نور الدين مدني
سئمنا المطاولات العقيمة
*لذلك نرحب مجددا باعلان استئناف المفاوضات بين وفدي بلدينا بعد غد الثلاثاء في اديس اببا لوضع حد للعمليات العسكرية وتسوية الخلافات حول القضايا العالقة بينها الملف الامني ورسوم عبور النفط من الجنوب عبر الشمال والمناطق الحدودية المتنازع عليها.
*مرة اخرى نحمد للاسرة الدولية والمحيط الاقليمي والاتحاد الافريقي الذي تبنى امر الوساطة بين حكومتي دولتي السودان بقيادة الحكيم ثابو امبيكي الذي اجرى اتصالات ناجحة مع الرئيسين البشير وسلفاكير توجها باعلانه قبولهما اسئناف المفاوضات بين وفديهما والتي ستتناول حسب تصريحات امبيكي كل مكونات القرارات التي اصدرها مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي.
*لم نكن في بلدي السودان في حاجة الى هذه القرارات الدولية والاقليمية لكن للاسف تفاقم الموقف نتيجة عدم اتفاق قادة البلدين على الحلول الممكنة التي تجنب مواطنيهم ويلات الحروب والنزاعات وما زلنا نرى ان الفرصة مواتية للاتفاق وعدم اضاعة الوقت في مكايدات ومطاولات تضر المواطنين وتهدد السلام الغالي الذي انجزعام 2005 بل وسلام المنطقة باسرها.
*لم يعد هناك وقت للتخندق خلف مواقف مسبقة تعرقل الوصول للاتفاق المطلوبولايمكن الفصل بين الملف الامني وبين مجمل القضايا الخلافية الاخرى وانه لابد من التعاون الايجابي بين قادة البلدين لتامين السلام بينهما واستكماله في البلدين بما يطفئ بؤر النزاعات ويحقق الاستقرار في كل منهما.
*هذا لايقلل من اهمية الاتفاق على سعر مناسب لرسوم عبور النفط من الجنوب عبر الشمال وهناك مبادرات سودانية مطروحة نامل ان تجد القبول من وفدي البلدين لسد هذه الثغرة التي تهدد نجاح المفاوضات وتكلف المواطنين في البلدين المزيد ن الويلات الاقتصادية والاجتماعية والامنية اما ملف المناطق الحدودية المتنازع عليها فامره مقدور عليه لان هناك ثوابت جغرافية وتاريخية موثقة وحدود معلومة يجب الالتزام بها بعيدا عن المزايدات السياسية والمناكفات التي لا يمكن ان تغير او تبدل الواقع الماثل .
*الوقت يسرقنا ونحن نتطلع بترقب وامل كي يرتفع صوت العقل بين وفدي البلدين ليتجاوزا بسلام الخلافات المصطنعة بينهما ولتكن هذه الجولة حاسمة فقد سئمنا المطاولات العقيمة كما سئمنا الحرب المكلفة بلا طائل.
كلام الناس – السوداني