سياسية

نص خطاب السيد رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطنى أمام الجلسة الإفتتاحية لدورة الإنعقاد الثامنة لمجلس شورى الوطنى

[JUSTIFY]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على عظيم آلائه ، ووافر نعمآئه ، والصلاة والسلام على خاتم رسله وانبيائه وصحبه الكرام ،،
الاخ الكريم رئيس المجلس ..
الاخوة والاخوات الاعضاء الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
يتجدد اليوم لقاؤنا بتوفيق الله ومشيئته ، لنستعرض معاَ جوانب مسيرة البناء التي يسعى فيها المؤتمر الوطني ، ترسيخاً للدعائم ،وتثبيتاً للقواعد والاركان ، وإنطلاقاً نحو آفاق رحبة متجددة .
ينعقد هذا المجلس في وقت مهم ، ونحن على مشارف العام 2014م الذي يشهد تكثيف حملة البناء القاعدي ومبتغانا من خلال هذا الإنعقاد أن ننظر ونقدر كيف ننظم أوضاعنا في المؤتمر الوطني من حيث بنيته الهيكلية التنظيمية والمؤسسية ، تمهيداً لقيام المؤتمر العام في نهاية العام 2014م ، ضمن رؤية مستقبلية واعية ، قائمة على تبادل الرأي والمشورة ، وداعية لنشر روح الشورى في نسيج المجتمع وترسيخ قيمها لتكون ثقافة اساسية تقوم عليها اركان النظام السياسي والعمل العام .
وقد صار لدينا بحمد الله ـــ رصيد كبير ، تنامى وتراكم على مدى المرحلة السابقة آملين ان يتناقله الناس جيلاً الى جيل .إنّ الشورى طبع في مجتمعنا السوداني وسمة سائدة فيه ، لذا إتخذنا منها المنهج الذي نُقّوم به البنيان ، تطلعاً الى مزيد من الاسهام والمشاركة في صنع القرارات التي تخدم المصلحة العليا للوطن والمواطنيين .
تأكيداً لذلك فإننا نعمل على توسيع أطر المشاركة وتعميق الممارسة الشورية حتى ننتهي إلي معادلة مرضية تحفظ للفرد حقوقه في المشاركة والمبادرة ونغذي ونربي روح الولاء والإلتزام وبالجماعة ووحدة الصف
الاخوة والاخوات الكرام .
إنَّ بناءنا التنظيمي قائم على ، مرجعيه حاكمة ، من حيث الاجراءات يحكمها نظام اساسي ولوائح وما يطرأ من تعديلات .
وعلى صعيد السياسات والمضمون، فاننا نبسط رؤية الحزب ونطرح تجربته كتاباَ مفتوحاً للجميع، انجازات شتى تحققت ،ومعالم واضحة رسخت أنجزناها وعداً وإنفاذاً لبرنامجنا الإنتخابي الذي حصلنا به على التفويض في الإنتخابات الماضية ، ونود أن نبتدر بدءاً من إجتماعكم هذا ، جهداً مؤسسياً لتقويم كتاب الوعد والإنجاز بمعايير الموضوعية ، فما وجدناه خيراً نحمد الله عليه ، وما وجدناه غير ذلك ، ننظر في مواضع الخلل نراجعها حتى يأتي خطابنا الإنتخابي المقبل أكثر تطوراً وتجديداً ونتخذ من الآليات والوسائل ما يحقق تقدماً وجودةً في الآداء ، و نقرر أنه حريٌّ بنا ألا نبخس أنفسنا حقها إن أصبنا ونجحنا ، وألا نفقد ثقتنا في أنفسنا إن وقع خلل أو إخفاق ، فنحن قد انجزنا بلا شك ،لا يماري في ذلك مماري . رغم عِظَم الإبتلاءات والتحديات،إننا نفسح الصدر واسعاً لتلقي الإنتقادات والملاحظات من عضوية الحزب ، مادامت تنبعث من نوايا حسنة وخالصة ، من أجل النصيحة وإحسان العمل . وطالما التزمت الوسائل المؤسسية ، فلا إصلاح ولافلاح لمن يسعى لبلبة الصف ، وتوهين وحدته ،وإجتماع كلمته وخاصة فى أوقات الشدة والإمتحان .
أما فيما هو مشترك بيننا وبين المواطن الذي ليس من عضويتنا والذي يتأثر بالنتائج نجاحاً أو فشلاً لما نطرحه من سياسات وقرارات على صعيد الدولة فإن له ذات الحق في أن يبدي النقد ويسدي النصيحة ، وبمثلما يدفعنا هذا الفهم الواسع لتقوية علاقاتنا السياسية مع الأحزاب والكيانات ، وإدارة الحوار السياسي معها ، فإنه يدعونا إلي السعي لإستحداث الآليات والوسائل للتواصل مع المواطنين أفراداً ،خاصة أن هناك مجموعات كبيرة من الأجيال الجديدة لا تستوعبها مواعين الكيانات السياسية القائمة ، وهذه دعوة لكم إخوتي وأخواتي أن تنظروا فيها ملياً حتى نرتقي بدورنا الفاعل والرائد لمجتمعنا ونوسع من قدرتنا على الإحاطة بجميع شرائحه ومكوناته.

الأخوة والأخوات الكرام
إنّ سعينا نحو التجويد والتجديد دأبٌ مستمر ، وقد جاءت حيثيات قراركم في مطلع هذا العام بتأجيل إنعقاد المؤتمر العام مُؤكدهً لذلك ومُوجهةً به ، وبموجبها شكَّل المكتب القيادي لجنة للنظر في أمر تطوير نظم ولوائح الحزب ، ومراجعة السياسات للحزب والحكومة ، والتوصية بالمعالجات والإجراءات اللازمة للإصلاح و التطوير ، وستطرح اللجنة ، تقريرها الأولي أمامكم ، وستواصل عملها ، على ضوء ملاحظاتكم وقراراتكم ،حتى نَرقَى بتجربة المؤتمر الوطني ونُظمه في إطار المؤسسية بحيث تكون عضوية المؤتمر عضوية فاعلة في داخله ومؤثرة وقائدة للمجتمع .
إنّ عزمنا أن تكون نهايات هذه الدورة جسراً واصلاً للإنتقال إلي مرحلة جديدة في بناء الحزب ، وتجديد دوره السياسي والإجتماعي ، ولتحقيق ذلك ، أوكد لكم ما أعلنته مراراً منذ بداية هذه الدورة ، من سعينا المستمر للدفع بقيادات جديدة على كل المستويات ، بما يحقق مبدأ التداول للمواقع ، ويوسع فرص المشاركة ويوفر معادلة التواصل بين الأجيال ، وإنتقال الخبرات والتجارب ، وفي هذا السياق ، فإننا سنقوم بإجراء تغييرات تشمل الأصعدة التنفيذيةوالتشريعية والسياسية ، مركزياً وولائياً، وندعو الله أن يوفقنا لإختيار مجموعات من ذوي القوة والكفاءة والأمانة ، يعملون بروح الفريق ، ويحترمون المؤسسية .
الأخوة والأخوات الكرام
إنَّ أولى القضايا التي نوليها إهتمامنا على صعيد الحكومة ، هي السلام ، وتعزيز الأمن ، وبسط هيبة الدولة وسيادة القانون ،إنَّ الإجراءات الأمنية والعسكرية التي إتخذناها مؤخراً ، تهدف إلى تأكيد قدرة الدولة على القيام بواجبها تجاه حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم العامة والخاصة ، وهي رسالة واضحة وقوية ، إلى كل من تحدثه نفسه في الداخل ، أو من يحمل سلاحاً ضد الدولة من الخارج ، للتعدي على الوطن ، وترويع الآمنين في أرواحهم وأعراضهم ، أو من يسعى لفرض أجندته على الدولة بالقوة ، نؤكد لهم ، أن الطريق إلي تحقيق القناعات ، يمر فقط عبر بوابة الحوار والتفاوض السلمي . وقد طرحنا نداءاًوطنياً مخلصاً للجميع في الداخل والخارج ، أن نفئ إلى كلمة سواء لنبذ العنف والقتال ، والوصول إلى موثق سياسي لكفالة الحقوق والحريات والعدالة ، و التداول السلمي للسلطة ، كما نركز ، على أهمية معالجة الصراعات القبلية، والنزاعات الأهلية ، التي باتت تهدد وحدة الكيان الإجتماعي ، وتقطع أواصر الرحم والقربى بين الأهل والعشيرة ، وطرحنا في ذلك أفكاراً وآليات ، نأمل أن تتناولها مؤسساستنا التنظيمية بالتفصيل ، وأن نبتدر فيها حوارا ً مجتمعياً ينتهي بنا إلى الغاية المرجوة في الإستقرار والسلام ، وهنا نجدد ترحيبنا بالإخوة بحركة العدل والمساواة السودانية بقيادةالأخ / بخيت عبدالكريم عبدالله دَبَجو ، الذين إلتزموا جانب السلام ، وعادوا إلي الوطن للمشاركة لبنائه ، سلماً وتعاوناً ، لقد آن لأهلنا في ربوع دارفور ، وجنوب كردفان ، والنيل الأزرق ، أن تنتهي صور المعاناة التي يلقونها ، نزوحاً وتشرداً ، بسبب إصرار بعض أبنائهم على مواصلة الحرب ، وإنني لأدعو عضوية المؤتمر الوطني ، وبخاصة أبناء تلك المناطق ، أن يضاعفوا الجَهد ، من أجل السلام والأمن الشامل ، وأحي هنا ، المبادرات الأهلية التي تُجري وأدعو إلي مزيد منها .
الإخوة والأخوات الكرام
لقد تابع الجميع بكل اهتمام الإجراءات الاقتصادية التي اتخذناها وفقاً للسياسات التي أجزتموها في دورتكم السابقة لمعالجة الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد وبحمد الله فقد بدأت تلك الإجراءات تؤتي بعض ثمارها والتي نرجو ونعمل أن تستكمل في إطار معالجات أشمل في المرحلة المقبلة وسيقدم لكم تقرير مفصل من الإخوة المختصين ونتطلع إلي توصياتكم ومقترحاتكم في هذا الشأن . ونشير إلي أننا قد دعونا قطاعات الرأي العام من الخبراء والمهتمين والأحزاب للمشاركة في تداول إقتصادي وطني واسع يعقد الأسبوع القادم بإذن الله ونتطلع أن يتناول مجلس الشورى القضايا الاقتصادية بما يعين الدولة في سعيها لتنفيذ سياستها وتحويل المشروعات إلى واقع ، وأدعو مجلسكم أن يقود حملة نفير لعضوية المؤتمر الوطني في سائر قطاعات الإنتاج للإرتقاء بالإنتاج والإنتاجية ، بحسبانهما التحدي الذي لا يعلو عليه تحديٌ آخر ، وللمحافظة على كرامتنا السياسية واستقلال قرارنا ، لابد من تأمين الغذاء وتوفير الموارد التي تحقق الاستقرار الاقتصادي بما يسهم في تحسين معاش الناس وتوفير مطلوبات الحياة من مسكن وصحة وتعليم ومياه نظيفة وطرق ومواصلات ، وضمان اجتماعي ، نريد – أيها الأخوة والأخوات – أن ينشط المؤتمر في إيجاد المعالجات والإهتمام بإستيعاب طاقات الشباب وكفالة العيش الكريم لكافة شرائح المجتمع ، ونشيد بجهود المرأه ودور المرأه الريفية ومساهمتها فى الإنتاج وندعو قطاع المرأه فى المؤتمر الوطنى إلى العناية بها ورعايتها .
أخواتي وأخواتي
في المحور الإجتماعي ينتظرنا واجب كبير يقتضي أن نتفحص تجربتنا وسعينا في مجال العمل الإجتماعي والطوعي ، وأن نقف لنقيم قدرتنا على عون الناس من واقع تعاملنا مع الطوارئ والأزمات التي مرت بالبلاد في الفترة الماضية ، وما خلفته من آثار نجمت عن السيول والأمطار التي اجتاحت أنحاء واسعة، ومن حالات نزوح سببها بعض الإضطرابات الأمنية والصراعات القبلية .
إن هذه الإبتلاءت تشكل تحديات متجددة ، تستوجب أن نطور تجاربنا ونشحذ هممنا حتى نكون أكثر حضوراً وفاعلية وتأثيراً، بمنظمانتا ذات القدم الراسخة والتجارب السابقة وبطلابنا ،وبشبابنا الحي الذي لا تعجزه القدرة على مجابهة الأزمات والمسارعة عند حلول الشدائد والملمات .
الأخوة والأخوات
الكل يدرك أننا نواجه معتركاً صعباً يقتضي منا مزيد من الوعي و التصدي لمسألة الإستلاب الثقافي ، وما يعانيه المجتمع وبالأخص قطاع الشباب الذي صارت تتناوشه القنوات وتباعد بينه وبين ثقافته وقيم مجتمعه ، وتقفز به الأفكار يمنةً ويسرةً ، ويتشوش فكراً وتصرفات ، بل أنه حتى داخل الفكر الإسلامي صارت الإجتهادات المختلفة تنزع ببعض الشباب نحو التكفير والخروج عن المجتمع وهذا دخيل على مجتمعنا السوداني المسالم والمتسامح . فكيف يمكن للمؤتمر الوطني أن ينشط ويعمل بفاعلية ، ليكون مركز الإشعاع الثقافي والفكري الجاذب ، عبر العناية والتركيز على التواصل الثقافي ، عبر الفضاء الرقمي لبث الفكر النير والقيم والأفكار البناءة ، وأن يتخذ من كافة وسائل النشر ، والمنابر ، ومراكز البحوث ، والإصدارات ما يعين على دحض الأفكار الهدامة ، ومناهضة المبثوث من كل غث وهابط . وبحمد الله فإن بلادنا زاخرة بنور القرآن والمؤسسات الدعوية والخلاوي التي تشع وتهدي السائرين ومراكز البحوث والجامعات التي نستنهضها للقيام بهذا الواجب الكبير.
الأخوة والأخوات الكرام
إننا نعيش في عالم متداخل يتعاون فيه الناس ، ويتبادلون المنافع والمصالح ، سعياً نحو الأمن والإستقرار والعيش في ظل من الوئام والسلام ، وتلك أبرز سمات تعاملنا وتعاوننا في علاقاتنا الخارجية مع دول الجوار المباشر وبقية دول العالم ، كما نهتم كثيراً بعلاقة التعاون مع دولة جنوب السودان على النحو الذي يجدد أواصر السلام ، ويعود بالنفع للشعب في البلدين .
إن المؤتمر الوطني قام بدور فاعل ومؤسس لمجموعة الأحزاب الإفريقية ، وهي المجموعة التي نشطت وتحركت بفاعلية لمساندة الحكومات الإفريقية نحو حراك أفريقي يكشف ويناهض الإستنزاف لموارد القارة وقدراتها البشرية والطبيعية ، والسعي يمضي في تقوية وتمتين التعاون مع الأحزاب السياسية بدول الجوار في محيطنا الإفريقي والعربي ، وتواصل تعاوننا السياسي مع الأحزاب بدول أمريكا الجنوبية والشرق الأوربي حيث وقعت إتفاقات للتعاون في تبادل الخبرات وتدريب الكوادر . ونشيد ونثمن تجربتنا المتطورة في التعاون مع الحزب الشيوعي الصيني ، وتظل مناصرتنا للقضايا والمطالب العادلة للشعوب قائمة وقوفاً بوجه الظلم ، وإغتصاب الحقوق ، وفي مقدمة ذلك ، مناصرتنا للقضية الفلسطينية . ورفض التعدي على المسجد الأقصى الشريف ومحاولات تهويده .
الإخوة والأخوات الكرام ..
خلاصة قولي ، أنّ تجربتنا في المؤتمر الوطني ، هي تجربة بشرية تحكمها القيم الإسلامية ، والدينية ، مبتغاها رضا الله ، ووسيلتها إقامة العدل وخدمة العباد وتأمين الوطن ، وهي في ذلك ، تقبل الإجتهاد ، وتستمع للنصح والتصويب ، وهي شمعة في ليل من محاولات القطيعة بين الإنسان وربه ، وجعل المادية والهوى إلهاً يعبد من دون الله ، ومن هنا فإن علينا أنّ نحافظ على هذه الشمعة ، حتى تغدو شمساً مضيئة ، وقمراً منيراً ، ورايةً خفاقةً ، لطالما إرتفع إلى السماء شهداء وفدائيون من أجل نصرتها . ونحن على دربهم سائرون ، فلنحافظ عليها بالتجرد وحسن الظن ببعضنا البعض ، وتجنب حظوظ النفس ، ويقيني القاطع ، أننا متي توكلنا على الله حق توكله ، وإلتزمنا نهجه ، فإننا بالغون الغاية ، مهما تنوعت الإبتلاءات ، وعظُمت التحديات (( ولينصرن الله من ينصره ، إنّ الله لقوي عزيز )) .
اللهم إنا نُشهدك ونُشهد حملةَ عرشك وملائكتك وكتبك ، أننا نجتهد في مرضاتك ، ونرضى بقضائك ، فثبت اللهم أقدامنا وأنصرنا على من عادانا ، إنك نعم المولى ونعم النصير ،،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

سونا[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات