ماجد أم سامي أم لا أحد؟
حتى أكون صادقا فقد نشرت هذه المقالة في “استاد الدوحة القطرية” لأنني كتبتها مباشرة بعيد استضافتي يوم الثلاثاء في “صدى الملاعب” النجم الأسطوري لكرة القدم السعودية ماجد عبد الله ليس بمناسبة تكريمه وتخليد ذكراه في الكتب المدرسية حين قررت وزارة التربية والتعليم أن تكون حكاية ماجد ضمن مناهجها؛ بل لنتوقف عند نجم شارك 75 ألفا في يوم اعتزاله الذي جاء بعد سنوات طويلة من اعتزاله الحقيقي، وكنت يومها شاهدا في استاد الملك فهد الدولي في الرياض على محبة لم أشاهدها كثيرا لنجم عربي في قلوب شبان كثير منهم لم يروه أصلا يداعب الكرة؛ بل سمعوا عنه وشاهدوا لقطات له.
ولأني أنتقد دائما غياب النجم الكروي العربي عن الساحات غير الرياضية إما عندما يكون لاعبا أو بعد الاعتزال لهذا أحببت أن أخصص حلقة لنجم نموذجي بأخلاقه وإنجازاته وأحببت أن أدعو الدول العربية لتكريم النجوم، وأن أدعو النجوم للانغماس في الأمور الخيرية والإنسانية التي يقوم بها نجوم الغرب، ونصفق لهم، وأحيانا نشاركهم حروبهم ضد الفقر والمجاعة والأمراض، ولكننا نادرا ما نستثمر نجومية أبنائنا لهذا الغرض.
وحتى “استمزج” رأي الشارع الكروي العربي عامة والسعودي خاصة في هذه الخطوة وضعت سؤالا على موقعي على تويتر حول تقييم الناس لوجود سيرة نجم في المناهج الدراسية وهل يشجعونها.. وللأسف تفاجأت ولن أقول إنني صعقت عندما قرأت ردودا بالآلاف ولن أقول بالمئات أو العشرات تقف ضد هذه الخطوة، إما من منطلق أن النجم نفسه لا يستحق، وأن سامي الجابر هو من يستحق، وبالتالي عدنا لرؤية الأمور (كل الأمور) من منظار التعصب للأندية أو من منطلق أن الرياضي مهما كان لا يستحق أبدا أن يتم ذكره في كتب التعليم، ولا أن يتم وضع اسمه على شارع أو ساحة أو مدرسة.. وهناك من رفض مجرد التفكير بالخطوة لأن هذه الأمور يجب أن تكون محصورة بالشهداء والعلماء والمفكرين، وبعضهم تهكم على السوية الثقافية للرياضيين فقالوا تصوروا أن نضع اسم لاعب لم ينل الإعدادية أو الثانوية على مدرسة (رغم أن التكريم ليس بالضرورة أن يكون اسم اللاعب على مدرسة) وبعضهم أعطى أمثلة للاعبين نصف كم وافترض أن أسماءهم ستكون على شوارع المدن العربية؟
وهنا أقول إن الشهادة الجامعية ليست هي التي ستقرر مدى عطاء هذا الشخص أو ذاك لوطنه، وأتذكر أن العداءة غادة شعاع منحت بلادها أول ميدالية ذهبية في تاريخ سورية الرياضي في دوري الألعاب الأولمبية في أتلانتا 1996 وهي ليس لديها شهادة ثانوية، ولكنها قدمت لبلادها ما عجزت عنه كل وزارات الإعلام بجيوش موظفيها وكل الكتاب والمثقفين.. فهل كثير عليها أن تكون في كتاب مدرسي أو لوحة على شارع رئيسي أو فرعي؟
أليس أبو تريكة أشهر من مليون دكتور؟ أليس خلفان إبراهيم خلفان نعمة وهدية لبلاده وهل لو أطلقت قطر اسمه على ساحة أو مدرسة أو وضعت اسمه في كتاب فهل تكون قد تجاوزت الخطوط الحمر التي وضعها بعض كارهي تكريم الرياضيين؟
مجرد سؤال..
[/JUSTIFY]