عبد اللطيف البوني

النفس الطويل

النفس الطويل
[JUSTIFY] في يوم الاثنين الثاني من ابريل الجاري وفي هذا المكان وفي معرض تعليقي على جليطة سلفاكير باعلانه لاحتلال هجليج كتبت النص الآتي (بالطبع الاعلام العالمي ليس منصفا او محايدا ليقول انه تم القبض على حكومة الجنوب (رداهاندد) أي يدها ملطخة بالدماء وهذا عند القانونيين اثبات لا يحتاج الى تعضيد ولكن الرأي العام المحلي في السودان الكبير وقف على الامر بنفسه ومع كل ذلك نتمنى أن يكون رد الحركة الشعبية في الجنوب على تلك الضربة الاعلامية ايجابيا ولكن من المؤكد انه لن يكون كذلك ففقه تاريخ الحركة الشعبية منذ ايام قرنق يقول انها لن تبدو ايجابية في مواقفها وهي متلقية لضربة فعادة ما ترد الضربة ثم تتوازن فربنا يستر). وكان واضحا لكل مراقب أن التوازن النفسي لرئيس دولة الجنوب وبالتالي كل الدولة لا يمكن أن يكون الا في ذات هجليج ولعل هذا ما حدث في يوم الثلاثاء العاشر من ابريل اي الاول من امس.
لقد اخرجت محكمة التحكيم الدولية هجليج من حدود منطقة ابيي ولكن رياك مشار الذي كان يقود وفد الحركة يومها في لاهاى قال إن خروج هجليج من منطقة ابيي لا يعني خروجها من حدود الجنوب فهي تابعة لولاية الوحدة بينما كان يتستبطن انها ارض نوير بدليل انه كان المخطط والقائد لما حدث يوم الثلاثاء مستغلا الثغرة النفسية التي حدثت لسلفا جراء تصريحه المشار اليه اعلاه. بالطبع تغافل رياك مشار اعلان ميشاكوس الاطاري 2002 الذي قامت عليه نيفاشا والذي يقول إن حدود الجنوب هي ما كانت عليه حدود الولايات الجنوبية في يوم 1/1 / 1956 اي يوم الاستقلال ثم في ذات نيفاشا حدث التفاف على هذا النص بادخال ابيي ضمن المناطق الثلاث وليس من بينها هجليج عليه فان هجليج وفي كل المواثيق والاتفاقيات وترسيمات الحدود ارض شمالية وبعد الانفصال ارض سودانية.
هناك شبه رأي متفق عليه لدى المراقبين أن هجليج اصبحت موضوعا جنوبيا سياسيا مهما وليس قوميا هو بقاؤها تسكب البترول على دولة السودان وهي على مرمى حجر من آبار ولاية الوحدة التي اغلقتها حكومة الجنوب وهي في اشد الحاجة فأصبح الدافع هو طالما أن آبارنا مغلقة واصبح انتاجنا من البترول صفرا فلن تنعموا بشوية البراميل التي تأخذونها من هجليج اما اذا قيل لهم انتم الذي اغلقتم آباركم فما ذنب السودان ؟ فسيقولون السودان هو الذي تسبب في اغلاقها بمغالاته في ثمن نقلها عبر انبوبه . انها سنة اولى سياسة . فالسودان اصبح اليوم مبتلىً بجار اذا ما اقتنع بفعل يقدم عليه دون ادنى استعداد للنظر في نتائج هذا الفعل على المدى القريب أو البعيد وهذا مأزق حقيقي بالنسبة للسودان فجاره الذي لم يختره لم يترك له خيارات هذا اذا تغافلنا عن البعد الخارجي.
استرداد هجليج مطلب وطني وشعبي وما يتطلب ذلك من تعبئة امر لابد منه فما لا يتم الواجب الا به فهو واجب ليس هذا فحسب فاحتلال هجليج اثبت أن الهدوء على جبهة الجنوب لن يكون قريبا وبالتالي على الحكومة وكل اجهزة الدولة أن تتحوط لهذا الامر وهذا يتطلب الركون لمبدأ تقسيم العمل فالقوات المسلحة واذرعها الاخرى سوف تعمل عملها والاجهزة السياسية والدبلوماسية يجب أن تعمل عملها وكذا الجهات الاقتصادية والاجتماعية فالنفس الطويل يفترض التحرك في كل الاتجاهات وليحفظ الله السودان واهل السودان.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]