رأي ومقالات

ضياء الدين بلال : ظهور المختلس الهارب في الأراضي المقدسة لتأدية شعيرة الحج (الحاج الحرامي)

الواقعة حدثت خلال الأشهر الماضية، ونشرت بشبكة (السوداني): مصرفي ولائي (مربوع القامة، خمري اللون، عسلي العينين)، قام باختلاس مبلغ ثلاثة ملايين جنيه – 3 مليارات بالقديم – واختفى من المدينة، دون أن يترك أثراً، فُتح البلاغ وبدأت التحقيقات، وتطايرت الشائعات. معلومات تقول إنه هرب إلى ليبيا، وأخرى تؤكد أنه شوهد بمصر، وآخرون يجزمون أنه لا يزال موجوداً داخل الأراضي السودانية.
ولكن المفاجأة التي لم يتوقعها الجميع، ولا حتى إبليس وأبناؤه الأشرار، جاءت في أخيرة الزميلة (الأهرام اليوم)، وهي ظهور المختلس الهارب في الأراضي المقدسة لتأدية شعيرة الحج، بكل أركانها (الإحرام والوقوف بعرفة والطواف والسعي بين الصفا والمروة)!
وليس من المستبعد أن تكون الدهشة قد ألجمت إبليس ذات نفسه، حينما رأى المختلس الهارب يرميه بسبعة حجارة!
نعم، القصة قد يرويها البعض للتندر والسخرية، مستغلين ما بالمفارقة من غرابة لا تحدث ولا في الكوميديا السوداء، في أفلام المخرج الأمريكي ستانلي كوبريك.
ما فعله المصرفي الهارب ليس تصرفاً شاذاً استثنائياً، بل للأسف هو تعبير عن تصور شائه له تجليات على مستويات متعددة في مجتمعنا هذه الأيام.
وسبق أن كتبت في ذات هذه المساحة وقبل أشهر، عن أنماط من السلوك المشابه وقلت بالحرف:

(لوثة قيمية أصابت الكثيرين في الفترة الأخيرة، مصدرها اعتقادهم أن التعبّد الشخصي من صيام وقيام وحج وإنفاق، قادر على تطهيرهم من رجس أكل أموال الناس بالباطل)!

أحدهم يختلس ويزوّر وينافق ويرشي ويرتشي ويمتلئ جيبه بالعمولات الحرام، ثم يصلّي الصبح في الصف الأول، ويصوم الإثنين والخميس، ويذهب للحج عشرات المرات، ويتزوج من النساء مثنى وثلاث، ويظن – خائب الرجاء – أن ذلك من باب الحسنات التي تُذهب السيئات!
والمؤسف أن الثقافة العامة تتساهل في الجرائم المتعدية على المجتمع مثل الرشوة والاختلاس، وإهدار المال العام والمحسوبية، وتتشدد في الجرائم اللازمة للفرد، والمقتصر ضررها عليه!
مثل هذا التدين شبيه بتدين الراقصات في الملاهي الليلية في مصر، يجمعن أموال الليالي الحمراء ليذهبن بها إلى الحج والعمرة، ثم يعدن إلى شارعيْ الهرم ومحمد علي، لتعويض ما أنفقنه من مال في حجهن المزعوم و المذموم!

ولا قول غير قوله عليه الصلاة والسلام:
(إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} (المؤمنون : 51)، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (البقرة :
172)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب له؟).
ضياء الدين بلال

‫13 تعليقات

  1. [SIZE=4]وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به[/SIZE]

    لولا إن السيد ” إبليس ” محكوم بشعيرة الرمي لكان أخذ من الحجارة التي رُجم بها ورمى بها صاحبنا المختلس

    ولكن غير بعيد أن يأمر ” إبليس ” أحد أتباعه بتعقب الرجل والانتقام منه

    ولكن فالنحسن الظن ….فالرجل قد يكون غاضبا من إبليس أنه سول له وزين له ذلك الاختلاس لذلك حج ليرجم الملعون
    :crazy:

  2. [SIZE=4]تصحيح بسيط يا حضرة الصحفى وهو ان رمى الجمرات ليس لرجم الشيطان كما يعتعقد البعض وانما هو لاقامة ذكر الله[/SIZE]

  3. كل واحد فينا بعرف عشرات الامثلة لهذا المصرفى. هنالك خلل فى المجتمع اصبحت الرزائل فضائل يعنى لو قلت الزول دا قروشو حرام يقولو ليك انت حاسد, امثلة كتيره فى الحيران والعائلة الواحد لا مشى الدهب ولا جاب شهادة واغترب ولا عندو ورثة فجاة يملك مليارات

  4. موضوع عادى جدا جدا حكامنا فى السودان ياكلون مال الشعب ويقتلون اكثر من مئتان مواطن بسبب مطالبنهم بالتراجع عن رفع الدعم عن المحروقات من اجل بقاءهم على قيد الحياة ليس الا اكثر ويحجون ويصمون ويصلون مع الجماعة عادىىىى جدا جدا فى السودان

  5. سبحان الله !!! اذا كان الوزراء والمتنفذين يختلسون جهارا نهارا فليس على المصرفي حرج لو سرق 3مليار وصدقوا القالوا خربانه البلد بكباره هديك شركات المتعافي اسالوها واعرفو اخباره من غير السرقة مافي تاني دباره كان دايرلك بيت ولا كان سيارة

  6. هذا ما ظل يفعله كل المسئولين من اكبرهم وحتى اصغرهم وبدل ان يقدموا الى المحاكمات يشملهم الراعى بفقه السترة وكبيرهم هو الذى علمهم السحر والسرقة ونسأله ان يقطع دابرهم عن آخرهم

  7. سلام عليكم
    على حسب كلامك يا أستاذ ضياء، فإن 75% من كبار الموظفين في ورطة كما هو ظاهر في برامج الحج والعمرة.ودائما نقول: الحكومة هي المديرون وليس الوزراء.

  8. هذه من أعمال (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً)ما شروط التوبة؟ : 1 / الإقلاع عن الذنب 2/ الندم على ما فات 3/ العزم الصادق على عدم العودة إلى مافعل @ رد لاحقوق المتعلقة بممتلكات الناس , لأن الله يعفو عن الخطإ في حقه تعالى , ولا يعفو عن حقوق الناس إلا برضى الناس , وكثير من الناس يفسر حديث (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من حجه كيوم ولدته أمه) على أن ذلك يشمل حقوق الناس , ولكن ذلك غير صحيح البتّة بل إن من حج من مال حرام لا يقبل الله حجه ويرمى بعمله على وجهه* لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك*كما أن الله لايحتال عليه بغسيل الأموال على غفلة من الرقابة , فإن خفي على الناس شيء فإن (الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ) ومهما تكن عند امرئ من خليقة@@@@ وإن خالها تخفى على الناس تعلم*

  9. كلامك في المليان ، نحن نحتاج الى تربية اخلاقية ووطنيةواجتماعية من اعلى الهرم وحتى أسفله ولا بد ان نبدأ من المسئولين الكبار ثم ننزل الى القاعدة ،لأن المواطن يرى أن المسئول الكبير الذي من المفروض ان يكون قدوة يفعل اشياء اخرى وبالتالي يقول اذا كان هذا هو المسئول الذي وضعنا ثقتنا فيه يفعل كذا وكذا فماذا نحن فاعلون .
    وبهذه المناسبة ومن ضمن السلوكيات السيئة والسرقة في وضح النهار تقوم الشركة المسئولة عن الاتصالات والتي يبدأ فيها الاتصال بالرقم 921 إلى 925 تقوم بفتح الخط من اول رنة وسحب مبالغ طائلة دون أن يتمكن الطرف الآخر حتى من فتح الخط ليتكلم مع المتصل وهذا السحب أو هذه السرقة متواصلة منذ أكثر من شهر فيا ترى كم من المليارات دخلت في جيوب القائمين على هذه الشركة (شركة الاتصالات التي تقدم هذه الخدمة على الأرقام التي تبدأ من 921 الى 925) من المسئول عن رد حقوق المواطنين فمنذ شهر نحاول الاتصال على اهالينا بهذه الارقام ولكن لا يتم الرد ويتم سحب المبالغ دون جدوى الرقم 00249921 حتى الرقم 00249925) وهذا الاتصال يتم من السعودية الى السودان .
    افيدونا افادكم الله ما اسم الشركة التي تقدم هذه الخدمة وكم من الميارات دخلت في جيوب المسئولين بالحرام وهم يأكلون ويشربون وينامون ويربون ابناءهم وبناتهم على هذه المبالغ المسروقة .
    أفيدونا افادكم الله .
    كنت اعتقد بأن خللآً في جهاز الموبايل خاصتي ولكني اكتشفت ذلك من عدة اصدقاء وزملاء واصحاب وسودانيين آخرين في السعودية .
    حسبنا الله ونعم الوكيل .
    أبدأو بتربية المسئولين أولاً وتربية القائمين على تقديم الخدمات للمواطنين .

  10. يحج المرء بالمال الحرام وعندما يرفع يديه ويقول لبيك اللهم لبيك تقول له الملائكة لا لبيك ولا سعديك حجك مردود اليك —- ان الله طيب لا يقبل الا طيبا –الاستهبال علي البشر جايز لكن كيف المولي عز وجل الذي يسمع دبيب النملة السوداء فوق الصخرة الشماء –تمشوا من الله وين يا الناسين حسابه ؟

  11. انت يا ضياء عينك للفيل و تطعن في ضله ، البشير ذاتو حاجي رايك شنو ؟ قولينا قولك في الريس خلينا من صغار الموظفين .. ولا دي صعبة عليك؟