقشة ملف أبيي بمعزل عن هذا العنصر الحيوي الذي لن يغيب عن بال الطرفين ولو للحظة.

وعلي ذلك فإن قضية أبيي في الواقع ومن خلال عملية الاستفتاء التي أجراها دينكا نوك هي عنصر ضغط سياسي باتجاه جوبا بأكثر مما هو عنصر ضغط واقع بكامله علي السودان، إذ من المؤكد أن دينق ألور وبقية رفاقه الذين طالتهم جراح سيف الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت في لإجراءات الأخيرة التي أقصي بموجبها هؤلاء قرروا وضع الرئيس كير في زاوية ضيقة لكي يجبروه جبراً علي (الإصغاء إليهم) ولهذا فإن أبيي حتي الآن- بهذا الإجراء ما تزال قضية سياسية داخلية، وورقه ضغط يحاول ألور رفاقه استخدامها ضد الحكومة الجنوبية.

ومن الطبيعي أن الرئيس الجنوبي مدرك لهذه الحقيقة ومع ذلك فمن المستحيل أن يستجيب تماماً لهذا الضغط الداخلي أذا كان يتعين عليه أن ينظر الي قضايا بلاده الخلافية مع السودان نظرة شاملة وعميقة يعطي ويأخذ فيها كأمر ضروري في الممارسة السياسية والعلاقات الدولية!!.

سودان سفاري
ع.ش[/JUSTIFY]