فدوى موسى

عمالة مطيعة

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]عمالة مطيعة [/ALIGN] وقفت العاملة أمام المديرة تشتكي من بعض الموظفين قائلة: (حقارين.. كان شفتيهم قالوا لي نظفي الترابيز دي كويس.. أنا ما قاعدة أنظف ليهم طوالي ولا شنو).. بعد قليل دلفت عليها المراسلة تشتكي (والله كترة المراسيل هدت حيلي). ولم يخرج عنها الإثنان حتى جاءها الثالث خفير الباب محتجاً على وقفته أمام الباب بالساعات الطوال وجاءها ..و.. و.. حتى إمتلأ المكتب ونظرت لوجوههم بشكل أكثر تركيزاً وقالت: (الظاهر كدة أنني حأطالب بعمالة أجنبية لا حقرتونا ولا كرهتونا) .. فأنسحب الجميع بهدوء ولم يدخلوا ذلك المكتب مرة أخرى، وسألت نفسها هل كان كلامها قاسياً للدرجة التي «تتطفش» ولا الجماعة خافوا على معايشهم وأحست داخل نفسها بنوع من تأنيب الضمير ولكنها بررت لنفسها بالوجود الفعلي لهذه العمالة الأجنبية.
وهمة كبيرة
أعتادت (ناريمان) أن تجعل من نفسها محطاً للإهتمام ومركزاً للأنظار.. وقد حباها الله ذلك النوع من الجاذبية اللطيفة التي تضفي على مقدمها في أي مكان تذهب اليه نوعاً من ألق الحضور، ولكن البعض جعل من تلك الميزة نوعاً من الغرور الزائد عندها حتى غدت (ناريمان اللطيفة) تلك المغرورة التي لا هم لها إلا أن تحسس الكل بأنها الأفضل.. فإن رأت مجموعة مثقفات حاولت جاهدة أن تثبت أن لها المكانة العليا بينهن.. وإن رأت جميلات غيرت من أدوات الجمال عندها وأطرت مشيتها بالدلال وأظهرت نبرات ناعمة لكأنها تريد أن تقول أنا أجملكن حتى شاءت أقدارها أن تقذف بها وسط مجموعة من المنحرفات اللواتي يظهرن بثياب العفاف والطهر ولكنهن نقيض ذلك تماماً.. وأضاف ذلك الأمر لصفات الغرور اللا إحترام.. اللا تقدير. وسدرت (ناريمان) في فلوات تلك الدنيا.

آخر الكلام:
أوهام البعض قد تحول حياتهم الى حياة أخرى مغايرة.

سياج – آخر لحظة -العدد 827 [/ALIGN]