تحقيقات وتقارير

« سلفاكير » .. مصالحة «خصوم» الأمس ..

[JUSTIFY]إلى أين أنتم ذاهبون ألا تستطيعون العمل سوياً لتسوية القضايا سلمياً بينكم ليست هناك أحزاب سياسية يمكن أن تتنافسوا معها إن كنتم تريدون خدمة بسبب جريان الوقت فعليكم الانتظار سيأتي وقتكم وستأتي الفرصة لكل منكم، فالحركة الشعبية ستحكم الجنوب لمائة عام».. بهذا الخطاب تدخل رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت لوضع حد للخلافات العميقة بين قيادات حزبه فى ولاية غرب بحر الغزال والتي احتدم الصراع فيها بين رزق زكريا حسن حاكم الولاية ومارك نيبوج أويانق نائب رئيس المجلس التشريعي القومي على خلفية اتهام الأول للثاني بحياكة مؤامرة تهدف للإطاحة به مما دفع سلفاكير الذي كان في زيارة للولاية ليقول الحديث أعلاه.. ولم يكتفِ سلفاكير بذلك.. بل سبق وأن أصدر قرارات جمهورية بالعفو عن زعيم حزب الجبهة الديمقراطية المتحد السابق بيتر عبد الرحمن سولي ورئيس الحركة الشعبية «للتغيير» د. لام أكول والجنرال قبريال تانقينيا وعسكريين آخرين حملوا السلاح ضد حكومته. ويأتي القرار بحسب صحيفة «المصير» الجنوبية ضمن سياسات العفو العام التي انتهجتها الحكومة منذ بداية العام الحالي على أن يسري العفو العام اعتباراً من الاثنين الماضي .

**

وعلى الرغم من قراءة تلك القرارات في اتجاه توطيد دعائم الاستقرار في الدولة الوليدة لكن لا يمكن أن تبتعد عن أهداف تمكينية يقودها صاحب القبعة السوداء لحكمه خاصة أنها جاءت على غرار حرب باردة بينه وقيادات تاريخية في الحركة على رأسهم نائبه السابق رياك مشار وباقان أموم الأمين السابق للحركة حسمها ميارديت بإقالة رياك وتجميد نشاط باقان التنظيمي وإحالة قيادات أخرى للتحقيق على أعقاب الانتقادات التي قادها رياك مشار وباقان أموم مؤخراً لسياسات حكومة سلفا بجانب محاسبة عدد آخر بتهم الفساد في إدارة الشؤون المالية للدولة الوليدة ولكن لا يمكن تفسير صمت رفاق الأمس بأنه استكانة ورضا بالقدر ولذا نجد أن صاحب القبعة سارع إلى ترتيب أوراقه استعداداً لمواجهة رفاق الأمس وبدأ ذلك على محاور مختلفة فأصدر قرارات العفو الأخيرة عن المعارضين والذين يمثلون قيادات لها تاريخها السياسي والعسكري داخل الحركة وعلى رأسهم بيتر عبدالرحمن سولي ولام أكول أجاوين بجانب زيارته المتعددة للولايات الجنوبية والتي نال فيها رضا الاستوائيين والقبائل الأخرى.

وبات في حكم المؤكد أن سلفاكير يحتاط جاداً لنذر معركة تلوح في الأفق على كل الأطر مع باقان ورفاقه سواء في الحصول على تأييد النخب الجنوبية والشعب في انتخابات العام 2015 م أو أي معركة بالسلاح من قبل أتباع رفقاء الأمس.. ولم يغفل سلفاكير الخارج.. فقد قام أثناء ترتيب أوراق اللعبة السياسية بإقصاء كل العناصر المعادية للخرطوم والتي يقف على رأسها باقان وأبناء أبيي أمثال لوكا بيونق ودينق ألور واستلم مفتاح العلاقات الخارجية بنفسه فابطأ قطار الخلاف مع الخرطوم حول منطقة أبيي وناور في مسألة الاستفتاء ولم يقم بأي خطوة تصعيدية رغم تأكيده على ضرورة إقامة الاستفتاء في موعده من أجل حسم أي نزاع مرتقب مع السودان.. وحتى الآن لم يقم بأي خطوة حادة في الملف رغم إصدار مجلس السلم والأمن الأفريقي لقرار أوقف فيه قيام الاستفتاء من قبل طرف واحد.. لذا يظهر جلياً أن سلفا وضع كافة أوراق اللعبة الداخلية والخارجية بيده.. فمن جهة وضع أولاد قرنق على هامش أركان الدولة الوليدة ليتحاشى أي تأثير لهم في القرارات لما يعلمه جيداً من علاقتهم الوطيدة مع المجتمع الدولي.. بجانب تخفيف حدة التوتر مع جارته الخرطوم والحفاظ على استمرارية مرور النفط الجنوبي عبر موانيء الشمال من أجل نهوض الاقتصاد الجنوبي وانتعاشه.

وأشار المحلل السياسي عبده مختار خلال حديثه لاخر لحظة أمس إلى أن قرارات العفو التي أصدرها سلفاكير مؤخراً للمعارضين تعد إيجابية وتهدف لتمتين حكمه والنأي عن أي ازعاج من قبل أي معارضين لسياساته في المستقبل.. ونفى مختار إعداد سلفاكير لنفسه ليكون شخصية مثل الراحل جون قرنق.. مبيناً أن تلك القرارت أملتها عليه ظروف موضوعية لإدارة الحكم مع الحفاظ على استقرار الدولة الوليدة.

فيما أكد الصحفي أشرف عبدالعزيز المهتم بشؤون الحركة الشعبية أن سلفاكير استعد بتلك القرارات لمواجهة أي معارك مع أولاد قرنق بزعامة باقان أموم أو نائبه السابق رياك مشار على خلفية إقالتهم من المشهد السياسي الجنوبي في المرحلة السابقة.. مشيراً إلى أن سلفاكير ومعارضوه السابقون الآن في مرحلة الحرب الباردة قبل دخول الانتخابات القادمة المزمع عقدها في العام 2015م.. لافتاً النظر إلى أن إعفاء د.لام أكول أجاوين وبيتر سولي وعدد من العسكريين يخدم عدة أغراض سياسية وقبلية وعسكرية إن جاز التعبير.. وقال سلفا أعد البدلاء لمواجهة المرحلة القادمة ولكن تبقى عامان على مشهد الانتخابات في العام 2015 م وكل شيء وارد إلى ذلك الحين.[/JUSTIFY]

تقرير: بكري خضر
صحيفة آخر لحظة
ت.ت