رأي ومقالات

جمال علي : ” للمصفقاتية ” .. خلف الجبهة الثورية !!

[JUSTIFY]الضعف الحقيقي هو عدم القدرة علي تمييز واختيار الموقف السليم ، ونقول أن تيارات الساخطين علي حكم الإسلاميين في السودان فقدت مجموعات منها المنطق ، منطق المعارضة السياسية المعروفة ومنطق قيادة الثورات الشعبية وتغيير النظام عبر القرار الشعبي الجماهيري والوطني الخالص ..

لم يبحث هؤلاء بل لا يرهقون أنفسهم ويكلفونها عناء البحث عن الخلل البائن عندهم تنظيمياً وسياسياً وضعف أدواتهم النضالية نفسها لم يسع أي واحد منهم لمعرفة حقيقة تقول له أن عدم قدرتك علي انجاز مهمة الثورة لا تبرر لك خيارات الحريق الشامل .. تماماً مثل حالة السلطة حين تتمدد الحالة الجماهيرية الثائرة حولها في كل مكان فإن ذلك لا يبرر لها الحريق الشامل ..
الخلاص بحرق البلد لا نقبله لا من السلطة للمحافظة علي الحكم ولا من المعارضة للوصول إلي الحكم عبر عصابات ابتزازية مسلحة ..

واستعجب جداً من الفرحة التي لا تسعهم وهم ينقلون أخبار محاولات اقتحام قوات الجبهة الثورية للمدن ..
إنها فرحة غامرة وتصفيق شديد في التعليقات عن الخبر علي المواقع الالكترونية ..

حالة تجعلك تأسي علي النخب الوطنية حين تري مجموعات من المثقفين الذين نعرفهم بل كنا نعتقد في مبدئيتهم ونحترم نضالهم ومعارضتهم .. سقط هؤلاء حين صفقوا بأيد مرتبكة واكف متعرقة لمحاولات اجتياح المسلحين العنصريين للمدن ..
وهؤلاء أنفسهم حين يدخلون قاعات التشخيص السياسي والتنظير وأستديوهات البث وندوات الحديث عن دلائل تفريط الحكومة في الأمن يأتي هؤلاء أنفسهم ويقولون لك أن الحكومة لم تعد قادرة علي حماية المواطنين ودليلهم علي ذلك هو اقتحام الجبهة الثورية للمدن هنا وهناك ..!!!

بمعني انك تقف خلف أصحاب البنادق وتطلق صيحات التشجيع لهم من جانب وحين ترتدي ربطة عنق المثقفين والمعارضين وتجمع وتحشد مبررات حتمية زوال النظام تضع مسألة وصول هؤلاء المسلحين للمدن كدليل علي عدم قدرة السلطة علي حماية الشعب ..

أنت كاذب تريد أن تستثمر في دماء المواطنين وطمأنينتهم ثم تمنح نفسك بطاقة مناضل .. لست مناضلاً وثائراً وناشطاً كما تصف نفسك لو كنت تفعل ذلك .. إنني استوعب موقف عقار والحلو علي أنهما يتحدثان بالأساس بلغة جهوية يقتنعان بها وهذا موقفهما .. ولكنني لا استوعب بوستات الفيسبوك التي لا يفهم أصحابها ما هو موقفهم الآن وكيف كان موقفهم السابق ( وماذا يكون حبيبتي ماذا يكون .. ) موقفهم غداً ..

هذه أصوات تائهة وضائعة تستشفق القلوب معها أكثر من كونها تثير الزعل والغضب عليها لو كانوا جهلاء بما يصنعون ..
سادتي اصنعوا ثورة حقيقية أصالة عن مبادئكم وعن مستقبل الوطن ولا تعيروا أصواتكم للريح .. وتغبروا عقولكم بأتربة الغبينة السياسية من الكيزان لدرجة فقدان التحكم في الموقف والقرار في معركة ( انتو ما عارفين ليها جيهة ) .. !!

صحيفة اليوم التالي
جمال علي حسن
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. وما هي خياراتك لانقاذ البلد من الحريق الشامل ..هل هو القاء السلاح من جانب الثوار ومشاركة الفشل والاستبداد الذي عم البلاد..لقد رايت اذا كنت تريد ان تري كيف تعامت مع الثوار السلميين…