استفتاء أبيي .. وقطعت جهيزة قول كل خطيب
وها هو مجلس السلم والأمن الأفريقي يؤكد أنه الحارس الأمين على قارته السمراء بكبحه لجماح التغول الدولي بإصداره للقرار 397 الذي قطع الطريق أمام الدعوة لقيام استفتاء أبيي من جانب واحد. تدخل حميد: الناظر إلى تطورات العلاقة بين الخرطوم وجوبا وخاصة عقب زيارة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير للخرطوم يجد إن هنالك مرونة جديدة وتقارب بين الجانبين، إلا أن إصرار بعض النافذين في جوبا على إقامة الاستفتاء من طرف كاد أن يعصف بالاستقرار، ويري رئيس لجنة أشراف أبيي الخير الفهيم خلال حديثه لـ(الأهرام اليوم) أمس عقب لقائه بالنائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان طه الذي أطلعه على حيثيات القرار الذي حث الدولتين على تسهيل عودة اللاجئين والنازحين للمنطقة وتكويت مشاريع التنمية حول منطقة أبيي كما حث القرار على تكوين مفوضية للاستفتاء بأبيي ومراجعة قانون الاستفتاء وعدم اتخاذ أي إجراء أحادي يتعلق بأبيي ويعيق التقدم بالمنطقة فضلاً عن تقريب وجهات النظر بين الآليات الثنائية المشتركة.
وأشاد البيان بلقاء القمة الذي انعقد بين الرئيسين البشير وسلفاكير في سبتمبر المنصرم بالخرطوم واتفاقهما على الإسراع في تطبيق اتفاقية الترتيبات الأمنية الموقعة في يونيو 2011م المتعلقة بتكوين المؤسسات المدنية والشرطية والمجلس التشريعي، الفهيم أكد ترحيب الحكومة السودانية بالبيان وقال إن رفض البيان للاستفتاء يعتبر إجراء مرحباً به كونه تخطي مرحلة الاستفتاء.
حسم قاطع:
والعلوم إن قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي رقم 397 الذي أصدره في اجتماعه أمس الأول، والذي قرر فيه إيقاف إجراء استفتاء من طرف واحد حول منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان، القرار لم يفاجئ المراقبين والخبراء وذلك لقناعتهم التامة إن اللوائح والقوانين المتعلقة بالاستفتاء قد حسمت الأمر سلفاً وقطعت الطريق أمام كل مزايدات ومكائد السياسيين، بل واجمعوا بان الذهول عقد ألسنتهم عندما فجر سفير دولة جنوب السودان لدي الخرطوم ميان دوت في وقت سابق إعلانه قيام استفتاء أبيي في أكتوبر الجاري، علماً بأن حكومة جوبا شرعت في حشد الآلاف من أبناء دينكا نقوك وحثهم على السفر والتواجد بمنطقة أبيي لترجيح كفة التعداد السكاني في الاستفتاء!
وقد قوبل هذا الإعلان بالاستهجان والرفض القاطع من الحكومة السودانية، حيث كشف حينها وزير الخارجية علي كرتي عن محاولات من أبناء دينكا نقوك لرفع أمر استفتاء أبيي مباشرة من مجلس السلم والأمن الإفريقي وتحويله لمجلس الأمن الدولي في خطوة تهدف إلى تصعيد وتدويل قضية أبيي، ونوه كرتي إلى أن الدبلوماسية السودانية أجهضت المخطط عر اتصالات ناجحة برؤساء داخل وخارج مجلس السلم والأمن الإفريقي، ورئيس مفوضية الاتحادي الإفريقي، أبناء المسيرية من جانبهم واجهوا تصريح ميان بهجمة شرسة لأنه ينتهك القانون ويسلبهم حقهم المشروع في المشاركة والموافقة في تحديد زمان ومكان الاستفتاء!
وفي ذات السياق أعلنت الحكومة البريطانية علي لسان وكيل خارجيتها سيمون فريزر عدم دعمها لإجراء استفتاء أبيي من طرف واحد..!!
صحيفة الأهرام اليوم
سعاد عبد الله