سياسية

إتصالات مكثفة بين رجل الأعمال المعروف صديق ودعة وقادة الحركات الدارفورية المسلحة

[JUSTIFY]أفادت أنباء من مصادر سياسية سودانية موثوقة أن اتصالات مكثفة جرت فى الأيام الماضية بين رجل الأعمال المعروف صديق ودعة، وقادة الحركات الدارفورية المسلحة الثلاثة (مني أركو وعبد الواحد نور وجبريل إبراهيم) بغرض فتح مسار تفاوضي ينهي الاحتراب فى إقليم دارفور.

المصادر قالت إن الاتصالات التى لم تجرِ على نحو مباشر بعد أثمرت عن نتائج يمكن اعتبارها مشجعة. ونحن من جانبنا نرى أن الحلقات بدأت تضيق رويداً رويداً على الحركات الدارفورية المسلحة بحيث لم يعد أمامها فى الوقت الراهن وفى المدى القريب والمتوسط سوى الالتحاق بعملية السلام.

ولهذا فإن من الضروري أن نبحث هنا – بإيجاز- الأسباب التى ستدفع بالحركات الثلاثة للالتحاق بالعملية السلمية بأسرع ما يمكن. أولى هذه الأسباب ضعف وتراجع، بل وسقوط ما يعرف بالجبهة الثورية ومن الطبيعي أن تضعف وتقضي نحبها، هذه الجبهة الثورية لأنها قامت على أساس إثني عنصري فى مواجهة السودان بأسره، ففي مثل هذه الحالات لا يمكن أن تجد سنداً من أحد، فالسودان بلد متنوع الأعراق، لا مجال فيه لسيادة عرق على آخر ولا سبيل لإدارته سوى بإتفاق الجميع.

ولعل الأمر المستغرب أن الثورية هذه سبقتها قبل سنوات ما كانت تعرف بجبهة الخلاص الوطني والتي عمل على تكوينها فى ذلك الحين خليل إبراهيم بالتعاون مع القيادي والسياسي الدارفوري أحمد إبراهيم دريج وبعض الساسة المنسيين الذين غطت عليهم رمال الأحداث وطوتهم فى أحشائها.

جبهة الخلاص الوطني لم يتجاوز عمرها العام الواحد وللمفارقات فإن الثورية بذات القدر لم يتجاوز عمرها أكثر من عام وربما كان الفارق أن الثورية استفادت من دعم دولة جنوب السودان ودولة ويوغندا، في حين أن جبهة الخلاص فى ذلك الحين لم يكن أمامها سوى تشاد قبل أن تقرر تشاد إغلاق معسكرات العدل والمساواة وتطرد قادتها عقب تفاهمات ثنائية مع السودان.

ثاني الأسباب فقدان الدعم الكافي لبقاء هذه الحركات على قيد الحياة فدولة الجنوب التى كانوا يراهنون عليها لا يمكنها أن ترهن مستقبلها بدعم حركات مسلحة لا تفيدها في شيء. دولة الجنوب اضطرت بفعل التجربة لكي تنظر الى مصالحها مع السودان وأن تحرص حرصاً بالغاً على عدم التلاعب بهذه المصالح، وينظر قادة الثورية الى التقارب السوداني الجنوبي نظرة حنق وغيط لأن من الطبيعي أن يقضي هذا التقارب على الدعم والإيواء الذى تجده من جوبا عاجلاً أم آجلاً.

السبب الثالث أن الحركات الثلاث فقدت كوادرها تباعاً بحيث لم يتبق بداخلها قادة يشار إليهم بالبنان، وهذا من شأنه أن يدفع بإقليم دارفور الى الاستقرار ومعالجة قضاياه فالحركات الثلاثة تجول فى الخارج باحثة عن الدعم، ومن المهم هنا أن ندرك أن الدول الغربية حتى تلك التى تعادي السودان عداءً سافراً باتت على يقين أن قضية دارفور فى طريقها للحل وأن الحل الوحيد هو الحل عبر التفاوض وإتفاقات السلام، ولهذا فإن من الطبيعي أن تحجم عن تقديم الدعم لهذه الحركات المسلحة لأن المال سيذهب الى الجيوب حتماً.

وهكذا، فإن من سوء حظ هذه الحركات المسلحة أنها ستضطر للذهاب الى التفاوض مكرهة لا بطلة.

سودان سفاري[/JUSTIFY]

ع.ش

‫2 تعليقات

  1. مشكلتك يا سفارى تحلل مع امانى القارى لذا يكون التحليل غير موضوعى
    كيف تكون الجبهة الثوريه فقدت قادتها ولم بفارق اى منهم الحياة او يعلن انشقاقه عنها