تحقيقات وتقارير

هذا هو خيارنا الأوحد .. إنهاء حالات الاقصاء والإبعاد

من غير الطبيعي أن يشكو أهل هذا البلد من قلة الغذاء أو صعوبة الحصول عليه أوحتى من الغلاء .. كيف يكون ذلك وقد أغدق علينا الرزاق الكريم بنيلين عظيمين وروافدهما المنتشرة على طولهما وتفضل علينا بمياه جوفية تصل لكل أرض لايصل إليها النيل وروافده ..ثم وهبنا أرضاً بكراً لا زالت بإنتظارنا بخيرها الوفير .. فلماذا نمضي على طريق الحيرة .. ؟! ونحن من عرف عنهم العزم في أن نعيش من غير أن نمد أيدينا .
لماذا ..؟؟

فإن كان هذا حال بلادنا وهذا دأبنا .. فما تلكم الفواجع والمآسي التي عشناها ونعيشها اليوم .. لماذا نكثر من الحديث عن ازماتنا الاقتصادية ونجهد انفسنا بالبحث عن الحلول .. حتى اضنانا البحث واتعبنا وصرنا نمضى على هذا الطريق من غير هدى حتى تاه بنا الزمان وتهنا وحتى ضاعت عنا اهدافنا وما نريد .. وحلولنا بأيدينا ولا تحتاج منا الا القليل من إعمال الفكر والجهد.

بلد زراعي

نحن كنا ولا زلنا وسنظل بلد زراعي سمة وصفة وهذا مايجب ان يشكل قناعاتنا ومشاعرنا .. وقناعات ومشاعر كل اجيالنا التى تعيش حالة الفواجع اليوم .. وتلك الاجيال القادمة .. ومن هذا المنطلق يجب علينا ان نضع الخطط والبرامج الانية والمستقبلية وان نعيد الحياة إلى كل المشاريع الزراعيه التى اهملناها عن قصد وعن غير قصد .. ثم نمضى على طريق التوسع فى المساحات المزروعه بمزيد من المشاريع وان يسير ذلك فى اتجاه متوازن ومتناسق مع مشروعات الانتاج الحيوانى والصناعات المرتبطة بانتاجنا الزراعى والحيواني.

لكي نجعل ذلك واقعا

لكن لكي نجعل ذلك واقعا يجب أن لا نرهق انفسنا بكثرة المؤتمرات التي جربناها كثيرا وخبرناها بجلساتها ومناقشاتها التى لاتقودنا إلا لمزيد من التوهان .. وتوصياتها الموؤدة دوما .. وحتى لانجعل ذلك حلما لا يتحقق لابد لنا ان نوجه كل طاقاتنا فى الجهد البشرى فكرا وسواعد .. وتسخير كل طاقاتنا المالية وجهدنا الاعلامى والصحفى والثقافى فى سبيل تحقيق هذه الغاية .. ولن يتحقق ذلك إلا فى حالة ان نتصالح مع انفسنا.

إلا إذا أوقفنا حالة النزاع والإحتراب والإقتتال

الشاهد أن ذلك التصالح لا يكون إلا إذا أوقفنا حالة النزاع والإحتراب والإقتتال حول السلطة والحكم ، فالتاريخ لن يرحم لا الحكومة التى تدير شؤننا الان ولا المعارضة المسلحة وغير المسلحة فالجميع بنزاعهم هذا يقودوننا نحو الهاوية والهلاك.

فليمضوا بنا نحو سودان يسع الجميع

فعلى الحكومة والمعارضة المسلحة وغير المسلحة إن أرادوا لأنفسهم مجدا فليمضوا بنا نحو سودان يسع الجميع وكل بعطائه.. وإن أرادوا أن يلعنهم التاريخ والاجيال القادمة فليمضوا على ذات الطريق الذى نراهم عليه.

إعادة النظر في سياسة الإقصاء

ولابد لقيادتنا الان ان تعمل على تعزيز الشعور الوطني وإعادة النظر في سياسة الإقصاء التي أورثتنا فشلا فى كل مؤسسات الدولة الإنتاجية والخدمية.

نالت أعلى الدرجات العلمية

الشاهد أن الآلاف من الكفاءات التى تم إقصاؤها بحجة انتماءاتها السياسية قد نالت أعلى الدرجات العلمية كل فى تخصصه داخل وخارج السودان حيث صرفت عليهم من اموال هذا الشعب ملايين الدولارات حتى تنتفع بهم وبعلمهم البلاد .. هاجر بعضهم ليمنحو علمهم لبلاد غير بلادهم وقد اغدق لهم المال الذى لن يساوى الا القليل مما انفق عليهم من مال هذا الوطن.

نماذج مؤلمة

أما الذين أصروا على البقاء مع الشقاء والعناء فمنهم من لزم داره ليعيش حياه الكفاف .. ومنهم من شق طريقا للعيش غير الذى نال فيه الدرجات العلا ويكفينا مثالا ذلك الاستاذ الدكتور الجامعى الذى ضرب لنا مثلا مؤلما وقد عمل تاجرا للاحذية (والمراكيب) .. ومنهم من يقود عربة نقل او يقود (ركشة) بحثا عن قوت عيالهم .. والامثلة كثيرة ومثيرة ومبكية ومحزنة ومؤلمة .. واكبر نتائجها حالة الانهزام والانكسار التى يعيشها اليوم كل ابناء هذا الوطن وهم يكابدون.

لازالت مرتفعة كقمم الجبال

وبرغم هذا فان رؤوسهم وهاماتهم لازالت مرتفعة كقمم الجبال .. فقط لان الجرح جرح الوطن ولان للاوطان فى دم كل حر يد سلفت ودين مستحق. وليس بما يرضي هوى فى أنفس البعض

وحتى نمضى على طريقنا الأوحد هذا لابد من إدارة شؤون البلاد بما يرضى الجميع وليس بما يرضي هوى فى أنفس البعض .. ولابد من تحقيق مقولة ان الوطن وطن الجميع فما عاد الناس يألفون او يصدقون الاقوال والشعارات التى لايتبعها عمل وعمل حقيقى واحساس عميق بما يقال ويعلن .. فما عادت تلكم الشعارات الا اوهاما اول الساخرين منها اولئك الذين يطلقونها.

إعادة بناء الإنسان السوداني

وحتى نمضي على طريق النجاح فى إعادة بناء الانسان السوداني وتمكينه من النهوض لافاق ارحب بقوة واقتدار لابد ان تدار كل عمليات الاعمار والتوسع الزراعي باعلى سلطة فى البلاد لتمضى قراراتها بلا تعثر ودون ان تصطدم بالجدر الاسمنتية التى تعيق كثير من المشروعات والبرامج.

بأعلى مستوياتها تقف ميدانيا

ولن يكتب النجاح لكل ما سبق ما لم نجد قياداتنا بأعلى مستوياتها تقف ميدانيا فى كل الحقول والمشاريع .. ولتصحب معها كل اهل الاختصاص من العلماء والمهندسين وخريجي الجامعات العاطلين وأهل الاعلام والصحافه وحتى الادباء والشعراء واهل الفن لنشهد باعيننا بناء السودان القوى سودان الخير والوفرة والخضرة والنماء .. ولنجعل من ارض كل السودان ملحمة تاريخية لبساط اخضر حتى تمتلئ قلوبنا امنا وامانا.

الفاتح محمود عوض: صحيفة السوداني

‫2 تعليقات

  1. بعض الاحزاب السودانية المشاكسة قياداتها لها اكثر من ثلاثة عقود و هي على قمة الحزب بل تسعى بكل تعنت الى اعتلاء قمة الهرم الحاكم في البلاد من اجل ذلك هي تؤلب الاخرين للقتال و هي في الظل تنتظر الغنيمة التي بسببها فقدت الامة شبابها و كرامتها !!!!!!!!!!! فأغلبهم اعتلى صهوة السياسة فقط من اجل الوصول الى كرسي الرئاسة !!!!! يجب علينا ان نبحث عن قيادات شاااااااااااااابة مستنيرة تقودنا سياسيا ….. تواكب عقولها هذا العصر الذي نحن فيه لا عصر الديناصورات !!!!!!! اما مسرحية يذهب حمد و يأتي حميدان ثم يذهب حميدان و يأتي حمد فقد كرهناها …….لا بد من التجديد في العقول و الاعمال ……و الاشخاص!!!!!

  2. التاريخ لن يرحم ؟؟؟ الذي سعى في الارض فسادا لا يهمه التاريخ ولا يهمه الوطن . ناس باعت واستلمت ومش خايفين من التاريخ ولا خايفين من الاجيال القادمة ولا خايفين من يوم الحساب . يظهرون خلاف ما يبطنون . هم اصلاً غير مؤمنين . كفار في ثياب مسلمين . ( يمهل ولا يهمل ) .