مقالات متنوعة

هذا الضابط العظيم عبد الحي ود خديجة

هذا الضابط العظيم عبد الحي ود خديجة
أكثر ما يميز الفرق بين أسلوبنا في الحياة، وأسلوب «الخواجات» .. أنهم شفافون .. يعتزّون جداً بتاريخهم .. ويستمتعون جداً بروايته، بمناسبة وبدون مناسبة.
٭٭٭
أذكر أننا في قاعة الدرس، بأستراليا .. كان كل الجالسين مهاجرون .. من أفريقيا والشرق الأوسط ..
الأستاذة إنجليزية .. تحدثت عن نفسها بشفافية مطلقة.
٭٭٭
قالت: أنا اسمي مارغريت .. دكتوراة في الاقتصاد والعلوم الاجتماعية.
أعمل صباحاً بهذه الكلية.
ومساءً «سواقة» في «ميني بص»..!.
٭٭٭
وأضافت: جدي «أبو أبوي» حضر إلى أستراليا كمنفي بعد جناية قام بها، فتم إبعاده من إنجلترا باعتباره مذنب «convict»..
بعد أن أدانته المحكمة بسب إهماله لـ«الحصين» وهو المسؤول عن رعايتها في «الإستبلات»..!.
٭٭٭
تذكرت هذه القصة «مع الفارق»، وأنا أتامل في الضابط النظيف العظيم العفيف، اللواء عبدالحي محجوب .. وهو من أبناء السجانة .. حيث ولد ونشأ وترعرع في كنف «المايقوما».
عبدالحي – في أول ظهور له عبر صالون الراحل سيدأحمد خليفة – تحدث باعتزاز شديد، قائلاً:(أنا من أبناء هذه المنطقة .. وقد كانت والدتي، الحاجة خديجة مرسال، فراشة في هذه المدرسة .. وقد ربتنا وعلمتنا ببيع الطعمية والتسالي «والقونقليز»)..!.
٭٭٭
ما أعظم أن يعتز الإنسان بوالديه .. وهما من غمار الناس .. عاشوا شرفاء .. وماتوا انقياء ..!،
لم يدخلوا في بطون أولادهم «مال شر».. ولا ملايين المخالفات والتجاوزات والسرقات.
٭٭٭
التحية لعبد الحي .. ولكل أهلنا الغبش.. الأصفياء.. والرحمة لوالدينا .. وأجدادنا الأتقياء.

أنفـــــــــــــــــــاس – الوطن