سياسية

تحالف المعارضة وواردات الثورية المنتهية الصلاحية !

[JUSTIFY]دائماً تحالف المعارضة السودانية فى حالة تلقي واستهلاك لمنتجات الثورية المنتهية الصلاحية. قديماً كانت وثيقة البديل الديمقراطي تلك الوثيقة التى كان التحالف يراهن عليها باعتبارها عصا سحرية بإمكانها إسقاط الحكومة السودانية فى أيام ليحل محلها التحالف ببديله الديمقراطي.

وجاءت بعده وثيقة الفجر الجديد، وثيقة حملت (حكم إعدام) فى مواجهة تحالف المعارضة وكلفته ما تبقى من رصيد حتى اضطر لإنكار صلته بها تماماً وغضبت من مسلكه ذلك الثورية لأنها -لسوء حظ التحالف- قصدت أن تقصم ظهر التحالف قبل أن تقصم ظهر الحكومة السودانية.

الآن تلقف التحالف -بيدين متلهفتين ومرتجفتين- آخر منتجات الثورية والمتمثلة في وثيقة (الإعلان السياسي) والغريب أن وثيقة الإعلان السياسي -كما قال التحالف على لسان رئيس هيئته فاروق أبو عيسى- لا تلغي وثيقة الفجر الجديد! ليثور التساؤل من جديد عن جدوى الوثيقة إذن ومدى أهميتها طالما أنها لا تمس لا من قريب ولا من بعيد وثيقة الفجر الجديد.

إن الشيء الذي بات مؤكداً فى هذا الصدد أن تحالف المعارضة السودانية لم تعد لديه روح المبادأة والمبادرة، فهو أسير حذلقات وفذلكات الثورية، والأكثر مدعاة للدهشة أن التحالف الذي يضم عدداً من القوى السياسة السودانية (الشعبي والشيوعي والبعث) بعضهم له تاريخ طويل فى العمل السياسي (الشعبي على سبيل المثال) جعل من نفسه متلقياً للأفكار ومستورداً لها ومستهلكاً لما تتضمنه بدلاً من أن يكون هو المنتج لها على الأقل بحكم وجوده فى الداخل وقربه من الواقع ووجود (مفكرين) بداخله.

من المستغرب أن يتحول زعيم مثل الدكتور حسن الترابي (مستورداً) لأفكار تأتي من خارج الحدود ومن دول منشأ أقل وعياً وإدراكاً وأكثر جنوحاً نحو اتجاهات وتوجهات مشكوك فى سلامتها السياسية.

الإعلان السياسي -بالطبع- وكأمر محتوم حوى ذات العبارات ذات الرنين الإنشائي المحض، تلك التى لا تقدم ولا تؤخر ولهذا فإن من الطبيعي أن (لا يؤثر) ولا يمس وثيقة الفجر الجديد على الرغم من أن وثيقة الفجر الجديد هذه ماتت وشبعت موتاً بمعاول القوى السياسية نفسها التى سارعت بنفي صلتها بها حين حاصرها الجمهور السوداني وأدمى معصمها بقيده المتين.

إن الأزمة التى يعيشها تحالف المعارضة الذي يطلق على نفسه -(تندراً)- قوى الإجماع الوطني أنه أضحى (مكب نفايات سياسية) ومحطة تدوير سياسية لأيدلوجيات بالية فاقدة لصلاحية الاستعمال الآدمي والمؤسف والمؤلم هنا معاً أن هذا التحالف لم يثب بعد الى رشده ولم يتخل عن استيراد هذه الأفكار والتي يطلقها أناس أبعد ما يكونون عن الواقع السياسي السوداني بكل تعقيداته وتفاصيله، ومن المؤكد أن الفرصة إذا سنحت لهؤلاء لحكم السودان فإن الحكم ستكون قاعدته في الخارج وقياداته فى مستنقعات يوغندا المظلمة !

سودان سفاري[/JUSTIFY]