مسددين!
يفزعكم!
إن أنسى لا أنسى تلك المأمورية التي قضيناها في قرى إحدى الولايات، حيث كنا نعنى بشأن مرض وبائي كان مكان اهتمام الناس في تلك الأيام.. نزلنا في تلك القرية التي كان الشيخ «…» معلماً بارزاً من معالمها، تم استقبالنا بالضبايح، والكرم الزائد وأنابه ابنه في اجراءات الطقوس «المشايخية»، فقد كان هو في خلوته الكبرى التي لا يخرج منها إلا في ذلك المحفل الديني الشهير.. المهم في الإمر أنه رغم الخلوة، إلا أن الاجراءات «المشايخية» كانت منجزة بدرجة عالية جداً.. ومن باب رد الجميل والتجاوب مع حسن الاستقبال والوفاء.. تم امدادنا ببعض «المحايات والبخرات»، فاحترنا ماذا سنفعل بها.. بعضاً قال «نأخذها منهم ونتخلص منها حتى لا يحس جماعة الشيخ بأننا لا نحفل بهديتهم.. أما البعض فاضمر الفكرة الخاصة بالمحاولة والتجريب، وقرروا جمع كل المحايات وتجريبها بوضعها في مبرد الماء الخاص بالعمل، مع ملاحظة التغييرات التي ستطرأ على دولاب العمل، وفكرة أخرى وأخرى وأخرى.. والشاهد أن جميعها لم تجد التجريب، فقد تخلصنا من الوريقات اقصد «المحايات» التي «فلفلنا» محتواها من «شخبط شخابيط وأرقام ونجوم» ثم تركناها على أطراف القرية.. ولا ندري هل علم الشيخ في خلوته بما أقدمنا عليه أم «الهواء عبث بمحاياته» في أنحاء الولاية المختلفة.. والغريب في الأمر أن بعضهم فسر التخلص من ذلك المرض بانتشار تلك «المحايات».. «ألم أقل لكم إن أمورنا تدار من «خلوة» ما..
آخر الكلام.. ما عليك إلا أن تنظر حولك كيف تدار الدنيا، لتحدد موقعنا على هذا «الكون المجنون جداً».. أو «أقول ليك قولة اختلي بنفسك ربما وجدت أنك شيخ وانت لا تعلم».
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]