رأي ومقالات

عبير زين : فرنسي يا مرسي ؟

[JUSTIFY]ورد خبر في صحف الشهر الماضي على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم السيد/ إمام عبد الباقي عن إتجاه لتعميم تدريس اللغة الفرنسية بكل مدارس الولاية في أعقاب تجربة تدريسها إلكترونياً في ثماني مدارس منها بحري بنات والصبابي بنين النموذجيتين ولأهلية وعلي يعقوب والعامرية بدعم من السفارة الفرنسية التي زودت التجربة مكتبة إلكترونية، وأبان في تصريحاته أن الوزارة وبالتنسيق مع السفارة سبقت ذلك بابتعاث ثمانية معلمين إلى فرنسا مكثوا عاماً كاملاً .

جميلُ هذا الحرص والحماس في الإعداد لإدخال تعليم لغة (ثانية) مع اللغة الإنجليزية ضمن مناهجنا التربوية، ولكننا لا زلنا ننتظر إصلاح واقع تدريس اللغة الإنجليزية في السودان بالكامل وإعادة النظر في الوضع الحالي الذى لا يسر أبداً قبل إدخال لغة أجنبية أخري لن تزيد الطين إلا (بِلةً) وستأخذ وقتاً ليس بالقصير حتى تُعمم على كل مدارس السودان إذ تحتاج إلى تأهيل أساتذة وتوفير كتب ووسائل تعليمية، فمع وجود أساتذة مؤهلين ومدربين فى مجال تدريس اللغة الإنجليزية ومع إنتشار المعاهد ومراكز التدريس الخاصة إلا أنه لا زال هنالك شرخاً كبيراً في مستوى اللغة الإنجليزية لدى خريجي السنوات العشر الأخيرة في السودان، فمن الأجدرن بنا دارسة الواقع بشئ من العمق حتى ننقذ ما تبقى لنا من إرث اللغة الإنجليزية الذي برعت فيه أجيال لا زالت تفوق أبناء الجيل الحالي ثقافةً وعياً وإدراكاً للغة الإنجليزية ولم يكن أحد يعاني فى التحدث أو القراءة أو حتى الإستماع لنشرات الأخبار باللغة الإنجليزية.

ليس تحيزاً للغة الإنجليزية ولكنها تستحق مِنّا بذل القليل وحتى الكثير من الجهد لإصلاح الحال مع توفر البيئة المناسبة والكوادر المؤهلة والمدربة ومن ثم نفكر فى إدخال لغة أخرى بجانبها، فعندما نشرع فى إدخال لغة أخرى وخاصةً الفرنسية بجانب الإنجليزية فهذه رؤية صائبة لقرب اللغتين ثقافةً وتكويناً ولكن فى ظروف هشاشة اللغة الإنجليزية فلن تنجح أياً منهما وقد تهوي اللغة الفرنسية إذا ما إستندت على اللغة الإنجليزية لأن عصاها جوفاء.

لن يكون القياس على مدارس العاصمة القومية مُنصفاً فلا زال هنالك فى الأطراف مدارس ثانوية يجلس طلابها لإمتحان الشهادة السودانية دون وجود أستاذ واحد للغة الإنجليزية خلال العام فلا زال توزيع أساتذة اللغة الإنجليزية غير عادل ناهيك عن الكتاب الذي يعتبر الوسيلة الأساسية ولكنه في تدرس اللغات لا يستوى له عوداً منفرداً مالم يكن معه وسائل أخرى كالفيديو والإيديو و زيارات الناطقين باللغة الأم وإختلاط الطلاب بالبيئة الطبيعية للغة من خلال التعرف على ثقافة و تكوين الشعوب التي تتحدث تلك اللغات.

نبارك تلك الخطوة ونستبشرُ خيراً بهذا الخبر ولكننا نبعث برسالة إلى المسئولين مفادها (أقرع الواقفات)! لأن مستويات الخريجين في اللغة الإنجليزية سيئة جداً ومخجلة في كثير مِن الحالات حتى في أوساط اولائك الذين تخصصوا بها وحملوا شهادات جامعية فيها، لأن الواقع العملي يؤكد أن مستوى اللغة الإنجليزية ينقصه الكثير حتى يحوز على الثقة ويبعث على الرضا.

همسات – عبير زين

[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. السلام عليكم- والضعف اللغوي يشمل اللغة العربية ايضا. فالكثير منا يخلط بين حرفي القاف والغين- والذال والزين– كما نجد الاخطاء اللغوية شائعة في مقالات صحفية في هذا الموقع وغيرها. وللتقليل من هذه الاخطاء يجب قراءة الكتب الرصينة من كافة اللغات التي يسعى المرء لتجويدها. وشكرا

  2. [frame=”6 100″]
    [JUSTIFY][B][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]والسبب هو النظام (السلم التعليمي).
    ما معقول الطالب/ـه يدخل المدرسة ويقعد في نفس الحوش تسعة سنين، نفس المعلم الدرسه في سنة أولى هو الراح يدرسه في سنة تاسعة.
    ويقعد في الثانوي تلاتة سنين يادوب في السنة الثانية منها بيكون بدأ إحساسه بأنو بعد سنة راح يدخل الجامعة.
    الثلاثة سنين بتاعة الثانوي ما بتكون هيأته عشان يدخل الجامعة فيصطدم بأنه ولج لمرحلة كانت تطلب تأهيل مسبق.
    العلاج هو في نظام 4-4-4.[/FONT][/SIZE][/B][/JUSTIFY][/frame]