فدوى موسى

الحرب العليا

الحرب العليا
[JUSTIFY] انفاق ومجاهل السياسة يتفق ويختلف حولها القوم ولكن عندما يصل الأمر اللحم الحي الى حمى الأرض والعرض والأنفس، فإن الشأن يختلف ويلتقي كل الشتيت على قلب واحد وصوب واحد.. هكذا عاشت البلاد حالة وطنية عليا عقب احتلال قوات الحركة الشعبية لهجليج.. الأمر الذي أعطى كل الأسانيد للدولة السودانية في حق الرد والاستباق بأكثر من ذلك.. ومهما كانت الدوافع التي اوردتها حكومة الجنوب في نقمتها العدائية، فإن الرفض والشجب أبسط ما يقابل به ذلك التوجه.. فالبلاد بهذا الفعل السافر أصبحت في مهب الحرب الحقيقية.. الحرب العليا التي تستهدف الإنسان في الدولة أرضاً شعباً ونظاماً.. وعندما تشتد العداء فلا بديل لقرع طبول الاستنهاض إلا الاستنهاض، ولا مكان للكلام والخطب، بل العمل الجاد الذي يقابل ما يتم الآن في محاور خطة عدائية مترتبة ومدروسة ومدعومة.. فهجليج لم تستبح بالخطب والحماس، لكنها استباحت بالسلاح المتطور، والتخطيط الدقيق… ويقيننا أن قواتنا المسلحة قادرة على لم الشمل، واجماع الأرض الى أصولها، لو توحدت حولها كل مقاصد الدعم والتطوير والإسناد.. ودائماً ما تتجلى المهام العظيمة في هذه البلاد على جاهزية قواتها المسلحة، والقوات النظامية الأخرى، لا يقظة الأجهزة التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، والسلطات الرقابية للوصول إلى بر يمكن أن يعول عليه في مستقبل تأمين كل شبر من هذه الأرض الغالية..

ولعل مبدأ الحوار من موقع القوة هو المبدأ السليم، الذي لابد أن يكون مطروقاً في كل الظروف، ولابد من أن تكون آلية البلاد متماسكة داخلياً وأن تعود إلى عاميتها «أنا وأخي على الغريب».. والبُعد عن التراخي والليونة اللذين يوردان سالكهما مضابط الاستهوان والاستباحة.. وكلنا يقين في أبناء هذه القوات بأنهم قادرون على فعل الكثير، ولسان الحال يقول الحارسون للمال والدم.. ولكن لابد من الهمس في آذان أصحاب الشأن على كل المستويات بأن يحركوا قرون الاستشعار..

آخر الكلام:

كنت أعجب «للخواجات» وهم يتخدون الحذر والاستباق للمخاطر البعيدة، باعتبارها مهدداً لأمنهم القومي.. لكني بت أكثر يقيناً أنهم الأصح في نظريتهم الجادة هذه، والتي لها في أخذ محامل الجد حتى في الأمور العبثية…. بالله كيف تتجرأ دولة وليدة على الدولة العتيقة؟!…
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]