سياسية

الصادق المهدي مخطئاً ومصيباً !

[JUSTIFY]قال السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي -فى تصريحات صحفية الأسبوع الماضي- إنهم كمعارضة لم يعملوا على تحريض الشباب للتظاهر بغية إسقاط الحكومة لأن البديل غير جاهز!

تصريح المهدي -على وجاهته- أثار غضب حلفائه في قوى المعارضة، وفى مقدمتهم الحزب الشيوعي السوداني على اعتبار أن المهدي بهذا الصدد لا يعتبر قوى المعارضة بديلاً بصرف النظر عن الأسباب.

والواقع أن المهدي لامسَ وعلى نحوٍ يمكن اعتباره مباشر أزمة المعارضة فى السودان ولكن رغماً عن كل ذلك وبإمعان النظر في ما قاله المهدي تستوقفنا عدة أمور.

الأمر الأول أن المهدي أراد التأكيد -ربما لإرضاء نفسه- على قدرة قوى المعارضة أو على الأقل قدرة حزبه على تحريك الشارع ودفع الشباب للتظاهر بغية إسقاط النظام، والواقع إن هذه ليست حقيقة كاملة إذ الملاحظ أن قدرة أحزاب المعارضة منفردة أو مجتمعة على القيام بتظاهرة أو دفع الشباب للتظاهر تكاد تكون منعدمة إذ أننا أمام عقدين ونصف من الزمان لم تشهد خلالهما على طولها الشديد أي تظاهرات مؤثرة قادتها قوى المعارضة رغم حدوث أحداث كبيرة كان يمكن أن تستغلها ليس آخرها الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة.

ليس هناك فى العالم بأسره قوى سياسية معارضة تعجز عن القيام بعمل كهذا لمدة طويلة كهذه مع توفر بعض المناسبات إلا إذا كانت هذه القوى المعارضة عاجزة وكسيحة على نحو تام، وعلى ذلك فإن المهدي بدهاء واضح حاول أن يضرب عصفورين بحجر.

فمن جهة يقطع بقدرتهم كمعارضة على التظاهر إذا أرادوا وهو ما أثبتت الأحداث عدم صحته ومن جهة ثانية يرمي حلفائه فى المعارضة بالعجز وكونهم ليسوا بديلاً للسلطة الحالية. الأمر الثاني أن المهدي سواء صح زعمه أم لم يصح يقرر حقيقة لا مراء فيها وهي أن قوى المعارضة بما في ذلك حزبه ليسوا البديل المناسب للحلول محل الحكومة الحالية بغض النظر عن الأسباب وللرجل بالتأكيد أسبابه، إذ ربما كان يرى أن التركة ثقيلة (جبهات قتال) و(إتفاقيات سلام) و(أعمال تنموية كبيرة) ووجود قوى مسلحة لا تستطيع الأحزاب السياسية الموجودة التعامل معها كما ينبغي، أو أنّ كوادر هذه الأحزاب تخلفت كثيراً عن الركب ولم تعد تملك حيوية سياسية وتنفيذية تمكنها من المتابعة والعمل فى ظل تحديات جسيمة وصعبة. وعلى كلٍ، أياً كان ما يعنيه المهدي فإن مؤدى حديثه إن الأمر صعب.

الأمر الثالث أن المهدي لا يقف عند قضية عدم وجود بديل -كفترة انتقال مثلاً- ولكن الرجل بدا كمن يرى أن إدارة السودان فى الفترة المقبلة حتى بعد أي استحقاق انتخابي صعبة للغاية وفى ذلك شعور غامر باليأس والذي مرده الى أن الرجل أدرك البون الشاسع ما بين القوة والخبرة التى توفرت للوطني وحلبة العمل السياسي الواسعة النطاق التى يعمل فيها بمهارة وما بين كوادر حزبية فى الأحزاب المعارضة ذبلت وماتت بالعطش السياسي والقدرة على مقاومة الظروف وإشعال غريزة حب البقاء !

سودان سفاري[/JUSTIFY]

تعليق واحد